علي عواد
على عكس الأجيال الأكبر سناً، يُظهر العديد من جيل الشباب الأميركي ميلاً قوياً إلى القضية الفلسطينية، مُعربين عن شكوكهم تجاه التحالفات الأميركية التقليدية في منطقتنا. وقد خلقت وجهة النظر هذه، التي هيمنت على منصات مثل تيك توك وX وإنستغرام، قوةً هائلةً في تشكيل الخطاب العام إزاء حرب الإبادة التي يشنها الكيان العبري على قطاع غزة
التحول الغربي الكبير في وجهات النظر حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخصوصاً لدى جيل الشباب، صار واضحاً ومؤثراً بشكل متزايد، بدأ يتخطّى بوابة العالم الرقمي ومنصات التواصل ليصل إلى السباق الرئاسي الأميركي. وعلى عكس الأجيال الأكبر سناً، يُظهر العديد من أفراد جيل الشباب ميلاً قوياً إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية، معربين عن شكوكهم تجاه التحالفات الأميركية التقليدية في منطقتنا. وقد خلقت وجهة النظر المخالفة هذه، التي تُنشر ويُعاد تغريدها على نطاق واسع عبر منصات مثل تيك توك وX وإنستغرام، قوةً هائلةً في تشكيل الخطاب العام إزاء أثر حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة. وبينما يسعى الرئيس بايدن ومن خلفه الحزب الديموقراطي للبقاء في موقع الرئاسة، يكمن تحدي الحزب الأزرق في التوفيق بين تطلعات فئة الناخبين الأصغر سناً والمرتبطة اجتماعياً بمنصات التواصل، وبين التحالفات التاريخية التي شكلت السياسة الخارجية للولايات المتحدة. كل ذلك يجري وقاعدة الحزب الجمهوري بغالبيتها تبدو ملتفّة حول الرئيس السابق دونالد ترامب.يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحدياً كبيراً داخل قاعدته الديموقراطية في ما يتعلق بتعامله مع حرب «إسرائيل» على غزة. أصبح الانقسام واضحاً بشكل خاص بين الأجيال. انقسام عكسته استطلاعات الرأي الأخيرة، ولا سيما من جامعة «كوينيبياك»، إذ تكشف أنّ الديموقراطيين الشباب أكثر تشككاً في نهج بايدن تجاه الصراع مقارنة بنظرائهم الأكبر سناً.
(لطوف – البرازيل)
تركيا – تكلفة زراعة الأسنان بالفم الكامل قد تفاجئك تمامًا
زراعة الاسنان في تركيا
في استطلاع «كوينيبياك»، بلغت نسبة تأييد بايدن لإدارته لحرب «إسرائيل» بين الديموقراطيين والناخبين ذوي الميول الديموقراطية 56 في المئة. ويُعد هذا تناقضاً ملحوظاً مع نسبة تأييده القوية البالغة 76 في المئة لأدائه الوظيفي الإجمالي ضمن الفئة السكانية نفسها. وتصبح الفجوة بين الأجيال أكثر وضوحاً عند تقسيم الأرقام وفقاً للعمر. لا يوافق 69 في المئة من الديموقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً على رد بايدن على الحرب، بينما أعرب 24 في المئة فقط عن موافقتهم. في المقابل، فإن غالبية الديموقراطيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق (77%) يوافقون على تعامل بايدن مع القضية، في مقابل عدم موافقة 16 في المئة فقط. ويكمن السبب الجذري لهذا الانقسام في انحياز بايدن الملحوظ تجاه «إسرائيل» في حربها على القطاع. ويُعرب الديموقراطيون الشباب، على وجه الخصوص، عن عدم رضاهم عن هذا الموقف. وعندما سُئلوا عن التعاطف، فإنّ الديمقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً يقفون بأغلبية ساحقة مع الفلسطينيين (74%) بدلاً من الإسرائيليين (16%). في المقابل، يقف الديموقراطيون الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق إلى جانب الإسرائيليين (45%) أكثر من الفلسطينيين (25%).
يكشف هذا التوزيع العمري عن اختلاف أعمق في كيفية نظر الديموقراطيين إلى «إسرائيل» كشريك للولايات المتحدة. يعتقد 70 في المئة من الديموقراطيين بشكل عام أنّ دعم «إسرائيل» يصب في «المصلحة الوطنية». مع ذلك، من بين الديموقراطيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، يؤيد 40 في المئة فقط هذا الرأي، بينما لا توافق الأغلبية (52%) على ذلك. ويمتد هذا التناقض بين الأجيال إلى مسألة تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على «حماس». ويؤيد 21 في المئة فقط من الديموقراطيين الشباب المساعدات العسكرية، في حين يعارضها 77 في المئة. في المقابل، فإن الديموقراطيين الأكبر سناً هم أكثر دعماً، ويفضلون المساعدات العسكرية بهامش 53 إلى 32 في المئة. بشكل عام، ينقسم الديموقراطيون والناخبون ذوو الميول الديموقراطية حول هذه القضية، إذ يعارض 49 في المئة تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل و44 في المئة يؤيدون هذا الأمر.
هذه المشكلة الكبيرة التي يواجهها الحزب الديموقراطي، تتحول إلى ورطة للعالم بأسره، عندما نقرأ ما أظهره استطلاع رأي أميركي أجرته كلية «سيينا» بالتعاون مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إذ كشف عن تحول كبير في الدعم: يفضل الناخبون الشباب في الولايات المتحدة الرئيس السابق دونالد ترامب، على بايدن، بهامش 49 في المئة مقابل 43 في المئة. ويوضح تقرير نشرته «مجلة نيويورك» في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أنه بينما تسهم عوامل مختلفة في تراجع شعبية بايدن بين الشباب، يبدو أن النقطة المحورية هي موقفه من الصراع بين «إسرائيل» و«حماس». ويُعرب الناخبون الشباب ـــ كما أشار الاستطلاع ـــ عن استيائهم الشديد من تصرفات «إسرائيل»، معتقدين أنها لا تفعل ما يكفي لمنع سقوط ضحايا من المدنيين في غزة. ويرون أيضاً أن «إسرائيل» ليست مهتمة حقاً بالسلام، ويجب عليها وقف حملتها العسكرية، حتى لو كان ذلك يعني بقاء «حماس». واللافت في تقرير المجلة، أنه يطرح السؤال التالي: «هل يدرك هؤلاء الناخبون موقف ترامب من الحرب بين إسرائيل و«حماس»؟ هل يتصورون أن ترامب سيكون أكثر إحساناً تجاه شعب غزة الذي يعاني؟». إن «أي شخص مطلع على سياسات الرئيس الخامس والأربعين (ترامب) في الشرق الأوسط… أثناء وجوده في منصبه، سوف يضحك على فكرة أنّه أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين من بايدن».
هذا أمر غريب فعلاً، إذا كان جيل الشباب الأميركي (الجيل Z ومواطنو الألفية Millennials) لا يريد انتخاب بايدن بسبب موقفه المناصر لإسرائيل، فكيف يؤيد الجيل نفسه ترامب؟ سؤال محيّر. لكن عند مراجعة خطابات ترامب الانتخابية وتصريحاته منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حتى اليوم، نكتشف دهاء الرئيس الـ45 في التواصل مع الشباب، وخصوصاً من ناحية حرب «إسرائيل» على غزة مروراً برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وصولاً إلى المقاومة الإسلامية في لبنان. وهو ما سنستعرضه في الآتي:
أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً في فلوريدا في 11 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قال دونالد ترامب التالي: «قرأت كل ما قاله رجال الأمن التابعون لبايدن… قالوا: «يا إلهي، أتمنى ألا يهاجم «حزب الله» من الشمال، لأن هذه هي النقطة الأكثر عرضة للخطر». فقلت: «انتظر لحظة. كما تعلمون، «حزب الله» ذكي جداً». مضيفاً: «إنهم جميعاً أذكياء للغاية»، موضحاً أن «الصحافة لا تحب عندما» يقول أشياء من هذا القبيل.
لم ينته الأمر هنا، انتقد ترامب اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. وقال ترامب: «لديهم (كيان الاحتلال) وزير دفاع وطني… إذا استمعت إلى هذا الأحمق، فسوف تهاجم من الشمال لأنه قال إن هذه هي نقطة ضعفنا». وعن نتنياهو، قال ترامب إنه «خذلنا»، مضيفاً «لن أنسى ما فعله بنا أبداً، كيف خذلنا، انسحب قبل ليلة من عملية الاغتيال» أثناء حديثه عن اغتيال الولايات المتحدة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني، في العراق مطلع عام 2020.
مسار ترامب هذا استمر في التصاعد، فكرر ما سبق في مهرجانات انتخابية عدة. وفي مقابلة له مع شبكة «سي أن أن» قبل شهرين، أجاب عند سؤاله عن الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً: «هناك الكثير من الموت، الكثير من الكراهية تجاه الإسرائيليين واليهود من الفلسطينيين، والعكس صحيح أيضاً. أفضل أن تعتمد الولايات المتحدة سياسة عدم التدخل». وفي مقابلة أخرى له، وصف الحرب الإسرائيلية على غزة بـ«المروعة». حاول ترامب تسجيل النقاط السياسية على صديقه نتنياهو مباشرة بُعيد عملية «طوفان الأقصى»، وهو أكثر أمر «ترامبي» يمكن أن يقوم به.
علاقة ترامب بنتنياهو كانت أكثر من ممتازة، حتى في آخر أيام عهد ترامب. انتظر نتنياهو أربعة أسابيع لتهنئة بايدن على فوزه بالانتخابات، وهذا ليس تفصيلاً. في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اشتكى ترامب من أن اليهود الأميركيين لم يكونوا ممتنين له بما فيه الكفاية بسبب أفعاله مثل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس عندما كان في البيت الأبيض. وكتب ترامب على موقع «تروث سوشال» الذي يملكه: «لم يفعل أي رئيس من أجل إسرائيل أكثر مما فعلت»، مضيفاً أنه من المفاجئ إلى حدّ ما أنّ «الإنجيليين الرائعين لدينا يقدرون هذا أكثر بكثير من أتباع الديانة اليهودية، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في إسرائيل». وقد اتُهم ترامب باستخدام استعارات معادية للسامية في المنشور، تطالب بولاء اليهود الأميركيين. وقال البيت الأبيض إنه أهان اليهود والإسرائيليين.
إذا ما راجعنا أرقام انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة، نلاحظ أن 24 في المئة من اليهود الأميركيين انتخبوا ترامب، في مقابل 71 في المئة انتخبوا هيلاري كلينتون. وعلى رغم ما فعله ترامب من نقل السفارة إلى القدس، واتفاقيات «أبراهام» والاعتراف بالجولان المحتل «منطقةً إسرائيليةً»، كانت نسبة من انتخبوه من اليهود عام 2020 حوالى 30 في المئة مقابل 68 في المئة انتخبوا بايدن. وهذا أمر لم يتخطاه الرجل، علماً أن مجمل عدد الناخبين اليهود في الولايات المتحدة لا يتعدى 2.5 في المئة من مجمل الناخبين، إلا أنّ لهم تأثيراً كبيراً في بعض الولايات المتأرجحة، في حين أنّ مجمل عدد أصوات الناخبين المسلمين لا يتعدى الـ1 في المئة. إذاً، من غير المنطقي أن يكون ترامب قد انقلب هكذا على صديقه القديم من أجل تلك النسب القليلة من الأصوات، فالمشكلة بالنسبة إليه هي مكان آخر، لدى جيل الشباب.
أثارت بيانات استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، تكهنات عديدة حول جاذبية دونالد ترامب بين الناخبين الشباب، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان فعلاً باستطاعته تأمين نسبة غير مسبوقة من أصوات الشباب. وتشير الأرقام إلى تحوّل كبير مقارنة بعام 2020، عندما تمتع الرئيس جو بايدن بميزة كبيرة بين هذه الفئة الديموغرافية.
أشار استطلاع أجرته صحيفة USA Today، بالتعاون مع جامعة «سوفولك» إلى اتجاه مثير للقلق بالنسبة إلى الرئيس بايدن
أشار استطلاع أجرته صحيفة USA Today، بالتعاون مع جامعة «سوفولك» في نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إلى اتجاه مثير للقلق بالنسبة إلى الرئيس بايدن. تحت عنوان «ائتلاف متهالك: الناخبون الشباب السود واللاتينيون يتخلون عن بايدن مع بدء عام الانتخابات»، أشار الاستطلاع إلى تحول ملحوظ في الدعم بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وهم تقليدياً على خلاف مع الحزب الجمهوري حول القضايا الرئيسية، إذ يتقدم ترامب الآن بنسبة 37 إلى 33 في المئة. تمثل هذه الأرقام تحولاً صادماً مقارنة بعام 2020، عندما هزم بايدن، ترامب، بسهولة بين الناخبين الشباب، وفقاً لاستطلاعات الرأي المختلفة التي تم التحقق منها بعد الانتخابات. على سبيل المثال، وجدت AP VoteCast في حينها، أن بايدن يتمتع بفارق 25 نقطة على ترامب بين الناخبين الشباب؛ وفي الوقت نفسه، أفاد استطلاع «بيو»، وتقديرات شركة الأبحاث «كاتاليست»، و«استطلاعات الرأي الوطنية»، عن فوز بـ 24 نقطة. وكان هذا التقدم بين الناخبين الشباب حاسماً لفوز بايدن. من هنا، نفهم أنّ تركيز ترامب موجّه إلى الفئة الشابة داخل المجتمع الأميركي. هذه الفئة، اصطفت بغالبيتها مع القضية الفلسطينية وفقاً لاستطلاعات الرأي. وظهر ذلك بشكل واضح على منصات التواصل الاجتماعي مع انكشاف مجازر حرب الإبادة الإسرائيلية على شعب غزة. وهذه الفئة، بطبيعة الحال، ستشعر بالإثارة عندما يقول ترامب بأنّ «حزب الله ذكي جداً»، وأن «غالانت أحمق»، فهذا هو ترامب. مجدداً، يعيد تقديم نفسه بصفته الآتي من خارج «الاستابلشمنت»، هو الذي يستطيع أن يقول كل تلك المفردات، فيبدو «سِكسي» بالنسبة إلى الفئة الشابة، التي ترى فيه شخصاً قادراً على هزّ أركان المنظومة. بالنسبة إليهم، ترامب ليس رئيساً، بل وسيلة لإرباك النظام السائد وربما تدميره.
وفي محاولة للجم اندفاع الشباب نحو ترامب، تحاول بعض الصحف الأميركية الكبيرة، مثل «لوس أنجليس تايمز» لفت انتباه هذا الجيل. هكذا، نشرت مجموعة من «رسائل إلى المحرر» تحت عنوان «سيكون ترامب أسوأ بكثير بالنسبة إلى الفلسطينيين من بايدن. صوّتوا وفقاً لذلك». كذلك تنشر صحف أخرى كثيرة عن مخاطر وصول ترامب إلى الرئاسة بالنسبة إلى الفلسطينيين. لكن حتى الآن، لا يبدو أنّ الحزب الديموقراطي قد فعل شيئاً لاستعادة الشباب الأميركي. لا تزال تلك الفئة ترى أن بايدن غطّى مجزرةً مفتوحةً لأكثر من 100 يوم، في حين أنّ ترامب كان يتجول من مهرجان انتخابي إلى آخر، مستهزئاً بقادة الاحتلال. وربما على أقطاب ومؤثري منصات التواصل أن يعيدوا تذكير الشباب بما فعله ترامب ضد فلسطين وشعبها إبان فترة حكمه، ولو أنه يقدم نفسه حالياً رئيساً للسلام القادر على إيقاف الحروب من أوكرانيا إلى غزة. لكن، بالنسبة إلينا، لمنطقتنا وقضيتنا، لم يأت خير من أي إدارة أميركية يوماً، ديموقراطية كانت أم جمهورية أم ترامبية. وحدها المقاومة استطاعت فتح ثغرة في قبة الظلام المفروضة علينا!
حبيب قلب الصهاينة
أظهر استطلاع للرأي أجري منتصف الشهر الحالي داخل كيان الاحتلال، أنّ 40 في المئة من اليهود الإسرائيليين يريدون إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مقارنة بـ 26.2 في المئة فقط يدعمون دونالد ترامب. ووفقاً لتقرير نشرته «تايمز أوف إسرائيل» في21 من الشهر الحالي، «تشير نتائج الاستطلاع إلى تأرجح كبير في تأييد الإسرائيليين للرئيس الحالي، الذي قام بسلسلة من الأمور تجاه الكيان منذ هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر، بينما أمضى سلفه (ترامب) بعض الوقت في مهرجانات انتخابية يسخر فيها من الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم المدمر وانتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو». وكان ترامب يتمتع بدعم ساحق من الإسرائيليين، إذ أظهر استطلاع عام 2020 أن 63 في المئة من الإسرائيليين فضّلوه كرئيس مقارنة بـ 17 في المئة فقط قالوا إنهم يدعمون بايدن.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية