| موفق محمد – خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
وجه الجيش العربي السوري ضربات صاروخية مركزة استهدفت معسكر تدريب لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على قائمة الإرهاب الدولية، والذي يتخذ مما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهة له، وذلك في ريف إدلب الشمالي الغربي بمنطقة «خفض التصعيد»، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 40 إرهابياً، في وقت تواصلت فيه العملية الأمنية للقضاء على فلول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في حي طريق السد بمحيط منطقة درعا البلد، وحققت خلالها الجهات المختصة والمجموعات المحلية الرديفة تقدماً وإن كان بطيئاً بسبب تفخيخ الإرهابيين المواقع والمنازل التي ينسحبون منها بالألغام والعبوات الناسفة.
وأكدت مصادر محلية داخل مخيمات النازحين الواقعة في ريف إدلب الغربي لـ«الوطن» سقوط صواريخ الجيش العربي السوري أمس داخل معسكر «النصرة» القريب من مخيم «مرام» بالقرب من بلدة كفر جالس، الأمر الذي تسبب بدمار المعسكر بمن فيه.
وكشفت المصادر، أن طائرات مسيرة تابعة للجيش كانت تحوم فوق منطقة الاستهداف، ورصدت نقل شحنة من الأسلحة والذخيرة من الحدود التركية إلى داخل معسكر الإرهابيين قبل توجيه رشقة الصواريخ من نقاطه بريف إدلب الشرقي.
وأوضحت، أن المعسكر بكامله جرى تدميره، وشوهدت ألسنة اللهب من مخيمات موربن وكفر روحين وبعيبعة بريف المحافظة الغربي، كما توجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى مكان الاستهداف بعد فرض طوق عسكري حوله لنقل المصابين وجثث القتلى من مسلحي «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، والذي تلقى أكثر من ضربة موجعة في عمق محافظة إدلب وبالقرب من الحدود التركية شمالاً في الآونة الأخيرة.
المصادر توقعت وقوع أكثر من 40 إرهابياً بين قتيل وجريح، بدليل عدد سيارات الإسعاف التي توجهت إلى المشافي الميدانية في المنطقة، وبعضها إلى داخل الأراضي التركية لعلاج المصابين في المستشفيات القريبة من الحدود.
في السياق ذاته وبالتوازي، شنت الطائرات الحربية الروسية أمس 4 غارات طالت صواريخها الفراغية أحد الأحراش الواقعة إلى الغرب من مدينة إدلب.
ورجحت مصادر أهلية قريبة من الأحراش لـ«الوطن»، أن المقاتلات الروسية ضربت أحد مستودعات الذخيرة التابعة للتنظيم الإرهابي داخل الحرش، بدليل سماع دوي الانفجارات المتتالية من مكان بعيد، ولاسيما داخل مدينة إدلب.
في ريف إدلب الجنوبي، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش في المنطقة ردت على قصف مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المببن»، التي يقودها « النصرة» لنقاط ارتكازها، حيث دأب الإرهابيون على خرق متكرر وشبه يومي لوقف إطلاق النار ساري المفعول منذ مطلع آذار 2020.
وقال: إن وحدات الجيش استهدفت مصادر نيران الإرهابيين في محيط بلدات الرويحة وكفر عويد ومنطف وبينين وسفوهن والفطيرة وشنان بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وأوقعت إصابات مؤكدة في مواقع تمركز وانتشار الإرهابيين وقتلت وجرحت عدداً منهم.
وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش قصفت الخطوط الخلفية لمسلحي «الفتح المبين» في طرف مدينتي أريحا وسرمين، ودمرت آليات عسكرية لهم، وقد طال الاستهداف أيضاً تجمعاتهم في محيط بلدات السرمانية والزيارة وقرقور بسهل الغاب شمال غرب حماة وبجوار بلدتي كفر تعال وكفر عمة بريف حلب الغربي.
مصدر ميداني آخر لفت لـ«الوطن» إلى أن «الجيش أدمى الإرهابيين رداً على تصعيدهم العدواني بمنطقة خفض التصعيد، واعتدائهم بقذائف صاروخية على جورين وشطحة بسهل الغاب الشمالي الغربي، وهو ما أسفر عن إصابة طفلة إصابة بليغة وتضرر العديد من منازل الأهالي تضرراً كبيراً».
شمالاً، تحدثت تقارير تلفزيونية عن مقتل وإصابة عدد من مسلحي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» باستهداف طائرة مسيّرة تابعة للمحتل التركي لسيارتهم قرب الحزام الغربي لمدينة القامشلي.
كما أعلن جهاز استخبارات النظام التركي، تحييد مسؤول ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«قسد» في منطقة عين عيسى بريف الرقة شمال شرق سورية، موضحاً أن مسؤول «حماية الشعب» يدعى قيس برهو سوليف، وتم تحييده بعملية خاصة نفذتها الاستخبارات، وذلك وفق ما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، كثفت عملياتها البرية في تمشيط قطاعات ببادية دير الزور الغربية من تنظيم داعش، موضحاً أن العمليات تركزت في محاور يختبئ فيها الدواعش، ويتخذون منها منصات لاعتداءاتهم على نقاط أو عربات عسكرية أو قوافل تجارية عابرة.
جنوباً، ذكرت مصادر محلية في مدينة درعا لـ«الوطن»، أن الجهات المختصة والمجموعات المحلية الرديفة واصلت أمس العملية الأمنية للقضاء على فلول مسلحي تنظيم داعش في حي طريق السد بمحيط منطقة درعا البلد.
وأكدت المصادر، أن الاشتباكات تتركز في مساحة يبلغ طولها نحو 150 متراً وعرضها 50 متراً في منطقة المهندسين بحي طريق السد يتحصن الدواعش بداخلها، موضحة أن الجهات المختصة والقوات المحلية تضيق الخناق أكثر فأكثر على الدواعش إلا أن تقدمها أمس في عمق منطقة تحصن الدواعش كان بطيئاً نوعاً ما لأن الإرهابيين يقومون بزرع عبوات ناسفة وألغام في المناطق والمباني التي ينسحبون منها إلى عمق المنطقة عدا عن أنهم يتحصنون في مبانٍ عالية ويستخدمون القناصات، وبالتالي فإن الجهات المختصة والقوات المحلية تتقدم بدقة وحذر تفادياً لوقوع خسائر بشرية في صفوفها وصفوف المدنيين.
وذكرت المصادر، أن شاباً اسمه أحمد علي فلاحة يتبع للفصائل المحلية قضى نتيجة الاشتباكات أمس، وأكدت المصادر، أن الوضع القائم في حي طريق السد لم يؤثر على بقية أحياء المدنية التي تشهد حياة طبيعية.
وأول من أمس تم استئناف العملية الأمنية للقضاء على فلول مسلحي تنظيم داعش في حي طريق السد بعد توقفها يومين لتأمين خروج المدنيين من منطقة العمليات، وقد حققت الجهات المختصة والمجموعات المحلية الرديفة تقدماً جيداً باتجاه مواقع خلايا التنظيم وسيطرت على عدة مواقع مهمة لهم.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي، حسين الرفاعي، حينها أنه تم إعطاء الإرهابيين مهلة يومين وتوقفت العملية بعدها، ولكنهم لم يلتزموا بالشروط التي وضعت، وبالتالي تم استئناف العملية.