بغداد ـ واشنطن – روما ـ ( د ب أ) – رويترز: كشفت هيئة الحشد الشعبي العراقي اليوم الاثنين عن أن قصف الطائرات الأمريكية لمواقع اللواء 14في الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية أوقع أربعة قتلى.
وأصدرت هيئة الحشد الشعبي في العراق، اليوم الاثنين، بيانا حول القصف الأمريكي الذي طال قواتها الليلة الماضية، فيما اعتبرته “إضعافا” للقوات العراقية.
وذكرت هيئة الحشد الشعبي في بيان صحفي، أنه “في الساعة الثانية من فجر اليوم الاثنين قام الطيران الأمريكي باستهداف ثلاث نقاط مرابطة لقوات الحشد الشعبي (اللواءان 14 و46) بمسافة 13 كم داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار”.
وأضافت: “أسفر هذا الاعتداء عن ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة وغير منخرطين بأي نشاط ضد التواجد الأجنبي في العراق والذي سبق لهيئة الحشد الشعبي أن أوضحت موقفها منه مرارا وتكرارا”.
وأشارت إلى أن “نقاط الحشد الشعبي، التي تعرضت للقصف لا تضم أية مخازن أو ما شابه خلافا للادعاءات الأميركية التي سردتها من أجل تبرير جريمة استهداف مقاتلي الحشد الشعبي”.
وتابعت: “في الوقت الذي نستنكر وندين بأشد عبارات الاستنكار والإدانة هذا الاعتداء الآثم على قواتنا، فأننا نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى ذوي الشهداء الأعزاء، ونؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية”.
واعتبرت الهيئة “الاعتداء يأتي في إطار إضعاف العراق وقواته الأمنية والحشد الشعبي الذين شهدت لهم أمريكا وبقية دول العالم بدحر الإرهاب وإبعاد خطره وشروره عن كل العالم، كما ويصب في صالح تقوية الجماعات الإرهابية”.
وبينت، أن “هذا الاعتداء يمثل استهدافا لسيادة العراق خصوصا انه يتزامن مع النجاحات الكبيرة التي تمثلت بالاستعراض الكبير للحشد الشعبي لمناسبة تأسيسه الذي رعاه القائد العام للقوات المسلحة وانعقاد القمة الثلاثية في العاصمة بغداد يوم أمس”.
وختمت بيانها: “نشيد بهذا الصدد بمواقف الحكومة العراقية وحرصها على حسم ملف إخراج القوات الأجنبية من العراق بما يحقق للبلد سيادته الكاملة على أراضيه وأجوائه”.
كما أدان العراق، الإثنين، القصف الأمريكي الذي استهدف مواقع للحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية، فيما توعدت فصائل عراقية القوات الأمريكية بـ”الثأر”.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، في بيان، “ندين الهجوم الجوي الأمريكي الذي استهدف ليلة أمس (الأحد) موقعاً على الحدود العراقية السورية”.
واعتبر البيان، أن الهجوم الأمريكي “يمثل انتهاكا سافرا ومرفوضاً للسيادة العراقية والأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية”.
ودعا إلى “التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله”.
وأكد المتحدث العراقي، أن بلاده ستجري التحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات “لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات”.
وفي السياق، هددت فصائل عراقية مسلحة، بـ”الثأر” من القوات الأمريكية في البلاد، على خلفية مقتل 4 عناصر من الحشد الشعبي.
جاء ذلك في بيان لـ”الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية”، التي تضم فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران، وعلى رأسها “كتائب حزب الله العراقي” و”عصائب أهل الحق” و”كتائب سيد الشهداء” و”حركة النجباء”.
وقالت الهيئة: “ها هي قوات الاحتلال تتمادى في إجرامها بتكرار اعتدائها على المقاتلين العراقيين المرابطين على الحدود مع سوريا”.
وأضافت: “نحن في تنسيقية المقاومة العراقية سنثأر لدماء شهدائنا الأبرار من مرتكبي هذه الجريمة النكراء، وبعونه تعالى سنذيق العدو (الأمريكي) مرارة الانتقام”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد بسقوط سبعة قتلى من “الحشد الشعبي العراقي” جراء الضربة الجوية الأمريكية ليل الأحد/الاثنين على مواقع عسكرية للميليشيات الموالية لإيران قرب وعند الحدود السورية – العراقية.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحفي اليوم ، إن القتلى سقطوا جميعاً في الاستهداف الجوي الأمريكي بريف دير الزور الشرقي عند الحدود العراقية.
وأشار إلى أن القصف تسبب بتدمير مستودع للذخيرة والسلاح، بالإضافة لتدمير نقطة عسكرية أخرى، لافتا إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.
ولم تصدر القيادة العامة للقوات المسلحة أو قيادة العمليات المشتركة في العراق اي تعليق حول الحادث رغم مرور نحو 10 ساعات على القصف الذي وقع فجر اليوم الاثنين.
وحذر نائب شيعي في البرلمان العراقي اليوم الاثنين من أن الدماء التي سالت من جراء قصف الطائرات الأمريكية على مواقع للحشد الشعبي، ستتحول إلى غضب عراقي بوجه كل معتد آثيم.
وقال النائب أحمد الاسدي عضو كتلة الفتح في البرلمان العراقي ، في بيان صحفي إن “هجوم الطائرات الأمريكية الغادر ضد مجاهدي الحشد الشعبي في اللواء 14 في القائم، هو دليل على يأسهم من عزل الحشد عن الدولة والجماهير”.
وأضاف:” أثبت الاستعراض العسكري الكبير للحشد الشعبي قبل أيام أنه القوة الرسمية التي تدافع عن العراق وشعبه بوجه الأعداء”.
وكان الحشد الشعبي في العراق أقر بأن طائرات أمريكية قصفت مقارا له على الحدود العراقية السورية، ما أدى إلى مقتل عدد من قواته.
وقال أحمد المكصوصي آمر اللواء 14 بالحشد الشعبي، في بيان صحفي وزع اليوم، إن طائرات أمريكية نفذت فجر اليوم ضربة جوية استهدفت من خلالها مقار الحشد الشعبي في اللواء الرابع عشر المرابط على الحدود العراقية السورية، ما أدى إلى “استشهاد كوكبة من المقاتلين الأبطال”.
وشدد بالقول :”سنبقى الدرع الحصين لهذا الوطن العزيز، ونحن بكامل الجهوزية التامة ورهن إشارة القيادة العامة للرد وأخذ الثأر”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أصدر أمس أوامر بشن ضربات جوية على جماعات مسلحة مدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية.
وقال جون كيربي السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، إن الميليشيات المدعومة من إيران استخدمت المنشآت المستهدفة في شن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق.
وقال الجيش الأمريكي في بيان إنه استهدف مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق. ولم يكشف النقاب عما إذا كان يعتقد أن الهجمات أسفرت عن سقوط قتلى أو جرحى.
وجاءت هذه الهجمات بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن لتصبح ثاني مرة يأمر فيها بايدن بشن هجمات انتقامية ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران منذ توليه السلطة قبل خمسة أشهر.
وكانت آخر مرة أمر فيها بايدن بشن هجمات محدودة على هدف في سوريا في فبراير شباط وكانت في ذلك الوقت ردا على هجمات صاروخية في العراق.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان “تظهر هجمات هذا المساء أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأمريكيين”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم الاثنين إن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا أمس الأحد تهدف إلى الحد من خطر التصعيد.
وأضافت ساكي أن البيت الأبيض أخطر أعضاء معنيين بالمسألة في الكونجرس قبل الضربات ولا يزال على اتصال بالحلفاء في المنطقة.
وجاءت الهجمات حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وقال المرصد “قُتل ما لا يقلّ عن 5 عناصر وأصيب آخرون من القوات العراقية الموالية لإيران، جرّاء استهداف طائرات أميركيّة لمقرّات عسكريّة وتحرّكات لتلك الميليشيات قرب الحدود العراقيّة السوريّة، وداخل الأراضي السوريّة”.
ويقول منتقدو بايدن إنه لا يمكن الوثوق بإيران ويشيرون إلى هجمات الطائرات المسيرة كدليل آخر على عدم قبول إيران ووكلائها على الإطلاق بوجود عسكري أمريكي في العراق أو سوريا.
وامتنع بايدن والبيت الأبيض عن التعليق على الهجمات يوم الأحد. لكن بايدن سيجتمع مع الرئيس الإسرائيلي الذي أوشكت رئاسته على الانتهاء ريئوفين ريفلين في البيت الأبيض اليوم الاثنين لإجراء مناقشات موسعة تتضمن مساعي الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل. وأثارت هذه المساعي مخاوف جدية في إسرائيل، العدو اللدود لإيران.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن إيران تقف وراء تصعيد الهجمات بطائرات مسيرة متطورة وإطلاق صواريخ بشكل متكرر على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق حيث يساعد الجيش الأمريكي بغداد في محاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤولان أمريكيان، تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أمريكيون ومن قوات التحالف في العراق منذ أبريل نيسان.
وقال البنتاغون إن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها فصائل مسلحة مدعومة من إيران من بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
وقال مسؤول دفاعي إن إحدى المنشآت المستهدفة استخدمت لإطلاق الطائرات المسيرة واستعادتها.
وصرح مسؤولون بأن الجيش الأمريكي شن الهجمات بطائرات إف -15 وإف -16. وقالوا إن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام.
وقال أحد المسؤولين لرويترز “نقدر أن كل ضربة أصابت الأهداف المقصودة”.
وتواجه الحكومة العراقية صعوبة في التصدي للفصائل المسلحة المتحالفة أيديولوجيا مع إيران والمتهمة بإطلاق صواريخ على القوات الأمريكية والتورط في قتل نشطاء سلميين مطالبين بالديمقراطية.
وأفرج العراق في وقت سابق من شهر حزيران (يونيو) عن قاسم مصلح القيادي بفصائل الحشد الشعبي المتحالفة مع إيران نظرا لعدم كفاية الأدلة ضده بعد اعتقاله في مايو أيار بتهم تتعلق بالإرهاب.
و نددت الحكومة العراقية اليوم الاثنين بضربة جوية أمريكية على مسلحين متحالفين مع إيران على حدود العراق مع سوريا، وقالت إنها ستدرس كل الخيارات القانونية لمنع تكرارها.
وعقد مجلس الوزراء برئاسة مصطفى الكاظمي اجتماعا أمنيا طارئا اليوم بعد الضربات الجوية الأمريكية التي وصفها بأنها انتهاك لسيادة العراق.
ويعد ذلك انتقادا نادرا لإجراء أمريكي من جانب حكومة الكاظمي الذي حاول تحجيم نفوذ الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران.
ويقول مسؤولون عراقيون إنهم يريدون تجنب التورط في تصعيد متبادل بين واشنطن وطهران. (تغطية صحفية جون ديفيسون – إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة اتخذت إجراء ضروريا ومناسبا ومدروسا عندما شنت ضربات جوية استهدفت فصائل مدعومة من إيران في العراق وسوريا، موجهة رسالة قوية ومهمة.
وقال بلينكن للصحفيين في روما “اتخذنا إجراء ضروريا ومناسبا ومدروسا يهدف للحد من مخاطر التصعيد، وكذلك لتوجيه رسالة ردع واضحة لا لبس فيها”.
وأدان حزب الله اللبناني في بيان اليوم الإثنين الهجمات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية على الحدود العراقية السورية وأدت إلى مقتل عدد من الأشخاص.
وأكّد الحزب أن “ما قامت به الطائرات الحربية الأمريكية هو اعتداء صارخ على سيادة البلدين الشقيقين، لإضعاف قدراتهما في مقاومة جماعات الإرهاب والتكفير”.
وأشار الحزب إلى أن ” كل الغارات الأمريكية ستزيد الشعب العراقي إصراراً على حقه في تحرير بلده والدفاع عن شعبه ومجاهديه”، مشدداً على “أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار والأمن قبل طرد القوات الأمريكية المحتلة من أرض البلدين”.
وكانت الولايات المتحدة قد نفذت غارات جوية على مناطق حدودية بين سورية والعراق استهدفت ما وصفته بميليشيات مدعومة من إيران في كل من البلدين.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم