عبد اللطيف شعبان
الحرائق الكبيرة والعديدة التي تشهدها هذه الأيام، وشهدتها سابقا محافظات حمص وحماه – في ريفها الغربي – وطرطوس واللاذقية، هي في أغلبها، / وتحديدا الكبيرة منها والتي تمت في أيام واحدة / حرائق عامدة متعمدة، أشعلتها أيدي مخربة، تواجه الشعب الآمن، وهي بذلك تمارس الدور الرديف الداعم للأيدي المجرمة التي تحمل السلاح في وجه الجيش العربي السوري، هذه الأيدي العميلة لأعداء بلدنا التاريخيين من صهاينة وسلاجقة ومن لف لفهم، عجزت عن مواجهة جنودنا الأشاوس في جبهات القتال، فالتفتت لتلعب الدور الغادر التخريبي، في أكثر من طريقة ومنها طرقة الاغتيالات الفردية لكبار الضباط، ما يجعل من الخطأ الكبير أن يعمد أي مسؤول أو أيا كان لتحميل المواطنين المحليين تبعات هذه الحرائق، علما أنهم يتحملون بعض المسؤولية، وخاصة عن القليل الصغير منها – الذي غالبا ما يطفؤونه أهليا – نتيجة أخطاء بعضهم أثناء صيانة حقولهم، وأيضا يتحملون المسؤولية عن ضعف خدمتهم لأرضهم الزراعية، ما يمكن النار من سرعة الانتشار في الهشيم الموجود في الأراضي المهملة من مالكيها، وأيضا من الخطأ أن يتجاهل أيا كان مسؤولية أولئك المسؤولين المحليين والمركزيين المتوجب عليهم – سابقا وحاليا ولاحقا – تمكين وتنفيذ اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية التي تخفف من أنتشار الحرائق والسرعة في إخمادها عند حدوثها، ومن المؤسف أن واقع الحال أثبت فصور ملحوظ في العديد من هذه الإجراءات.
إن الأضرار الكبيرة التي حصلت، هي خسار وطنية كما هي خسائر أسرية ومحلية، ومن المتوجب العمل السريع / رسميا وشعبيا / لتدارك أوضاع الأسر المتضررة، وتحديدا تلك التي تعتمد كليا أو شبه كلي على حقولها الزراعية التي التهمتها النيران، ومعها تلك الأسر التي خسرت منشآتها أو منازلها، هذه الأسر التي ستكون محتاجة سريعا للعون الاستهلاكي والانتاجي معا، عون استهلاكي يؤمن لها حاجياتها الاستهلاكية اليومية ، وعون انتاجي يمكنها من استعادة الانتاج في أرضها أو منشآتها التي خرجت من الانتاج، وعون إغاثي لمنا زلها التي تحتاج إلى ترميم أو إعادة بناء.
(سيرياهوم نيوز10-10-2020)