مالك صقور
يقولون : الموت حق ، وفي رأيي :
على هذه الأرض توجد حقيقة واحدة ، هي الموت .. وهي حقيقة بغيضة . و من البدهي أن كل من يولد سيموت . وهذا ما يعرفه الجميع وكما يقولون دائماً : هذه سنة الكون وشريعة الحياة ، إلاّ أن الفراق الأبدي لمن تحب هو الأصعب ، لاسيما ، حين يأتي فجأة ، بلا سابق إنذار ، أي من دون مرض . وفقدُ الأحبة على حين غرة لا يشبه أي فراق آخر . بلا وصية ، بلا وداع ، بلا أي كلمة ، يتمنى الأهل لو قال أي شيئ ، قبل أن يرحل .
فهذا الفراق الأبدي ، يذكرنا بأن الحياة قصيرة ، وأن هذه الحياة ليست ملكاً لنا ، وأن الموت لا يستثني أحداً ..وأن العمر مهما طال فلا بد أن ينتهي .
فالموت المفاجئ يوقظ من الغفلة ، ليذكّر أنه يجب أن يكون للحياة معنى ، لا عادة وروتين ، وأن تكون العلاقات بين الناس تمتنها المودة والمحبة والصداقة الحقيقية لا المصلحة ولا المنفعة .
أما العبرة من الموت فهي : أن دورك آت لامحالة ، وأكثر الناس يقولون للراحل : أنت من السابقين ونحن من اللاحقين .لكن بعد لحظة الدفن ، ينسون كل شيئ . فمن يتذكر الموت ، يُفترض أن يعيش ببساطة ، أن يسامح ويغفر لمن أذاه ، وأن يكون لطيفاً مع من حوله ، لأن أحداً لا يعرف من الذي سيغادر أولا ً..
والسؤال : هل الأباطرة والجبابرة والحكام الظالمون يدركون أن نهايتهم قريبة سواء في الحياة أو في الممات .وهل يعرفون أن الموت سيأتي وسيقتلع أوهام القوة والعنجهية والغطرسة مهما طال ظلمهم ؟! فكم من حاكم جائر بسط يده على رقاب الناس ردحا من الزمن وظن أن الحكم إرث أبدي ، وأن العروش لا تهتز . فإن لم يتم عقابهم في الحياة ، والأمثلة أكثر من أن تحصى عن نهاية الظالمين ، فإن ملك الموت لا يميز بين الأباطرة وبين أضعف الضعفاء .
ويفترض أن يذكّرنا الموت بأن أجمل وأفضل ما يتركه الناس ليس القصور ولا الممتلكات ولا الألقاب ؛ بل فعل الخير والأثر الطيب والعمل الصالح الذي يرافقه إلى الدار الآخرة .
رحم الله أمواتكم وعظم أجركم وشكراًجزيلاً لكل من واسانا بوفاة أخي سلمان ..
(أخبار سوريا الوطن-2)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
