أعلن مكتب الصحة العامة بمحافظة الحديدة اليمنية (غرب)، الجمعة، ارتفاع حصيلة الضحايا التي خلفتها الغارات الأمريكية على ميناء “رأس عيسى” إلى 80 شهيدا و150 جريحا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.
ونقلت قناة “المسيرة” التابعة لجماعة “أنصار الله” عن مكتب الصحة في الحديدة قوله: “ارتفاع حصيلة استهداف العدو الأمريكي لمنشأة رأس عيسى إلى 80 شهيدا و150 جريحا، في حصيلة غير نهائية”.
وكانت آخر حصيلة أعلنها مكتب الصحة في الحديدة، في وقت سابق الجمعة، لعدد الضحايا بلغت 74 شهيدا و171 جريحا.
وفي نبأ سابق، قال مكتب الصحة بمحافظة الحديدة، إن “5 من فرق الإسعاف استشهدوا إثر معاودة العدوان الأمريكي استهداف ميناء رأس عيسى”.
كما نشرت القناة ذاتها صورا ومقاطع مصورة تظهر جثث متفحمة من عاملي وموظفي الميناء، والكوادر الصحية وهي تعمل على إسعاف الجرحى ممن تعرضوا لإصابات وحروق جراء الغارات الأمريكية، بالإضافة إلى شهادات الجرحى.
وعقب الضربات التي أعلنت واشنطن مسؤوليتها عنها الخميس، استهدفت غارات جديدة هذه البنية التحتية الاستراتيجية، في حين لا تزال عمليات الإنقاذ جارية.
وأفاد أنيس الأصبحي، الناطق باسم وزارة الصحة والبيئة التابعة للجماعة، بـ”ارتفاع عدد الشهداء والجرحى إلى أكثر من 100 بينهم العمال والموظفين في ميناء رأس عيسى النفطي إثر العدوان الأميركي على الميناء شمالي غرب محافظة الحديدة في حصيلة غير نهائية”.
وأضاف أن “حصيلة الشهداء مرشحة للزيادة، فهناك أشلاء مقطعة ما زالت عمليات التعرف إليها جارية”.
وفي لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين فجر الجمعة وقدمتها على أنها “أولى صور العدوان الأمريكي” على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق.
وأشار الأصبحي إلى أنّ “فرق الإنقاذ من الدفاع المدني وفرق الإسعاف تعمل بكل جهد للبحث وانتشال الضحايا واخماد الحرائق”.
وأعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن “أنصار الله”.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس أن “قوات أميركية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للجماعة وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم في المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات”.
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التابعة للجماعة الضربات، وأفادت بـ”شن العدوان الأميركي اليوم، سلسلة غارات على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة”.
وتتعرض مناطق للجماعة في اليمن لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضد المتمردين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 آذار/مارس، منهية بذلك الهدنة.
ومنذ 15 آذار/مارس، استأنفت الجماعة أيضا هجماتهم التي تستهدف السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذّرا طهران من مواصلة دعمهم.
وأعلنت الولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات على مصرف يمني تشمل كبار مسؤوليه، مشيرة إلى دعم المؤسسة للمتمردين الحوثيين في اليمن.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن فرض العقوبات على “بنك اليمن الدولي” يشكّل استكمالا للجهود الحكومية الرامية إلى “وقف هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر”.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو مساء الخميس أن “فرقاطة فرنسية دمرت طائرة دون طيار أطلقت من اليمن”. وأضاف عبر منصة إكس “جيوشنا تواصل التزامها لضمان حرية الحركة البحرية”.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، وذلك عقب دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق وسط إسرائيل.
وقال الجيش في بيان نشره على منصة إكس: “عقب تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق من البلاد، اعترض سلاح الجو صاروخا أطلق من الأراضي اليمنية”.
وأدانت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتان، الجمعة، الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة اليمنية.
وقالت الحركتان في بيانين منفصلين، إنهما تنددان بتعليق برنامج الأغذية العالمي شحنات الغذاء إلى مناطق تستهدفها الغارات في اليمن، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار.
وأشادتا بـ”صمود الشعب اليمني وقواته المسلحة”، مثمنتين “مواقفه الشجاعة والداعمة لقضية فلسطين”.
وفي بيانها، قالت حماس إنها “تدين بأشد العبارات العدوان الجوي الأمريكي الإجرامي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة في الجمهورية اليمنية، والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، بينهم مسعفون وعاملون في الميناء”.
وشددت على أن “العدوان الغاشم يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويؤكد استمرار السياسات الأمريكية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الصهيونية والأمريكية في المنطقة”.
واعتبرت أن “العدوان الأمريكي على الشعب اليمني يُعدّ امتدادًا لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وللعدوان الأمريكي الصهيوني المشترك على شعوب أمتنا”.
وأعربت “حماس” عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني، مثمنة “مواقفه الشجاعة والداعمة لقضية فلسطين، ومواقف إخوان الصدق أنصار الله (الحوثيين) في دعم شعبنا الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وتأكيدهم على مواصلة إسناد شعبنا حتى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة”.
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الغارات الأمريكية على الحديدة “عدوان همجي سافر يرقى إلى مستوى جريمة حرب صريحة، ضمن تصعيد عسكري غير مسبوق”.
وشددت في بيان على أن “العدوان الأمريكي المستمر على الشعب اليمني الشقيق يُعدّ مساندة عسكرية فعلية لجرائم الحرب وعمليات الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني في قطاع غزة والضفة المحتلة بحق شعبنا الفلسطيني الصابر”.
كما أدانت الحركة “الصمت العربي والدولي إزاء العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني الذي يدفع ثمن تمسكه بمبادئه في الوقوف في وجه جرائم الاحتلال في قطاع غزة، في حين لا تزال العديد من الدول العربية والمسلمة تستقبل مجرمي الحرب وتقيم العلاقات مع الكيان المجرم”.
وأعربت عن تقديرها “لصمود الشعب اليمني ولقواته المسلحة التي أثبتت إرادة لا تلين في التصدي لهذا العدوان ودعم القضية الفلسطينية بكل ثبات وإيمان”.
ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي، رصدت الأناضول مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 188 مدنيا وإصابة 427 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.
غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم