| سلمان عيسى
مضى على عقد الجلسة الاستثنائية لمجلس الشعب نحو الأسبوعين ( في الساعة الاخيرة من يوم غد الاحد يكتملان ) .. هذه الجلسة التي قلت فيها في زاوية سابقة، ان الحكومة فازت في كل الالعاب والاشواط وبأهداف كثيرة .. اي لا تعد ولا تحصى ..
عندما استدعي جميع اعضاء مجلس الشعب على عجل .. وقطعوا اجازاتهم لضرورة المشاركة في الجلسة الاستثنائية وعلى جدول اعمالها مناقشة الوضع الاقتصادي و تخفيض سعر الصرف و الحد من ارتفاع الاسعار الشديد .. كان في تصور الكثير من الاعضاء وعموم الناس ان المجلس سيحجب الثقة عن الحكومة ، لكن ما حصل في تلك الجلسة، هو تلاوة بيان مكرر انتهت فعالية التصفيق له منذ بداية الدور التشريعي الحالي .. لذلك جاء جافا فاقدا ( للماوية ) .. وللروح ايضا ..!
كل هذا لم يفاجئنا .. فالمعروف عن حكوماتنا كثرة الكلام وحشوه في المكان المناسب وغير المناسب .. و بالنهاية كسب المزيد من الوقت والمراهنة على الزمن عسى ان تحصل معجزة ربانية تعيد الى الاقتصاد رشاقته والقه ..
بعد مضي هذه الفترة على انعقاد الجلسة التي خرجت بالتوافق على تشكيل لجنة مشتركة من الفريق الاقتصادي ومجلس الشعب لدراسة اسباب هذا التدهور واقتراح الحلول المناسبة .. في هذه الجلسة الاستثنائية – اي المستعجلة ، والتي لا تحتمل التأخير او التأجيل او التراخي ..وبعد مضي هذا الوقت.. لماذا لم تشكل اللجنة وترى النور حتى الآن ..؟!
ومن باب المسؤولية نذكر ان الاسعار سجلت خلال هذه الفترة ارتفاعات غير مسبوقة حتى ان سعر الصرف الذي كان احد اسباب الجلسة سجل ارتفاعا كبير في السوق السوداء ادى الى زيادة تدهور الوضع الاقتصادي الذي من اهم مخرجاته الرفع الجنوني ( اللحظي ) للاسعار – حتى ان السورية للتجارة – زراع الحكومة في التدخل الايجابي رفعت اسعارها بشكل غير مألوف .. رغم عدم توفر بعض المواد الاساسية في صالاتها ..
والنتيجة ان الحكومة قد سحبت مجلس الشعب الى الخندق المواجه لعموم الناخبين .. فلا من يحاسب الحكومة .. ولا من يسألها : لماذا هذا .. ومن اين لك هذا ..؟!
نجحت في كسب الوقت وتحييد المجلس عن مناقشة القضايا الاساسية للمواطنين .. حتى الى اوقات طويلة قادمة .. حيث يمكن ان تجيب الحكومة على تساؤلات اعضاء المجلس القادمة او اتهامها بالتقصير : لقد جئنا اليكم نطلب ( فزعة ) .. ولم تقولوا حينها شيئا .. لذلك ننتظر حتى توافونا باسماء اعضاء اللجنة التي ستمثل مجلسكم الكريم .. حينها سنوافيكم بنتائج عملنا .. وستصوتون عليها مع التصفيق ..
من حق المجلس ان يطالب الحكومة بنصيبه من اي كأس تربحه .. والمعروف دائما ان الحكومة لا تخسر .. ؟!
(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)