الطيران الحربي السوري والروسي يستهدف تحركات للمسلحين في ريف إدلب الجنوبي، والجيش السوري يحصّن مواقعه في حماة وشمالها، وذلك بالتوازي مع نشاط حراك دبلوماسي لبحث هذه الهجمات.
قامت وحدات من القوات المسلحة السورية العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي، خلال ليلة أمس السبت، بتعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق، وفق ما أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة “سانا”.
كما تمكنت القوات المسلحة، بحسب المصدر، من “تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، فيما لاذ بقيتهم بالفرار”.
وفي السياق، أفاد مراسل الميادين في دمشق، باستهداف الطيران الحربي السوري والروسي تحركات للجماعات المسلحة في قرى حزارين والركايا بريف إدلب الجنوبي.
ووأوضح مراسلنا أنّ الغارات استهدفت نقاطاً لـ “هيئة تحرير الشام” في محيط خان شيخون جنوبي إدلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.
كما أشار إلى أنّ الجيش السوري يحصّن مواقعه في حماة وشمالها، وهو يقف على خط تماس مباشر مع جنوب إدلب، مؤكّداً استعادة الجيش السيطرة على بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
وبينما يواصل سلاح الجو السوري والروسي دكّ معاقل جبهة النصرة في ريفي حلب وإدلب، أكّد التلفزيون السوري أنّ حصيلة الأيام الـ3 الماضية من تصدي الجيش السوري لمسلحي جبهة النصرة قاربت الألف قتيل منهم.
وأمس، أكّدت وزارة الدفاع السورية في بيان أنه “لا صحة للأخبار التي نشرتها التنظيمات الإرهابية حول انسحاب الجيش السوري من حماة”، لافتةً إلى أنّ “هناك وحدات عسكرية تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة”.
وقالت الوزارة إنّ “وحدات قواتنا المسلحة تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة وهي على استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل”.
وبالتزامن، شدّد الجيش السوري، على أنه “سيواصل عملياته والتصدّي للتنظيمات الإرهابية لطردها، واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل حلب وريفها”.
وقامت وحدات الجيش السوري بإعادة الانتشار نحو مطار حلب الدولي، من أجل منع تدمير أحياء المدينة، في حين تقوم طائرات الجيش باستهداف تجمعاتهم في حلب وريفها.
بدوره، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، القضاء على نحو 300 مسلّح على الأقل في محافظتي حلب وإدلب شمالي سوريا، بالتعاون مع الجيش السوري.
وقال نائب رئيس المركز، أوليغ إغناسيوك، في إفادة صحافية إنّه “تمّ تنفيذ ضربات بالصواريخ والقنابل على أماكن تمركز المسلحين ونقاط للمراقبة، ومستودعات للذخيرة ومواقع للمدفعية، وجرى القضاء على ما لا يقل عن 300 مسلح، وذلك على مدار 24 ساعة”.
يأتي ذلك، بعد أن شنّت التنظيمات المسلحة، والمنضوية تحت ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، هجوماً واسعاً من محاور متعددة في جبهتَي حلب وإدلب.
حراك دبلوماسي
وبالتوازي، يبرز حراك دبلوماسي لا يقل أهمية عن ما جرى على الأرض، حيث أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأيضاً مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، حيث كان محور المحادثات تأكيد الأسد على أنّ الجيش السوري سيدافع عن الأراضي السورية، في مقابل دعم واضح في كلام السوداني وبن زايد لحفاظ سوريا على وجدة أراضيها، بحسب مراسل الميادين.
وأضاف مراسلنا أنّ هذا الحراك مهم في توقيته، فيما ستستقبل دمشق اليوم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، الذي سيجري محادثات مع القيادة السورية، عنوانها الرئيسي الهجوم الكبير الذي يحمل أبعاد إقليمية واضحة، ومن ثم سوف ينتقل إلى أنقرة لاستكمال هذه المباحثات.
اخبار سورية الوطن 2_الميادين