اعترض الجيش العربي السوري أمس رتلاً للاحتلال الأميركي بريف الحسكة الشمالي الغربي وأجبره على مغادرة المنطقة، على حين واصل الاحتلال التركي تصعيده العدواني في منطقة أبو راسين، وأقحم عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي في دوامة التصعيد الممنهج، الأمر الذي يشير إلى نيته اقتحام المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن بعد تراجعه عن تهديداته السابقة بذلك قبل نحو ثلاثة أشهر، في وقت قتل ثلاثة جنود من الاحتلال التركي، بانفجار في مدينة تل أبيض بريف محافظة الرقة.
وفي التفاصيل، فقد اعترض حاجز للجيش العربي السوري رتل آليات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركي في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وأجبره على مغادرة المنطقة، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وذكرت مصادر محلية، أن رتلاً من 4 آليات عسكرية لقوات الاحتلال الأميركي حاول دخول قرية قبور الغراجنة شمال بلدة تل تمر فاعترضه حاجز للجيش وأجبره على التراجع ومغادرة المنطقة.
في المقابل، وبعد يوم من القصف الكثيف أول من أمس، تابع جيش الاحتلال التركي بمؤازرة ما يسمى «الجيش الوطني» الممول من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان أمس حملة القصف المدفعي المكثف على ناحية أبو راسين والبلدات المحيطة بها مثل خضراوي وتل عبود وتل الورد والربيعات، للأسبوع الثاني على التوالي، ما خلق حالة من الهلع في نفوس السكان من غزوها وتنفيذ تهديدات أردوغان السابقة.
كما كان لمدينة عين العرب وريفها الشرقي أمس موعد مع القصف من جيش الاحتلال التركي الكثيف من داخل الأراضي التركية، ما خلــف قتلى وجرحى في صفوف المدنيــين وأعــاد إلى الأذهان أطماع النظام التركي بغزو المنطقــة ذات الموقع الإستراتيجي وضمها إلى قائمــة المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية.
وأفادت مصادر أهلية في عين العرب لـ«الوطن»، بأن قتيلاً وأكثر من ١٤ جريحاً سقطوا في المدينة وريفها الشرقي، ولاسيما في بلدة خان، جراء القصف التركي بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال التركي المنطقة بعد أن أطلق وعيده باحتلالها، باستثناء تنفيذ مسيرة تركية غارات جوية في ٢٥ الشهر الماضي داخل عين العرب أدت إلى مقتل ٣ أشخاص وجرح ٧ آخرين.
ولفتت المصادر إلى أن القصف التركي طال، بالإضافة إلى الطرف الشرقي من مدينة عين العرب، بلدات كوبرلك وجرن وقرموغ وتلجيب وكلتب و١٠ قرى أخرى بريف عين العرب الشرقي، ما أرغم الكثير من السكان على النزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً بعد وقوع قتلى ومصابين وتضرر ممتلكاتهم بشكل كبير.
من جهة أخرى، قتل ثلاثة جنود من الاحتلال التركي، بانفجار في مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي بمحافظة الرقة، حسبما ذكر موقع «عربي 21» الإلكتروني، على حين قضى مدني، إثر قصف نفذته قوات الاحتلال التركي، ومرتزقته بالقذائف استهدفت خلاله قرية خان، في الريف الغربي لتل أبيض.
وأما في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، فقد أوضحت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن» أن تصعيد ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحاضنته «هيئة تحرير الشام»، استمر أمس كالعادة، وبأوامر من نظام أردوغان، ضد مناطق تمركز الجيش العربي السوري في المنطقة والذي رد على مصادر إطلاق النار في محيط بلدات البارة وسفوهن وفليفل والفطيرة مكبداً الإرهابيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وفي البادية الشرقية، عزز الجيش قواته ببعض القطاعات، لتمشيطها من تنظيم داعش الإرهابي، وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن عدة غارات على مواقع للدواعش ضمن مثلث بادية الرقة-ـ دير الزور- حمص.
ولفت إلى أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، كانت تصدت لهجمات مباغتة للدواعش في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وأوقعت العديد منهم قتلى وجرحى.
وفي سياق آخر تواصلت في مركز التسوية ببلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة والتي تشمل المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، حسبما ذكرت «سانا».
وشهد المركز أمس توافد العشرات من المواطنين الذين أكدوا أن عملية التسوية تتم بكل سهولة ويسر.
وفي القنيطرة جنوب البلاد، استشهد مدني وأصيب شقيقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الإرهابيين أثناء قيامهما بأعمال زراعية في قرية حضر بريف القنيطرة الشمالي، حسبما ذكرت «سانا».
وأوضحت الوكالة، أنه أثناء عمل شقيقين في أرضهما بمنطقة كروم الكشة جنوب بلدة حضر انفجرت عبوة ناسفة من مخلفات الإرهابيين ما تسبب باستشهاد أحدهما وإصابة الآخر بجروح وتم نقلهما إلى مشفى الشهيد ممدوح أباظة في مدينة البعث.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)