حقق الطيران الحربي السوري والروسي، أمس، إصابات عالية الدقة في مخابئ فلول تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية، في وقت قضى فيه الجيش العربي السوري على العديد من الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، والتي احتفل فيها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ابتهاجاً بسيطرة «أخوة الجهاد» من «طالبان» على أفغانستان.
وفي التفاصيل، بيّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش تصدّى فجر أمس لمحاولتي تسلل مجموعات إرهابية نحو نقاط له في محورين من محاور ريف إدلب الجنوبي للاعتداء عليها، وردها خائبة بعد اشتباكات متقطعة قضى فيها على العديد من الإرهابيين.
وأوضح المصدر، أن الجيش دك بالمدفعية مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، في الزيارة والقاهرة وقليدين بسهل الغاب الشمالي الغربي.
وأضاف: إن الجيش دك أيضاً بالصواريخ مواقع للإرهابيين، في الرامي ومشون ومرعيان والبياضة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين عرف منهم مسؤول الحواجز في «النصرة» الإرهابي باسل هرموش الملقب بـ(أبو همام).
ولفت المصدر إلى أن الإرهابيين خرقوا صباح أمس، اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» بقطاع ريف إدلب، باعتدائهم بقذائف صاروخية، على نقاط عسكرية على محوري الدار الكبيرة وحنتوتين بريف إدلب الجنوبي، فكان الرد عليها بدك مواقعهم.
في الأثناء، أوضحت مصادر أهلية في إدلب لـ«الوطن»، أن الاحتفالات عمّت أمس وأول من أمس محافظة إدلب وعلت أصوات «شرعيي» ومتزعمي «النصرة» ومكبرات الصوت في المساجد ابتهاجاً بـ«انتصار» زملائهم في «العقيدة».
ووزّعت الحلويات و«الشعيبيات» في شوارع المدن الرئيسة، وفي مقدمتها إدلب التي تتخذها «النصرة» عاصمة لـ«إمارتها» الإسلامية بدعم منقطع النظير من النظام التركي الذي ابتهج للمشهد على حين وضعت دول يدها على قلوبها من مرارة المأساة التي حلت بأفغانستان كمنطلق محتمل ومرجح لـ«الجهاد» العالمي.
وعلى حين اعتبر «شرعي النصرة» المدعو مظهر السويس أن تنظيمه الإرهابي نهل الكثير من الدروس من حركة (طالبان) وأن «المعادلة تغيّرت الآن»، نعت «شرعيها» البارز «أبو ماريا القحطاني» الحركة بـ«الأخوة»، وعَدّ انتصارها «انتصاراً للمسلمين، انتصاراً لأهل السنة، انتصاراً لجميع المظلومين».
وذهب زميلهم التونسي الملقب بـ«الإدريسي» بعيداً في تصوراته وأحلامه بالقول: «ما بعد تحرير أفغانستان ليس كما قبله، طالبان قرّرت إعادة رسم سياسة العالم من جديد»!.
أما في البادية الشرقية، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي، أغار على مواقع لتنظيم داعش في ريف حماة الشرقي، وفي بادية حمص، وفي الميادين ببادية دير الزور.
وذكر المصدر أن الطيران شن عدة غارات مكثفة على مخابئ لداعش بتلك المواقع، محققاً فيها إصابات عالية الدقة.
ولفت إلى أن القوات البرية في الجيش واصلت تمشيطها البادية من عدة قطاعات، وتنظف محاورها من بقايا فلول مسلحي داعش، باشتباكات أو كمائن تكبدهم خلالها خسائر بالأفراد والعتاد.
وأشار المصدر إلى أن البادية مترامية الأطراف وتتسم قطاعات فيها بالوعورة الشديدة، ولكن ذلك لا يشكل عائقاً أمام الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، لتمشيطها وتطهيرها من خلايا داعش.
وفي محافظة حلب، اعتدت قوات الاحتلال التركي المتمركزة في مركز البحوث العلمية على طريق إعزاز – يحمول، بالقصف المدفعي على محيط مدينة تل رفعت والقرى المحيطة في ريف المحافظة الشمالي، حسبما نقلت وكالة «نورث برس» الكردية عن مصدر وصفته بــــ«الخاص».
جاء ذلك، في حين واصلت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي إجرامها بحق الأهالي في مدينة عفرين المحتلة بريف حلب، حيث ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن مسلحين من ميليشيات «فيلق الشام» اعتقلوا شقيقين وهم فتاة وشاب من أبناء قرية جملة في ناحية جنديرس، بتهمة الخدمة فيما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
ولفتت المصادر إلى أن المسلحين طالبوا ذوي الشقيقين بدفع فدية مالية لقاء إطلاق سراحهما.
وفي السياق ذاته، اعتقلت دوريات تابعة لما تسمى «الشرطة العسكرية» وميليشيات «محمد الفاتح» المواليتين للاحتلال التركي، ثلاثة مواطنين من أبناء قرية معملو بناحية معبطلي التابعة لمنطقة عفرين، بتهمة التواصل مع «الإدارة الذاتية» الكردية، وتم نقلهم إلى سجن معراته بالقرب من مدينة عفرين.
وفي اليوم التالي تم الإفراج عن أحدهم بعد دفعه مبلغ 1000 دولار أميركي لقاء إخلاء سبيله، حسبما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة.
وفي قرية (قرت قلاق كبير) أقدمت ميليشيات «السلطان مراد» على تعذيب ثلاثة مسنين بشكل عنيف، بتهمة التعامل مع ما تسمى «غرفة عمليات غضب الزيتون» التابعة للميليشيات الكردية، وفق المصادر التي ذكرت أنه تم تعذيب المعتقلين بشكل وحشي.
وسبق أن ذكرت المصادر الأسبوع الماضي أنه تم إطلاق سراح ثلاثة مواطنين من أبناء قرية جلمة، مقابل فدية مالية تراوحت بين 1000 و2000 ليرة تركية.
من جهة ثانية، سيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مشتركة مع قوات لاحتلال التركي في ريف عفرين الشرقي، حسب «نورث برس» التي ذكرت أن الدورية هي السابعة والستون بين الجانبين في المنطقة.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)