آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » “الجوال”.. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟

“الجوال”.. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟

ثناء أبو دقن:

 

في عصر التكنولوجيا السريعة، أصبح الهاتف المحمول جزءاً لايتجزأ من حياتنا اليومية، وتحوّل من قاعدة وشبكة تواصل عالمية وإنجاز للأعمال إلى وسيلة للترفيه والتسلية، بل وأحياناً أخرى إلى إدمان حقيقي يؤثر على حياتنا النفسية والجسدية والاجتماعية.

 

والسؤال اليوم، كيف جعل الجوال العالم قرية صغيرة؟ تقول المرشدة الاجتماعية والمسؤولة عن التقييم النفسي والاجتماعي في مؤسسة فكر وقلب خلود بدران: إن الهاتف المحمول بات واقعاً هاماً في حياتنا، فهو يساعدنا في التعلم والتواصل والاطلاع وتوسيع المعارف والمهارات والترفيه.

 

ويتيح الجوال إمكانية التواصل الفوري مع الآخرين في العالم من خلال المكالمات أو الرسائل النصية أو التطبيقات المختلفة، ما يسهّل الترابط بين الأهل والأصدقاء في أي مكان وزمان، فأصبح العالم برمته أشبه بقرية صغيرة، الكل يكون فيها على إطلاع بما يجري فيها، إضافة الى الحصول على المعلومات والمعارف بطريقة فورية، إذ يمكن من خلاله الوصول إلى محركات البحث والمكتبات الرقمية والدروس التعليمية عن بُعد، ما يدعم العملية التعليمية ويساعد الطلاب في البحث والدراسة.

 

وتؤكد أن برامج ومقاطع الترفيه التي يوفرها الهاتف الجوال لا يستطيع غيره أن يقدمها، فالعديد من وسائل الترفيه، مثل الألعاب الإلكترونية ومشاهدة الفيديوهات والاستماع إلى الموسيقى وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج الهائلة الشيقة، قادرة أن تسحب أي انسان عاقل، فما بالك بالشباب والصغار.

 

ميزات لن تتوقف

وأشادت المرشدة الاجتماعية أن الجوال عالم خصب من التقنيات والبرامج الحديثة لمساعدة الأفراد في تنظيم الوقت والمهام، ويحتوي الهاتف تطبيقات تساعد المستخدم على إدارة يومه وتنظيم مواعيده ومتابعة واجباته الدراسية أو أعماله بكل دقة ووضوح.

 

وأيضاً أصبح الجوال وسيلة معتمدة دولياً لإنجاز الخدمات الإلكترونية والعديد من المعاملات،مثل التسوق الإلكتروني، ودفع الفواتير، وحجز المواعيد الرسمية والطبية بسهولة.

 

فما أسهل أن نفتح جوالنا للاستفسار عن أي شيء، أو للإطلاع عن أي فكرة أو موضوع نريده ، لنجد كمّاً هائلاً من المعلومات والأرقام والحقائق، والكثير الكثير من الخدمات التي لا تتوقف، ولن تتوقف.

 

هروب إلى عالم افتراضي

ونوهت خلود بإساءة استخدام الجوال قد تؤدي إلى آثار سلبية خاصة على فئة الشباب، الذين يُعدّون أكثر الفئات تأثراً بالتكنولوجيا الحديثة، ومن المعروف أنّ الكثير من الشباب يقضي ساعات طويلة على الهاتف، ما يؤدي إلى الإدمان الرقمي.

 

هذا النوع من الإدمان يؤدي بدوره إلى مجموعة من الأضرار، من أبرزها: ضعف التحصيل الدراسي وانتشار الأمية وانعدام الطموح العلمي لفئة الأطفال واليافعين.

 

أما فئة الشباب والكبار فإنه يؤدي إلى ضعف في التركيز وقلة الإنتاجية، واضطرابات النوم بسبب استخدام الهاتف ليلاً، ومشاكل في النظر وآلام في الرقبة والظهر، والعزلة الاجتماعية والقلق والاكتئاب وضعف العلاقات الواقعية، رغم أنه وسيلة تواصل، إلا أن الإفراط في استخدام الهاتف قد يؤدي إلى الانطواء والعزلة عن الأسرة والمجتمع الحقيقي، والاكتفاء بعلاقات افتراضية وهمية.

 

الإدمان

وعن حالات الإدمان للجوال عرفته المرشدة خلود، بأنه الاستخدام المفرط وغير المنضبط للهاتف المحمول، إذ يصبح الشخص غير قادر على الاستغناء عنه حتى لفترات قصيرة، ويشعر بالقلق أو التوتر عند فقدانه أو انقطاع الإنترنت.

 

وهذا النوع من الإدمان يشبه إلى حد كبير الإدمان على المواد المخدرة، من حيث تأثيره على الدماغ، محذرة أن التعاطي مع المواقع بغير انتباه أو حذر قد يعطي الفرصة المرعبة لانتهاك الخصوصية ومشاكل الأمن الإلكتروني، وقد يتعرض الأشخاص لعمليات اختراق أو ابتزاز إلكتروني نتيجة الاستخدام غير الآمن أو مشاركة معلوماتهم الخاصة للآخرين على المواقع، والتعرض لمحتوى غير مناسب، إذ يمكن أن يصل الشباب واليافعين بسهولة إلى محتوى ضار أو غير أخلاقي أو عنيف، ما يؤثر على سلوكهم وأفكارهم وقيمهم ودينهم.

 

بدائل ونصائح

قدمت الخبيرة الاجتماعية عدة نصائح وإرشادات للتغلب على إدمان الجوال، وذلك من خلال: تحديد أوقات لاستخدام الهاتف والالتزام بها، وإيقاف الإشعارات غير الضرورية، ووضع هدف في الحياة والسعي لتحقيقه، وممارسة أنشطة بديلة مثل القراءة، الرياضة، أو التطوع، وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء دون استخدام الهاتف، واستخدام تطبيقات مراقبة الوقت للمساعدة في ضبط الاستخدام عند الصغار واليافعين.

 

أما إذا كان الإدمان مسيطراً، وبات الشخص لاعمل له سوى التقليب بالجوال، أو اللعب عليه، فهنا يجب أن يتم اللجوء لمداخلة طبية استشارية متخصصة.

 

وتختم حديثها: علينا أن نستخدم الجوال بعقل وإعتدال، فإذا سيطرعلينا، سيفسد وقتنا وصحتنا.

 

لنستخدمه في مايفيدنا، ونتعلم كيف نعيش حياتنا بشكل متوازن.

 

إنّ الجوال أداة مفيدة إذا ما تم استخدامه بشكل معتدل وواعي، لكنه قد يتحول إلى خطر حقيقي إذا تحكّم في حياتنا.

 

وبالتالي يجب أن نتحلّى بالوعي ونستخدم التكنولوجيا لخدمتنا، لا أن نسمح لها بالسيطرة على عالمنا الخاص وتفسده.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

محكمة أمريكية تمنع مجموعة NSO الإسرائيلية من تثبيت برامج تجسس على واتساب

أصدرت قاضية أمريكية أمرا قضائيا يمنع شركة NSO الإسرائيلية لبرامج التجسس من استهداف مستخدمي واتساب، لكنه خفض تعويضا قدره 168 مليون دولار أمريكي في المحاكمة ...