تُواصل «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة) التحريض على خروج تظاهرات في الشمال السوري رفضاً للتقارب بين دمشق وأنقرة، مُصدِّرةً نفسها بوصفها الجهة التي ستحافظ على ما تبقّى من «الثورة»، في مقابل بقيّة تشكيلات المعارضة التي اختارت إحناء رأسها للعاصفة التركية، ومن بينها «الائتلاف»، الذي علمت «الأخبار» أن رئيسه، سالم المسلط، إنّما زار مدينة أعزاز في ريف حلب يوم الجمعة الماضي، من أجل لقاء بعض الشخصيات العسكرية، والطلب إليها منْع خروج التظاهرات المناوئة لمشروع التطبيع السوري – التركي. وبالتوازي مع ذلك، تُتابع «تحرير الشام» حشْد تعزيزات لها على خطوط التماس بينها وبين الفصائل الموالية لتركيا شمال غرب محافظة حلب، وتحديداً على تخوم الشيخ حديد وعفرين، في ما يبدو تحضيراً لمهاجمة مقرّات «الفيلق الثاني» و«فرقة السلطان مراد» بشكل أساسي. وجاءت هذه التعزيزات في أعقاب احتدام الخلاف بين «حركة أحرار الشام» المتحالفة مع زعيم «الهيئة» أبو محمد الجولاني، وبين «الفيلق الثاني» الذي يقوده فهيم عيسى، على عائدات معبر الحمران الكائن في ريف حلب الشرقي. إذ تفرض الأولى سيطرة مطلقة على دخول صهاريج النفط عبر المعبر المذكور، وتُجبر أصحاب «الحراقات البدائية» على تسليم كامل ما ينتجونه من «المحروقات» تحت طائلة منْع «الخام» عنهم، وتتحكّم بأسعار البيع في المنطقة الشمالية، مع تأمين ورود سُبع العائدات لصالح «تحرير الشام» في إدلب، وتوظيف عدد من كوادر «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«الهيئة» في «الحمران». وإذ لا تستسيغ «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» هذا الواقع، فهي وجّهت «الفيلق الثاني» بمخاطبة «أحرار الشام – القاطع الشرقي» من أجل تسليم المعبر من دون قتال، الأمر الذي أدّى إلى اشتعال الخلاف الأخير. وكان «الائتلاف» رفض طروحات الاندماج السياسي بين الحكومة التي تتبع له (المؤقتة)، والحكومة التي شكّلها الجولاني في إدلب تحت مسمّى «الإنقاذ»، كما رفض أيّ تنسيق عسكري مع «تحرير الشام» لكونه يرى في ذلك فتْحاً للباب أمام تمدّد «الهيئة» في مناطقه، وبالتالي خروجه هو من المشهد.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية