زعم الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه بات يسيطر “عملياتيا” على نحو 70 بالمئة من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأنه سيستكمل “في غضون أسابيع قليلة” عمليته العسكرية هناك.
ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن الجيش الإسرائيلي قوله: “منذ 40 يوما تقوم الفرقة 162 بمناورة برية في رفح، وتمكنت حتى الآن من السيطرة العملياتية الكاملة على حوالي 60-70 بالمئة من رفح”، على حد زعمه.
وأضاف: “يتركز القتال الآن في أحياء تل السلطان والجزء الشرقي من حي الشابورة”.
ووفق هيئة البث “يقول الجيش الإسرائيلي إن اثنتين من كتائب رفح الأربع في وضع صعب، وكتيبتان إضافيتان ذات كفاءة متوسطة – بحيث أن خمسين بالمائة من لواء رفح في وضع إشكالي”.
وأضافت: “يقول الجيش الإسرائيلي إنه خلال احتلال محور فيلادلفيا، تم رصد عشرات الصواريخ بعيدة المدى عليه، وحقيقة أن الجيش الإسرائيلي سيطر بسرعة على المحور حال دون إطلاق الصواريخ من رفح”.
وادعت الهيئة أن “قوات الجيش الإسرائيلي عثرت على أكثر من 200 فتحة نفق و25 نفقا”.
وذكرت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي “يقدّر نهاية العملية برفح في غضون أسابيع قليلة وينتظر تعليمات من المستوى السياسي، ما إذا كان سيبقى في المنطقة، أو ينسحب ويعود عند الضرورة، كل ذلك وفقًا للتقييمات والاعتبارات العملياتية”.
وحتى الساعة 14:40 (ت.غ) لم تعلق حركة حماس على تصريحات الجيش الإسرائيلي الذي مني بخسائر كبيرة في رفح وأقر السبت بمقتل 8 عسكريين جراء تعرض مدرعة لعبوة ناسفة في مخيم تل السلطان غربي المدينة.
من جانبه، قال متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، في منشور على تلغرام عقب إقرار الجيش الإسرائيلي بمقتل 8 من جنوده: “عمليتنا المركبة والنوعية في رفح تأكيد جديد على فشل العدو أمام مقاومتنا”.
الى ذلك شنّت إسرائيل الاثنين ضربات على شمال قطاع غزة وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب لكن الوضع هناك يشهد هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة في جنوب القطاع.
والهدنة التي تزامن إعلانها الأحد مع أول أيام عيد الأضحى، تهدف إلى تسهيل نقل المساعدات الانسانية التي يحتاج إليها سكان غزة بشدة، بعد ثمانية أشهر من النزاع المميت بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي رسالة إلى المسلمين لمناسبة عيد الأضحى، دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة وقف إطلاق النار ورأى فيها أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين الذين يعانون “أهوال الحرب”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي هدنة من “الساعة 8,00 حتى 19,00 (5,00 حتى 16,00 ت غ) يوميا حتى إشعار آخر” انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.
– “معارك من مسافة قريبة” –
وأكد متحدث باسم الجيش سريان الهدنة الاثنين، لكن مسؤولا اسرائيليا ذكر الاثنين لوكالة فرانس برس انه “ليس هناك تغيير في سياسة الجيش الاسرائيلي” خصوصا في رفح (جنوب) حيث أطلق مطلع أيار/مايو عملية برية أدت الى فرار مئات آلاف الأشخاص.
وقال الجيش في بيان الاثنين إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في رفح وفي وسط غزة وتخوض “قتالا من مسافة قريبة” مع مسلّحين، مضيفا أن الجيش دمر عددا من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديدا للقوات.
وأشار أطباء في المستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال الى سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى في ضربتين جويتين.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس “الجيش الإسرائيلي على نحو الثانية فجر اليوم الإثنين وعبر طائراته شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة (…) نجم عنه شهداء بينهم طفل ورجل مسن وجرحى انتشلناهم ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني”.
وأوضح “باقي المناطق في قطاع غزة هادئة نوعا ما، مع تحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع”.
وبحسب مسؤولين محليين، أطلقت دبابات نيرانها على مناطق في شرق رفح وجنوبها. وأشار شهود الى انفجارات في المدينة.
من جانب آخر، أفاد سكان ان وسط القطاع استهدف بضربة جوية في مخيم البريج.
– “هذا ليس عيدا” –
وقال عامر عاجور وهو أحد سكان رفح ونزح الى دير البلح (وسط)، “لسنا في أجواء عيد، العيد هو حين نعود الى منازلنا حين تنتهي الحرب (…) كل يوم يسقط شهيد، هذا ليس عيدا”.
وأعلن الجيش الأحد أن الهدنة “التكتيكية” و”المحلية” يفترض أن تتيح “زيادة حجم المساعدة الإنسانية التي تصل الى غزة” غداة مقتل 11 جنديا في القطاع بينهم ثمانية سقطوا في انفجار قنبلة.
هذه الحصيلة هي الأعلى للجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني في يوم واحد منذ بدء الحرب.
– بحاجة إلى “إجراءات ملموسة” –
وقال الناطق الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه إن المنظمة الأممية رحبت بالخطوة الإسرائيلية، رغم أن “هذا لم يُترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات للمحتاجين”.
ودعا إسرائيل إلى أن “يؤدي ذلك الى إجراءات ملموسة أخرى” لتسهيل إيصال المساعدات الانسانية.
وتدافع إسرائيل منذ فترة طويلة عن جهودها للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بما في ذلك عبر معبر كرم أبو سالم قرب رفح، وتلقي باللوم على المسلحين في نهب الإمدادات وعلى العاملين في المجال الإنساني لفشلهم في توزيعها على المدنيين.
ورغم جهود الوساطة الدولية، لا تزال الآمال بالتوصل الى وقف إطلاق نار تصطدم بمطالب متناقضة من اسرائيل وحماس.
وأكد مسؤول إسرائيلي، من جهة أخرى، الاثنين حل حكومة الحرب التي تشكلت في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بعد استقالة بيني غانتس الأسبوع الماضي، على أن تتخذ الحكومة الأمنية القرارات المتعلقة بالحرب.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم