آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » الحريق الأكبر في تاريخ إسرائيل: اتهامات داخلية وعوامل طبيعية

الحريق الأكبر في تاريخ إسرائيل: اتهامات داخلية وعوامل طبيعية

 

في مشهد غير مسبوق، اندلع حريق هائل في غابة إشتاؤول جنوب غرب القدس، مخلّفاً دماراً واسعاً تجاوز 24 ألف دونم، بحسب ما أعلن “الصندوق القومي الإسرائيلي – كاكال”، ليُسجّل كأكبر حريق في تاريخ البلاد. الحدث الذي اجتاح محيط مستوطنة بيت شيمش، لم يكن مجرّد كارثة طبيعية عابرة، بل سرعان ما تحوّل إلى أزمة متعددة الأوجه، امتزجت فيها الإخفاقات الحكومية بالتجاذبات السياسية والاتهامات العنصرية، فيما طرحت تساؤلات حرجة حول سياسات التحريش والتعامل مع الإرث التاريخي للأرض.

 

 

 

 

تطلّبت جهود الإطفاء الواسعة تدخل 120 فريقاً في عدة بؤر نشطة، بينما سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى طلب المساعدة من دول مجاورة مثل اليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتيا. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان إيال زامير أوعز إلى الجبهة الداخلية وسلاح الجو وكافة الوحدات العسكرية بتقديم الدعم الكامل للشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة طوارئ وطنية، فيما أشار كل من الشرطة وجهاز “الشاباك” إلى أن أسباب الحريق لا تزال قيد التحقيق، مرجّحين أن يكون قد اشتعل مجدداً في موقع حريق سابق. كما استبعد “الشاباك” وجود شبهة جنائية أو عمل متعمّد، في حين كانت الأرصاد الجوية قد حذّرت مسبقاً من ظروف مناخية خطرة، نتيجة الطقس الجاف والرياح الخمسينية.

 

 

 

وبحسب التقديرات، فقد احترق معظم متنزه كندا بالكامل، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بغابة إشتاؤول. ويُذكر أن متنزه كندا أُقيم على أنقاض بلدة عمواس الفلسطينية، التي هدمتها إسرائيل عام 1967، وزُرعت مكانها غابة بأموال متبرعين يهود كنديين، ليصبح المتنزه في ملكية “الصندوق القومي اليهودي”، على أراضٍ تابعة للضفة الغربية.

 

 

 

اتهامات داخلية وخطاب عنصري

 

اندلاع الحريق كشف عن تصدّعات داخل المؤسسة الإسرائيلية، خصوصاً بين الشرطة بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. واتهم سلاح الجو بن غفير بتضليل الرأي العام بشأن تنسيق استخدام طائرة “شمشون” لإخماد الحريق، كما وُجّهت إليه اتهامات بالتقصير والتأخير في تشغيل طائرات الإطفاء لأسباب مالية، ما أثّر على سرعة استجابة فرق الإنقاذ.

 

 

 

على صعيد آخر، لم تغب العنصرية عن المشهد. إذ اتهم الصحافي عاميت سيغال، المقرّب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين بالوقوف خلف الحرائق، بينما أشار مراسل “القناة 14” إلى أن النيران اندلعت فقط في المناطق اليهودية، وليس في أي منطقة عربية. أما يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، فذهب أبعد من ذلك، متهماً “اليسار الإسرائيلي” بإشعال الحرائق بهدف إفشال احتفالات عيد الاستقلال.

 

 

 

 

التحريش… الغابة كسلاح سياسي

 

برزت في خضم الأزمة أسئلة حول سياسة التحريش الإسرائيلية ودورها في تفاقم الكارثة، إذ اعتمدت إسرائيل منذ النكبة سياسة زرع الأشجار بكثافة لتغطية معالم القرى الفلسطينية المدمرة، كما حدث في منطقة اللطرون التي تضم متنزه كندا، وأراضي مثل باب الواد وسكك القطار في القدس.

وفي هذا السياق، تواصلت “النهار” مع علاء أبو قطيش، باحث دكتوراه في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، الذي أكد أن متنزه كندا مقام على أنقاض ثلاث قرى فلسطينية مدمرة: عمواس، يالو، ودير أيوب، ويمتد على نحو 15 ألف دونم. وأوضح أن الجفاف الشديد، الناتج عن موسم شتوي ضعيف (لم يتجاوز الهطول المطري فيه 60% من المعدل السنوي)، كان أحد الأسباب الرئيسة في اشتعال الحريق.

 

 

 

وأضاف أبو قطيش أن اتجاه الرياح غير المعتاد، من الجنوب إلى الشمال، ساهم في انتشار النار بسرعة باتجاه الطريق رقم 3، وهو ما لم يكن متوقعاً لدرجة أن السلطات لم تغلق الطريق السريع في بداية الحريق. ولفت إلى أن الغطاء النباتي الكثيف في غابة إشتاؤول، التي زُرعت بعد الاحتلال، يتكوّن من أشجار تحتوي على مواد زيتية قابلة للاشتعال، ما يجعلها وقوداً مثالياً في الظروف الجوية الجافة، وهو نمط تكرّر في حرائق سابقة مثل تلك التي شهدتها إسرائيل عامي 2016 و2021.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حالة الطقس: الحرارة أدنى من معدلاتها.. وأجواء ماطرة وسديمية مغبرة

تشهد البلاد أحوالا جوية غير مستقرة هذه الليلة ونهار الغد، نتيجة تأثرها ‏بامتداد منخفض جوي خماسيني يتزامن مع ‏وجود حوض علوي بارد نسبياً، ‏حيث يطرأ انخفاض ...