سمير حماد
ما يميّز الأصولية المعاصرة والدينية التكفيرية , ويجعل لها سمة مشتركة فيما بينها جميعا على اختلاف انتمائها المذهبي , هو العداء للثقافة الدنيوية , لأنها بنظرهم , لا تضيف شيئا الى الكتب الدينية أو كتاب الله , لذلك لا يرون ايّ نفع لها ….بل تشكّل حجر عثرة أمام الفرائض والعبادات….. , وتصرف النظر عن التفكير في الآخرة ….لذلك يرى الأصوليون في السعي الى الثقافة مضيعة للوقت ….ونحن نرى هنا ان الجهل بالنسبة للتكفيريين والاصوليين له قيمة إيجابية , بامتياز ….. …هذا الجهل بات عندهم , غاية الغايات …….إنه كما يسميه ( روا ) الجهل المقدّس …….. الجهل الذي يحميهم من التلوّث , بالفن والفلسفة والموسيقا والأدب ,,,,يحميهم من أفكار افلاطون وارسطو …والمعري وابن سينا وابن رشد ….يحميهم من عادل امام ونجيب محفوظ وطه حسين …من نزار قباني واحمد حجازي ومحمد اركون وادونيس ..ليتفرّغوا لآيات الكتاب المقدس في البراري , ….غير ملوّثين بالثقافة الكافرة …..حتى يحين الأجل , حيث يدخلون الجنة طاهرين مُطهّرين متعبّدين في الصباح والمساء , بعيدا عن العلم الدنيوي المُحرّم . …
لا خلاص لنا الا بالتحرر من الجهل المقدّس, والوصول الى العلم المقدّس ….صراع مرير لا بد من خوضه …صراع التنوير مع الظلامية ,,,للوصول الى العقل المستنير. والانفتاح على العصر وثقافاته …المتعددة..
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)