باسل علي الخطيب
هذه الحرب تعتمد على الجانب الإعلامي والنفسي بشكل كبير….
ويبدو أن عدونا قد أعد للحرب الإعلامية النفسية عدتها الكاملة….
ولا استغرب ان يكون خلف هذه الحرب الإعلامية- النفسية غرفة عمليات كاملة تضم مختصين في علم النفس والاجتماع والإعلام، وهي من توجه كل تلك الصفحات التي تضخ كل تلك الاشاعات…
هذه الحرب الإعلامية النفسية تعتمد اسلوب الصدمة والترويع في سبيل كي الوعي أولاً، ومن ثم تطويعه واخضاعه، وبعد ذلك سوقه في الاتجاه الذي يريدون……
هذا الأسلوب يبدأ بصناعة وهم ما، ومن ثم تسويق الوهم عبر ألضخ الهائل لذات المعلومة ومن جهات كثيرة جداً، مع استقدام محللين سياسيين أو خبراء ، أو ضخ بعض الصور المفبركة، أو بعض الصور الحقيقية ولكنها لا تعكس حقيقة الواقع، إنما تركيز الكاميرا وفق الاتجاه الذي يناسب ذاك الوهم، حتى يترسخ هذا الوهم في وعي جموع الطرف المقابل واقعاً، ومن هذه اللحظة يصبح التحكم سهلاً بتصرفاته وتوقع ردود أفعاله…..
طبعاً الغاية الأساسية من ذلك هو السيطرة على المناطق، وذلك عندما يتم غرس ذاك الوهم واقعاً، فينزح الناس ويخلون قراهم أنه لا جدوى من الدفاع، أو تدب الفوضى في قطعات الجيش أن الخطوط الدفاعية قد تضعضعت هنا او هناك، وهذه الأخيرة تترافق مع تشويش كبير على أجهزة اتصالات الجيش، فتفقد قطاعاته الاتصال فيما بينها، ولايحصل أحد على المعلومة الحقيقية، و يتكرس الوهم، مما يؤدي إلى الانسحابات….
نعم، أعرف أن مواجهة الحرب الإعلامية – النفسية ليس سهلاً، لاسيما أن كانت منظمة جداً، مع عدم توفر المعلومات المضادة أو شحها….
في هذه الحالة يلعب الذكاء والثبات المعنوي دوره الأساس في عدم جعل ذاك الوهم يصل مبتغاه، وعليه، عندما يقوم العدو عبر كل وسائطه الإعلامية ومواقعه بالتركيز على أمر معين ومحدد، وهذا التركيز سيكون بأساليب مختلفة ومن جهات عدة للإيحاء بالمصداقية وتشتيت الانتباه، عندما يحصل هذا، اعرفوا أن ذاك هو وهم يراد تكريسه…
وان الحقيقة هي نقيض ذاك بالمطلق….
منهج الحملات التضليلية الإعلامية لم يتغير منذ بدء التاريخ حتى هذه اللحظة، وان تغيرت الأساليب والأدوات وتطورت جداً، هذا المنهج يقوم على الكذب أو الكذب اكثر، و تجسده العبارة الشهيرة لوزير خارجية هتلر غوبلز ” اكذب، اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس”….
نحن نتعرض لحرب مركبة ومعقدة وميادينها عديدة، وكما قلنا سابقاً ونعيدها ونكررها مراراًً :القلاع لاتسقط من الخارج، القلاع تسقط من الداخل إما وهماً أو خيانةً…. وهذا ما علينا تحصين أنفسنا ضده، وان نثق بعد الله بجيشنا ودولتنا وأنفسنا….أما الخيانة فهي موضوع مقال آخر عنوانه سيكون (الخلايا النائمة والعيون النعسانة)….
(اخبار سورية الوطن 1-الكاتب)