أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه يتحقق مما إذا كان قد “قضى” على زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في عملية في قطاع غزة، في ما قد تكون ضربة قاسية للحركة الفلسطينية بعد عام على اندلاع الحرب بين الطرفين.
والسنوار البالغ 61 عاما، هو “الرجل الحي الميت” بالنسبة الى إسرائيل التي تعتبره هدفا رئيسيا وتتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “خلال نشاط… في قطاع غزة تم القضاء على ثلاثة مخربين. يفحص كل من جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) احتمال ان يكون أحد المخربين الذين قضي عليهم هو المدعو يحيي السنوار”.
وأكد أنه “في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائيًا من هوية” الشهداء، مشيرا الى أنه “لم تظهر أي علامات على وجود رهائن في المنطقة” حيث استشهد الشخص الذي يتم التحقق من هويته.
وأفاد مصدر أمني إسرائيلي وكالة فرانس برس بأن الجيش يجري اختبارات الحمض النووي على لجثمان لمسلح للتأكد مما إذا كانت عائدة للسنوار.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن هذه القضية “يجري الجيش الإسرائيلي اختبارات الحمض النووي على جثة أحد المسلحين للتأكد إن كانت جثة السنوار”.
من جانبه، شدد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت على أن اسرائيل “ستطارد” أعداءها “وتقضي عليهم”.
وكتب عبر منصة إكس “لا يمكن لأعدائنا أن يختبئوا. سنطاردهم ونقضي عليهم”.
وتطارد إسرائيل قادة وعناصر حماس، وأعلنت قتل العديد منهم منذ اندلاع الحرب في غزة. والسنوار هو أبرز هؤلاء المطلوبين، إضافة الى محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من آب/أغسطس أن الضيف استشهد في ضربة جوية في خان يونس بجنوب القطاع في 13 تموز/يوليو. ولم تؤكد حماس ذلك.
وانتخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس في آب/أغسطس خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 تموز/يوليو، في عملية نسبت لإسرائيل.
كما اغتيل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري بضربة جوية منسوبة لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت في كانون الثاني/يناير.
ولم يظهر السنوار علنا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل عام.
ويتّهم الجيش والسلطات الإسرائيلية السنوار بأنه أحد المخطّطين الرئيسيين لهجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا في الأسر في غزة.
وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت باستشهاد ما لا يقل عن 42438 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة الرقام موثوقة.
– ضربة “موجعة” –
والخميس، أعلن مستشفيان في قطاع غزة أن غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمال القطاع، أدت إلى استشهاد 14 شخصا على الاقل، بينما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف عناصر من حماس.
ونقلت عشر جثث إلى مستشفى كمال عدوان وأربعة إلى مستشفى العودة، بعد غارة استهدفت مدرسة أبو حسين في جباليا في شمال قطاع غزة.
وبعد إضعاف حماس في غزة حيث تتواصل الحرب، أعلنت إسرائيل منتصف أيلول/سبتمبر نقل ثقل عملياتها العسكرية الى الحدود الشمالية مع لبنان حيث كانت تتبادل منذ نحو عام، القصف بشكل يومي مع حزب الله.
ويأتي الحديث عن احتمال مقتل السنوار بعد ثلاثة أسابيع على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر.
وتقول إسرائيل أيضا إنها تستعد للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وقالت طهران إنه رد على اغتيال نصرالله وهنية.
وتوعدت إيران الخميس إسرائيل بضربة “موجعة” إذا هاجمت أهدافا “في إيران أو في المنطقة” ردا على الهجوم.
وحذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الإسرائيليين قائلا “إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافا لنا في المنطقة أو في إيران فسنوجه مجددا ضربة موجعة لكم”.
وأتى كلام سلامي خلال مراسم تشييع اللواء في الحرس الثوري عباس نيلفروشيان في اصفهان (وسط)، بعد مقتله مع نصر الله في الضاحية الجنوبية.
وبعد عام من تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، غداة اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، صّعدت اسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر من وتيرة غاراتها على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تعلن نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.
ومنذ ذاك الحين، يعلن حزب الله بشكل شبه يومي تصديه لمحاولات تسلل قوات اسرائيلية من الجانب الإسرائيلي الى بلدات حدودية وخوضه اشتباكات “من مسافة صفر” معها. كما يعلن استهداف دبابات وتحركات جنود قرب الحدود أو في الجانب اللبناني منها.
وأكد الحزب أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من “السيطرة الكاملة” على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.
وقال النائب في الحزب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحافي في البرلمان “الى اليوم لم يتمكن العدو من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة +دمّر، صوّر واهرب+”.
في غضون ذلك، تتزايد التحذيرات من تبعات الحرب على الصعيد الانساني.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن تدمير ما لا يقل عن “28 منشأة لإمدادات المياه” يشكل “كارثة على جميع الأطفال في لبنان” وتؤثر على “أكثر من 360 ألف شخص” معظمهم في الجنوب، ما يعرض الأطفال لأمراض مثل الكوليرا والتهاب الكبد.
على مدى شهر تقريبا، قُتل ما لا يقل عن 1373 شخصا في لبنان، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية. وقد سجلت الأمم المتحدة ما يقرب من 700 ألف نازح.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها ووضع حد لإطلاق الصواريخ المتواصل منذ بداية الحرب في غزة، من أجل السماح بعودة حوالي 60 ألف نازح إلى شمال إسرائيل.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم