عقد فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس، ندوة بعنوان ( الحرب وانعكاسها على الطفل في أدب ” فيحاء نابلسي “) بصالة الاتحاد وذلك يوم الأحد الواقع 10 / آب/ 2025 .
تأتي هذه الندوة ضمن نشاطات الاتحاد الأسبوعية ، لتعزيز الحوار الأدبي، و لأن حال أدب الأطفال في سورية مِن أولويّات المُهتمّين والمُختصّين بهذا الحقل الأدبي في اتحاد الكتاب العرب.
أدارت الندوة الشاعرة ليندا تقلا، وقدمت للندوة كُلاً من الناقدة الذرائعية د.عبير يحيي والأديبة أحلام غانم ، وبحضور الأديبة “فيحاء نابلسي ”
وفي بداية الندوة رحب الأستاذ منذر يحيى عيسى بالحاضرات والحاضرين متناولاً أهمية الأدب المخصص للأطفال وتأثيره على تنمية القيم والمفاهيم الاجتماعية، وأشار إلى آثار الحرب النفسية والعاطفية والاجتماعية، والتعليمية المدمرة على الأطفال.
وفي تحليله للمشهد الراهن ركز عيسى على بعدين أساسيين يشكلان الأول والثاني معًا ضرورة حتمية لمعالجة -التغيرات السلبية في سلوك الآباء تجاه أطفالهم، هذا إذا لم يذهبوا ضحايا الحرب.
– محذرا من الحرمان من التعليم وتدهور الصحة العامة؛ بسبب تدمير المرافق الصحية، وصعوبة الوصول إليها في مناطق الصراع .
” تناولت د.عبير خالد يحيى ” مجموعة قصصية ” حملت عنواناً مثيراً للأطفال ” محكمة الغابة الخضراء
” للأديبة فيحاء نابلسي ” مستعينة بالمنهج الذرائعي .
اعتبرت د.عبير الحديث على لسان الحيوان وجعله شخصية رئيسة في عرض الأحداث لم يكن أمرا مستحدثا، إنما أسلوب فني وطريقة متبعة منذ القدم، فقد وجدت وقرئت في النتاج الأدبي والإبداعات القديمة محملين إياها ما يروق لهم من حكم ومواعظ ونصائح، أو اتخاذها وسيلة لكشف حقائق وإصلاح أمور بطريقة رمزية غير مباشرة ودلالات مختلفة.
وأكدت من خلال دراستها ل “محكمة الغابة الخضراء ” أن العلاقة بين الطفل و الحيوان، علاقة خاصة يملؤها الغموض و الأسرار، و تجسيد هذا الرمز-الحيوان- في شكل قصصي؛ شكلٌ من أشكال التربية،.
*لأديبة أحلام غانم قدمت قراءة في رواية “كعك جابر ” وسمت : ” كعك جابر” و فانتازيا النار والحرب الجوع و الحلم للأديبة فيحاء نابلسي.
ابتدأت في البرد، ولها منافع أخرى” . ( فيحاء نابلسي )- كعك جابر”.
وتحدثت أن :«الفانتازيا تُكتب بلغة الأحلام، وهي حيةٌ ما دامت الأحلام حيةً».
على الرغم من تسليع الإنسان والكتابة ، و تهميش الفئات الضعيفة في المجتمع، وزيادة الفوارق الاجتماعية، وتفكك الروابط الاجتماعية، وتهديد وجود الكاتب كهوية وأخلاق وحقوق وتأثير إبداعي ؛ وأمام تراجع القيم الإنسانية النبيلة، وظهور ثقافة استهلاكية مادية.
وضعت الأديبة السورية “فيحاء نابلسي” نفسها في ترميز أدبيٍّ مؤثر أمام التحدي الأصعب بصدور روايتها “كعك جابر ” عن مؤسسة رؤية للنشر والتوزيع ، إسطنبول – تركيا- المُوجهة لفئة اليافعين، وأرادت أن تضع القارئ لا في موقع الخصم أو المؤيد، بل في موقع الناظر إلى المأساة من أعلى لتُرسخ تجربتها الإبداعية في الكتابة الأدبية لهذه الفئة من القراء بالتحديد، خاصة مع فوزها بجائزة “اتصالات لكتاب الطفل عام 2024.
تستخدم الرواية الرمزية بشكل واضح، فالنار هنا ليست مجرد عنصر طبيعي، بل هي رمز للصراعات الإنسانية، حيث ترمز نار الحرب إلى الدمار والخراب، بينما نار الخبز ترمز إلى الأمل والتعايش فتلامس الحس البصري والذوقي ، وهنا تأتي القيمة الإبداعية في سر ورمزية النار.
أوْصى المشاركون والحاضرون في نهاية الندوة التي حضرها العديد من الأدباء والمثقفين ومن المجتمع الأهلي بضرورة تعزيز الشراكة مع المؤسسات الثقافية والمجتمعية لتحقيق غاياتها في الارتقاء بالناشئة وبناء المواطن الصالح ،والعمل الجاد على إيجاد حلول عملية وفعالة لحماية الأطفال في هذه الظروف الصعبة، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية واهمها التعليم ، ليعلمنا اليافعون الطيبون ما عجز الأشرار عن تعليمه لنا في زمن الحرب.
لكل ما سبق نحن في حاجة الى “أدب الطفل في زمن الحرب” !!
فالصراع بين الخير والشر باق.. والأفراد الموهوبون لتسجيل التجربة الإبداعية فرصتنا التي نحاول الوقوف عندها كي تقف مؤشرات الزمن عند تلك اللحظات أو الأزمنة الخاصة لتصبح عونًا ودعمًا لنا مستقبلا كي نحذف حرف الراء ويوزع الحب في سورية لكل السوريين كما وزعت الأديبة فيحاء نابلسي “كعك جابر” المعجون بأصابع ودموع الأم سورية لكل السوريين .
(اخبار سوريا الوطن ٢-اتحاد كتاب طرطوس)