آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » الحرب بدأت الآن وأخطر السيناريوهات تقترب.. إيران تُحرّك أقوى ورقاتها والجميع يترقّب حُدوث الكارثة.. هل ستُغلق مضيق هرمز؟ ومَن المُتضرّر؟ ولماذا وصفتها واشنطن بـ”الانتحار”؟.. هذا ما سيجري لإيران والعالم من الخطوة التي ستقلب المنطقة!

الحرب بدأت الآن وأخطر السيناريوهات تقترب.. إيران تُحرّك أقوى ورقاتها والجميع يترقّب حُدوث الكارثة.. هل ستُغلق مضيق هرمز؟ ومَن المُتضرّر؟ ولماذا وصفتها واشنطن بـ”الانتحار”؟.. هذا ما سيجري لإيران والعالم من الخطوة التي ستقلب المنطقة!

في خضم الحرب الطاحنة التي تخوضها إيران مع إسرائيل والتي تقترب من دخول أسبوعها الثالث على التوالي، والقصف الأمريكي المُفاجئ على المواقع النووية الإيرانية الذي أربك جميع الحسابات، بدأت طهران تُحرك أوراق قوتها الخفية وتهدد العالم أجمع بكارثة لا يمكن لأحد أن يتوقع نتائجها.

الأوراق التي تلعب بها إيران ليست عسكرية وأمنية فقط وهو ما جرى خلال الـ12 يومًا الأخيرة من خلال ردها على القصف الإسرائيلي بصواريخ هزت كل أرجاء إسرائيل وعطلت الحياة فيها، بل هناك أوراق اقتصادية لا تقل قوة وأهمية عن العسكرية التي باتت على الدفتر واضحة.

ومن أكثر وأخطر تلك الأوراق “إغلاق مضيق هرمز”، وهو ما لمحت إيران بإغلاقه خلال الساعات المقبلة، والأمر سيكون كارثيًا ونتائجه خطيرة للغاية، وفق تحذيرات صدرت عن أمريكا ودول أوربية أخرى.

عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قال الأحد إن الحرس الثوري مستعد لإغلاق مضيق هرمز، في حين نقلت تقارير عن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي قوله إن “تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق سيكون انتحارا بالنسبة لها”.

وأفادت تقارير بأن البرلمان الإيراني وافق على غلق مضيق هرمز وأن القرار مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، كما قال عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن الحرس الثوري مستعد لإغلاق المضيق “إذا اقتضت الحاجة والظروف ذلك”.

  • الورقة القوية

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز “سيكون انتحارا” بالنسبة لإيران، مشيرا إلى أن واشنطن تلقت رسائل غير مباشرة من الإيرانيين في الساعات التي تلت الضربة الأميركية.

وكان النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال للصحفيين إن إغلاق المضيق مطروح “وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر”، كما نقلت تقارير صحفية عن سارة فلاحي، وهي عضو باللجنة الأمنية في البرلمان، أن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية.

وفي حين لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني هدد بإغلاق مضيق هرمز خلال ساعات.

ومضيق هرمز طريق ملاحي ضيق في منطقة الخليج، يشكل منفذ نفطه إلى العالم الخارجي، ويُلقّب بشريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم.

وسبق أن قال عضو بالبرلمان الإيراني منتصف الشهر الجاري إن بلاده تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي، وذلك في ظل المواجهة الأعنف مع إسرائيل، والمستمرة لليوم العاشر.

وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من قصف طائرات حربية أميركية على مواقع منشآت نووية من بينها منشأة تخصيب اليورانيوم في “فوردو”.

وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر الحرب الإسرائيلية على إيران بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم استهدف 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

وبعد ساعات، أطلقت إيران دفعتين صاروخيتين على إسرائيل، مخلّفة دمارا كبيرا في عدة مواقع في تل أبيب الكبرى، وحيفا، ونيس تسيونا جنوب تل أبيب.

ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل هجوما على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.

يشار إلى أن مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترا، طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية.

ويمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله أكثر نقاط الاختناق حساسية في العالم. ومع تصاعد التوترات، بدأت شركات الشحن تتجنب المرور عبره، وارتفعت أسعار التأمين على السفن بنسبة تفوق 60%.

وتعتمد إيران نفسها على مضيق هرمز لتصدير نفطها واستيراد السلع. كما أن أي إغلاق سيضر بحلفائها، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني.

  • ماذا سيجري لإيران والعالم؟

الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي قال في قراءته لتداعيات مشهد الحرب: إن مضيق هرمز مع تداعيات الحرب عاد إلى واجهة المخاوف الجيوسياسية كساحة تصعيد محتملة تهدد بإعادة تشكيل معادلات الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة، وسط هشاشة متزايدة في التوازنات الإقليمية والدولية.

ولفت الشوبكي في مقالٍ متخصصٍ له إلى أنّ هذا المضيق الضيق، الذي يفصل إيران عن الإمارات وسلطنة عمان، يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويُعد أحد أكثر الممرات المائية حيوية واهم ممر للطاقة في العالم ، حيث تمر عبره يوميًا صادرات نفطية تتجاوز 16.5 مليون برميل، تمثل حوالي 40% من النفط المنقول بحرًا عالميًا، إلى جانب أكثر من 20% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، و22% من السلع الاستراتيجية الأساسية.

كما أشار إلى أنّ الصين، أكبر مستورد للنفط عالميًا، تعتمد على هذه المنطقة لتأمين ما يقارب 5.5 مليون برميل يوميًا، أي نحو نصف احتياجاتها التي تُقدّر بـ11 مليون برميل يوميًا، فيما تعتمد كوريا الجنوبية واليابان والهند بشكل كبير على نفط وغاز الخليج لتغذية قطاعاتها الصناعية.

ونوه إلى أنّ إيران نفسها، التي تهدد بإغلاق المضيق، لا تزال تصدر نفطها من خلاله، إلى جانب صادرات من ميناء جزيرة خرج ومحطة “جاسك”، وتستورد في المقابل نحو ربع حاجتها من الغاز المسال من المنطقة، وهو ما يُظهر الطبيعة المعقدة لهذا الملف.

وقال الشوبكي: إنّ التهديدات الإيرانية الأخيرة، على خلفية الغارات الإسرائيلية على منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، تضمنت تلويحًا صريحًا بإغلاق المضيق، مدعومة بتقارير تؤكد امتلاك طهران ما يقرب من 6000 لغم بحري، وقدرة على زرع 100 لغم يوميًا، بما يمكّنها نظريًا من تعطيل الملاحة خلال 48 ساعة. غواصات “كيلو” الإيرانية مصممة لمهام التلغيم، وشركات التأمين بدأت بالفعل في رفع مستويات المخاطر على العبور في هذا الممر الحيوي.

وشدد على أنه في حال تحوّلت هذه التهديدات إلى واقع، فإن أسعار النفط ستقفز مباشرة فوق حاجز 100 دولار للبرميل، مع احتمال تجاوزها 130 أو حتى 150 دولارًا إذا تزامن ذلك مع إغلاق مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، كما حدث في مرات سابقة.

وأشار إلى أنّ ما يزيد خطورة هذا السيناريو هو أن المنطقة أيضًا تُعد مصدرًا رئيسيًا للديزل المكرر، الذي يتم شحنه إلى أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وأي اضطراب في هذه الشحنات سيؤدي إلى ضغط مباشر على أسواق الوقود، لا سيما الديزل، الذي شهد في الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا لافتًا في الأسعار.

وأوضح الشوبكي أنّ الغاز الطبيعي أيضًا سيكون في قلب العاصفة. أوروبا التي لا تزال تبحث عن بدائل للغاز الروسي، تستورد جزءًا متزايدًا من حاجتها من قطر . وفي ظل هذه التهديدات، ارتفع سعر الغاز عالميًا بنحو 8%، فيما يُتوقع أن تستمر التقلبات إذا طال أمد الأزمة، خصوصًا مع دخول فصل الصيف وازدياد الطلب على الكهرباء.

وأشار إلى أنّ “الاضطراب في مضيق هرمز لن يقتصر على تعطيل الصادرات النفطية والغازية فحسب، بل سيمتد ليُحدث فوضى عميقة في المنظومة المالية العالمية. فارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى موجة تضخمية واسعة النطاق، تُقوّض جهود البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في ضبط معدلات الفائدة والتعامل مع شبح الركود التضخمي”.

وبحسب خبير الطاقة فإنّ آثار الإغلاق ستطال حركة السفن التجارية، وشحنات الغذاء والسلع الصناعية، وسط توقعات بارتفاع تكاليف التأمين والشحن بأكثر من 300%، وهو ما سينعكس مباشرة على أسعار السلع والاستهلاك، ويضاعف الضغوط على الاقتصادات النامية والمتقدمة على حد سواء.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إيران تحتفظ بقدرات بحرية وموارد عسكرية لوجستية تتيح لها إغلاق مضيق هرمز بالكامل ما من شأنه أن يشل حركة أي قطع تابعة للبحرية الأمريكية في منطقة الخليج.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت مؤخرا في البيت الأبيض، حيث أكّد كبار القادة العسكريين الأمريكيين ضرورة الاستعداد لسيناريو زراعة ألغام بحرية في المضيق، مؤكدين أن البنتاغون يدرس جميع السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني وسط تقييمات تفيد بأن طهران لا تزال تمتلك مئات الصواريخ الباليستية، وقوة بحرية كبيرة، ووحدات عسكرية نشطة في مختلف أنحاء المنطقة.

وبحسب الصحيفة يقدر الجيش الأمريكي أن طهران لا تزال تمتلك مئات الصواريخ الباليستية، وبحرية قوية، وقوات عملياتية في جميع أنحاء المنطقة.

كما يمكن لطهران عزل كاسحات الألغام الأمريكية في منطقة الخليج على أحد جانبي مضيق هرمز. ووفقا للصحيفة، لدى البحرية الأمريكية أربع كاسحات ألغام في الخليج.

كما تملك طهران أنواعا متعددة من الألغام البحرية، بدءا من الألغام المغناطيسية الصغيرة التي تُثبت على هيكل السفن وتنفجر بعد وقت محدد، وصولا إلى الألغام الأكبر حجما التي تطفو تحت سطح الماء، وأخرى أكثر تطورا تُزرع في قاع البحر وتعمل بواسطة مجسات مغناطيسية وصوتية وضغطية وزلزالية.

ويُعتبر مضيق هرمز، الواقع بين إيران وسلطنة عُمان، أحد أهم طرق نقل النفط في العالم.

تمر عبره يوميا عشرات ناقلات النفط والغاز من إيران والسعودية والعراق ودول أخرى، ما يُمثل حوالي 20% إلى 30% من تجارة النفط العالمية، كما سيشكل ضربة كبيرة لمصر وقناة السويس.

ومن بين النتائج المتوقعة لإغلاقه، ولو مؤقتا، ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، مما قد يخلق أزمة اقتصادية عالمية.

-أهم شريان نفطي

يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عُمان وبحر العرب جنوبا.

ويبلغ اتساعه 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ولا يتجاوز عرض ممري الدخول والخروج فيه 3 كيلومترات في كلا الاتجاهين.

ويمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.

وتصدر كل من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) معظم نفطهم الخام عبر المضيق، لا سيما إلى آسيا.

وتسعى الإمارات والسعودية إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي عبور المضيق.

تنقل قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كل غازها الطبيعي المسال تقريبا عبر المضيق، وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا.

ويبقى التساؤل.. هل تفعلها إيران وتقلب العالم؟ أم هناك حسابات أخرى؟

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عراقجي في روسيا… إيران: القواعد الأميركية المستخدمة لضربنا صارت أهدافاً مشروعة

بعد شن واشنطن هجمات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.   أعلن مستشار للمرشد الأعلى الإيراني اليوم الأحد أن القواعد التي استخدمتها القوات الأميركية لشن هجمات ...