استنكر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص تطبيع العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال الصهيوني.
وقال في تصريح له “من قلب بيروت المنكوبة بعد الكارثة التي ألمّت بها : صُدمنا بنبأ تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية وإسرائيل العدو الغاصب لفلسطين في خطوة أقل ما يقال فيها إنها طعنة نجلاء في قلب فلسطين وشعبها الأبيّ “.
وأوضح الحص أن ما أقدمت عليه الإمارات سيدوّن في التاريخ جريمة بحقّ فلسطين والعروبة ومقدّساتنا وصفحة سوداء أخرى في سجل هزائمنا.
وأضاف: إنه أمر بالغ الخطورة لأنه يمهّد الطريق أمام تطبيع عربي واسع مع الكيان الصهيوني بحجّة الإقدام على سلام الشجعان. لافتاً إلى أننا نرى الكيان الإسرائيلي الغاصب ماضياً في استدراج المتخاذلين من العرب فرادى إلى اتفاقات أحادية مجانية.
وتساءل الحص: إذا كانت مصر أنور السادات قد عقدت صلحاً منفرداً مع العدو الإسرائيلي بحجّة استرجاع سيناء، فما الدافع لدولة الإمارات لعقد صلح مع عدو الأمة ؟ فيما دولة الإمارات لم تتعرض لاحتلال ولم تواجه تهديداً عسكرياً مباشراً من العدو الإسرائيلي؟
واعتبر أن مقولة ما سمّي بتجميد ضمّ الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن ، ما هي إلا خديعة آنية وكذبة مفضوحة وقد عوّدتنا إسرائيل على ذلك وسنرى أن عملية القضم ستستأنف قريباً بغفلة من الزمن وأمام أعين العرب، موضحاً أن “إسرائيل” لا تريد سلاماً، فهي دولة مغتصبة توسّعية هدفها الاستيلاء على العالم العربي من النيل إلى الفرات.
وأضاف ” لذلك فإننا نربأ بدولة الإمارات العربية الإقدام على تطبيع العلاقات مع عدو محتل لوطن اسمه فلسطين ، وهذا التطبيع لن يشكل حلاً لمشروع الدولتين كما تزعم دولة الإمارات ، وهي خطوة لن تأتي بالسلام المزعوم في أي حال من الأحوال، معتبراً أن هذه الخطوة هادفة لتسهيل القضاء على القضية الفلسطينية برمتها وبشكل يؤدي إلى طمس معالمها.
وقال “أنا شخصياً أحمد الله أن بلدي لبنان الذي وصف بالضعيف تراه اليوم البلد العربي القوي الذي لم يعقد صلحاً مع العدو، والذي لم يرفع يوماً علم إسرائيل على أرضه ، والذي رفض كل أشكال التطبيع وأنا أعتز بذلك”.
سيرياهوم نيوز 5 – الوطن 14/8/2020