- الحسناء عدره
- الجمعة 22 كانون الثاني 2021
لا حلول جذريّة لأزمة الوقود المتجدّدة في سوريا، والتي يُضاف إليها الارتفاع الهائل في أسعارها. أزمةٌ عادت لتطلّ برأسها، أخيراً، بعد قرار وزارة النفط السورية خفض كميات مادتَي البنزين والمازوت الموزّعة على المحافظات والذي تعزوه إلى التأخُّر في وصول شحنات المشتقّات النفطيّة
يتطلّب استيراد المحروقات اللجوء إلى أساليب «ملتوية» للإفلات من العقوبات الغربية
ويبرّر عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة حماة، ثائر سلهب، عدم توافر مادة البنزين، والازدحام الخانق على محطات الوقود بـ«انخفاض معدّلات الكميات الموجودة»؛ إذ يقول، في حديث إلى «الأخبار»، إنه «تم تقليص طلبات البنزين من 18صهريجاً إلى 17 ثم إلى 15، وهي كميات غير كافية بالتأكيد، لأن الواردات من هذه المادة أقلّ بكثير من معدّل الطلب لدى المحطات». أمّا بالنسبة إلى المازوت «فتم تخفيضها من 27 إلى 20 طلباً لكل القطاعات الموزّعة بين الزراعة والنقل والأفران والتدفئة، إلى حين وصول الإمدادات الخارجية».
بات مألوفاً بالنسبة إلى المواطن السوري مشهد الاكتظاظ وطوابير السيارات أمام المحطات في المحافظات السورية كافة، وهو فصل متكرّر اعتاده الناس. سائق سيارة الأجرة، عمران، يقضي ساعات طويلة أمام إحدى محطات الوقود في العاصمة دمشق، ضمن أرتال من السيارات، في سبيل الحصول على بضع ليترات من البنزين. ويقول عمران: «صرلي 13ساعة ناطر، كل ساعة لحتى يتقدّم الدور شوي، اليوم معطّل عن الشغل، مين بعوّضني؟ أنا مياوم، يعني اليوم يلي ما بشتغل فيه، ما باكل». آخرون لجؤوا إلى اتّباع سياسة «المبيت والتناوب»، لحجز دور لهم وضمان عدم تفويت فرصة التعبئة، كضحى التي تتقاسم مع أخيها طابور الانتظار. وتقول الشابة: «أتولّى حراسة الدور في فترة الصباح والظهيرة، إلى حين عودة شقيقي من العمل ليتسلّم المهمّة نيابةً عني، حتّى لا تذهب ساعات الانتظار سدىً». بدوره، يلفت صلاح، وهو صاحب محطة وقود تقع في منطقة المزّة في دمشق، إلى أن «الكازيّة اضطرّت، منذ عدة أيام، للإقفال ليوم واحد بسبب انقطاع البنزين نهائياً، ثم في اليوم التالي وصلت إلينا المخصّصات وهي عبارة عن صهريج واحد فقط، لا يكفي لتلبية طلبات الزبائن الكثيفة». وكانت الحكومة السورية قد رفعت أسعار المشتقّات النفطية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بنسبة 100%، ليرتفع سعر البنزين المدعوم من 250 إلى 450 ليرة سورية، والبنزين الحرّ من 450 إلى 650 ليرة، وبنزين «أوكتان 95» من 850 إلى 1050.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)