| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد احمد خبازي
ثابرت القوات الروسية على مراقبة خطوط التماس التي تفصل مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية، من جهة، عن مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، من جهة أخرى، بهدف الحفاظ على مناطق النفوذ الراهنة شمال وشمال شرق البلاد، ورداً على تهديدات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان التي أطلقها أخيراً لاحتلال أراض داخل الحدود السورية لإقامة ما سماه «منطقة آمنة».
مغزى التحركات والرسائل الروسية، بحسب مصادر متابعة، تصب في خانة أن الفعل أشد بلاغة من القول ومن تصريحات الاستهجان والتنديد والاستنكار ولغة الوعيد التي تمرس نظام أردوغان في إطلاقها دون أن تُرى ثمارها على الأرض بفعل موقف الكرملين، الذي أعاق وسيعيق تطلعات ومطامح أردوغان الميدانية ومطامعه في الجغرافيا السورية.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن رد فعل موسكو على تطورات الموقف في المناطق السورية التي يطمع أردوغان باحتلالها، سيكون بمقدار الفعل، يوازيه أو يزيد عنه درجات في مثل الحالة السورية التي هي ملعب لموسكو لا يمكن أن تفرط به بمساومات أو تنازلات لباقي الفاعلين في الأزمة السورية، ولاسيما النظام التركي والاحتلال الأميركي.
من هذا المنطلق، كثف سلاح الجو الروسي، أمس، ولليوم الرابع على التوالي، إطلاق تحذيراته للنظام التركي من جريرة المغامرة والتهور بتنفيذ عمل عسكري لاقتطاع أراض سورية جديدة، حيث حلقت مروحيات روسية على خط مسيرها المعتاد فوق خطوط التماس شمال وشمال شرق البلاد.
وبينت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن عدد من المروحيات الحربية الروسية حامت في سماء ريف حلب الشمالي الأوسط فوق خطوط تماس الجبهات، التي عزّز الجيش العربي السوري وجوده فيها خلال الأيام الثلاثة المنصرمة، بالتزامن مع تحليق حوامات روسية انطلقت من مطار القامشلي فوق خطوط الجبهات قرب مدينة عامودا ثم مدينة الدرباسية الحدودية شمال الحسكة وصولاً إلى بلدة أبو راسين بالمحافظة، التي سيرت في بريفها الغربي أمس الشرطة العسكرية الروسية دوريتين عسكريتين دون مشاركة عربات من جيش الاحتلال التركي، كما في اليوم السابق، ما يدل على الانزعاج الروسي من النظام التركي الذي ما زال يعوّل ويعمل على غزو المناطق السورية.
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال التركي وما يسمى «الجيش الوطني» الموالي له أمس دك بلدتي معلق وصيدا في ريف الرقة الشمالي بالقذائف المدفعية، كما جرت عليه العادة منذ إطلاق أردوغان تهديداته بغزو المنطقة في تشرين الأول الماضي، من دون معرفة فيما إذا خلف القصف إصابات بشرية، وفق قول مصادر أهلية في المنطقة لـ«الوطن».
كذلك، استمر أمس القصف المدفعي وبقذائف الهاون على ريف حلب الشمالي الأوسط، من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، ونالت بلدات الوحشية وأم حوش وأم القرى وعقيبة وشعالة وزويان النصيب الأكبر من القصف الهمجي، ما دفع من تبقى من السكان للنزوح باتجاه مدينة تل رفعت ومحيطها، حسب قول مصادر محلية في تل رفعت لـ«الوطن».
إلى شمال غرب البلاد، حيث بيَّنَ مصدر ميداني لـ «الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة، بريف حماة الشمالي، دكت برمايات مدفعية وصاروخية، مواقع لميليشيات «جبهة التحرير» الموالية للاحتلال التركي في محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي، وبرشقات رشاشة في محور قليدين، تزامناً مع دك وحدات الجيش العاملة بريف إدلب بالمدفعية والصواريخ أيضاً نقاط تمركز للإرهابيين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن الجيش رد بهذه الرمايات على خروفات الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار واعتدائهم أمس على نقاط عسكرية له بمنطقة «خفض التصعيد» ضمن قطاع ريف حماة الشمالي الغربي.
أما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش كبد الدواعش مزيداً من الخسائر بالأرواح في كل القطاعات التي يمشطها، في حين استهدف الطيران الحربي السوري والروسي المشترك عديدهم وعتادهم بعمق البادية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن