| محمد أحمد خبازي
واصل الجيش العربي السوري أمس الرد على اعتداءات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع ريف إدلب من منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، على حين دعت الأمم المتحدة إلى تمديد إيصال المساعدات «عبر الحدود» إلى تلك المنطقة رغم وجود تحفظ من قبل روسيا على هذه الآلية التي ترى أنها «عفا عليها الزمن ويجب التخلي عنها».
وفي التفاصيل، فقد واصلت وحدات الجيش العاملة في قطاع ريف إدلب من منطقة «خفض التصعيد» على اعتداءات تنظيم «النصرة» الإرهابي وحلفائه ودكت بالمدفعية الثقيلة مواقع له في جبل الزاوية بريف المحافظة الجنوبي.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن ضربات الجيش، جاءت رداً على اعتداءات مجموعات مسلحة مما يسمى غرفة عمليات « الفتح المبين» التي يقودها «النصرة» فجر أمس على نقاط عسكرية بمحاور التماس في ريف إدلب، بقذائف صاروخية ورشقات من أسلحتها الرشاشة ما أدى لارتقاء أحد عناصر الجيش شهيداً، لافتاً إلى أن رمايات الجيش النارية حققت أهدافها وكبدت تنظيم «النصرة» وحلفاءه خسائر فادحة.
وأشار المصدر إلى أن الهدوء الحذر وشبه التام لا يزال سيد الموقف ودخل أسبوعه الثاني في قطاع سهل الغاب الشمالي الغربي بريف حماة، حيث لم يسجل ـ حتى ساعة إعداد هذه المادة لليل أمس ـ أي حدث لافت في هذا القطاع.
وذكر المصدر، أن وحدات الرصد والمتابعة، ترصد الوضع الميداني وتحركات الإرهابيين في سهل الغاب، على مدار الساعة للتدخل بالوقت المناسب إذا ما حاول الإرهابيون الاعتداء على نقاط عسكرية.
وعلى الرغم من سيطرة الإرهابيين على منطقة «خفض التصعيد» برزت دعوة من الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم أمينها العام ستيفان دوجاريك إلى تمديد إيصال المساعدات «عبر الحدود» إلى تلك المنطقة وذلك مع قرب انتهاء مفعول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642 في العاشر من كانون الثاني المقبل بعدما تبناه المجلس في الثاني عشر من تموز الماضي ونصَّ حينها على تمديد مفاعيل القرار رقم 2585 الذي اعتمده المجلس في التاسع من تموز العام الماضي لمدة ستة أشهر، حول استمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر «خطوط التماس» وعبر معبر حدودي واحد هو باب الهوى مع تركيا.
وفي معرض رده على سؤال، بشأن برنامج إيصال المساعدات عبر الحدود، إلى سورية لفت دوجاريك إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاحتياجات الإنسانية قبل اتخاذ قرار بشأن تمديد الآلية، في موعد «أقصاه» العاشر من الشهر الجاري، مشيراً إلى «ثبات» موقف الأمم المتحدة بشأن ضرورة تمديد آلية إيصال المساعدات «عبر الحدود» إلى سورية، معتبراً أنه لا يمكن لأي شيء أن يحل محل تلك المساعدات!، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية.
وينص القرار 2642 على تمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سورية، لمدة 6 أشهر وتنفيذ مشاريع التعافي المبكر لدعم الاقتصاد في سورية وإعادة الإعمار، في حين قالت روسيا حينها إنها وافقت على تمديد الآلية كـ«حل وسط» وأنها ستنظر في جدوى تمديدها لاحقاً وخاصة أن موسكو ترى أن المساعدات يجب أن تمر عبر الدولة السورية استناداً إلى احترام سيادتها على أراضيها.
وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي، وخلال مؤتمر صحفي على هامش أعمال الاجتماع الدولي التاسع عشر بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخستانية، اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أن آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود «عفا عليها الزمن ويجب التخلي عنها».
وبالعودة إلى الشأن الميداني، فقد عززت وحدات الجيش العربي السوري عديدها وعتادها في بادية تدمر الشرقية، وكثفت عمليات تمشيط قطاعاتها من خلايا تنظيم داعش الإرهابي في منطقة السخنة، وفي الجنوب الغربي من بادية دير الزور، وقضت على العديد من الدواعش خلال اشتباكات ضارية شـرق مدينـة تدمر، وذلك حسـب قول مصـدر ميداني لـ«الوطن»، أوضح أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية إلى أرياف الرقة وحلب والحسكة أيضاً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن