سلمان عيسى
اقترح ان تتوقف الحكومة، مجتمعة، او متفرقة عن ذكر الدعم – خاصة الزراعي منه، اي بشقيه النباتي والحيواني .. اذا لا يخلو ( محضر ) اجتماع للحكومة إلا وتكون ( لازمته ) دعم الانتاج الزراعي – اي الفلاح الذي يعمل هو اساسا على زيادة الانتاج ومن عرق جبينه ومن خساراته المتكررة في غالبية المواسم ..
ليس جديدا ان نتحدث عن ارتفاع اسعار السماد .. هذه التي قالها بحرقة المتضررون من فيضانات الانهار في سهل عكار الذي ادى الى غمر وجرف الكثير من الاراضي المزروعة والبيوت والانفاق البلاستيكية ..
وليس جديد ايضا ان تكون استجابة الحكومة مع هذه الكارثة اسرع مما اتت عليه – ففي اجتماعها يوم الثلاثاء الماضي عز عليها ان تعلن ان سهل عكار منطقة منكوبة .. وعز عليها ايضا ان تقول انها ستدعم الفلاحين المتضررين في هذا السهل حتى لو اضطرت ( لبيع شنتانها ) على قولة ابو نمر في مسلسل الخربة – بل انها رأت ان تدعمهم وفق “الامكانات المتاحة”هي ابلغ من المبالغة في اطلاق وعود لا تتمكن من تنفيذها ..
ليس مطلوبا من الحكومة ان تكون سوبرمانا، ولا ان تكون حاتما الطائي .. بل يمكنها ان تكون روبن هود يسرق من الاغنياء ليطعم الفقراء – وهذا ما المحت اليه اللجنة الوزارية التي عاينت الاضرار حيث اكدت على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي .. واعتقد ان هذا صعب التحقيق، وإن تحقق سيكون ( من الجمل اذنه ) فقط ..
في الشق الحيواني ايضا تبالغ الحكومة كثيرا في لهفتها لدعم انتاج الفروج والبيض، صحيح انها اعلنت منذ اجتماعين عن تخصيص المؤسسة العامة للدواجن بعدة مليارات بهدف تحسين هذا القطاع وزياد الانتاج لخفض الاسعار ، لكنها باليد الاخرى اوحت الى ( سادكوب ) التي رفعت سعر المازوت المخصص لدعم المداجن من ٢٠٠٠ ليرة لليتر الى ٨٠٠٠ ليرة اي ٤٠٠ % فقط .. وحافظت على سعر المازوت للمخابز الخاصة ب ٢٠٠٠ ليرة .. والمخابز الحكومية ب ٧٠٠٠ ليرة .. ؟
غريب امر هذه الحكومة، فهي تصمت في الوقت الذي تفسر فيه الكثير من القضايا مثل الرفع المتكرر لأسعار السماد والمحروقات ( هنا المخصصة للزراعة فقط ) .. وتصرخ انها تدعم الخبز والمحروقات والانتاج الزراعي .. اي ( تجاكرنا ) وتقنعنا رغم انفنا اننا مدعومين ..؟!
لكل فقرة مررنا عليها في هذه الزاوية مئة مقام و مقال – حتى ان كان فيها ايحاء بفشل الحكومة بكل ملفات الانتاج الزراعي ودعمه ( المزعوم ) .. لكن يبقى الحديث عن تطوير سهل عكار يحتاج الى مئة مقال ومقام ايضا .. بدءًا من الدراسات التي كلفت الحكومة ملايين الليرات في بداية هذه الالفية .. ان كان دراسات الشركة البلغارية او الشركات الوطنية التي سيكون لها مساحات واسعة في موقعنا هذا للحديث عنها وعن مصيرها في قادم الايام .. و الاهم ان تجيبنا الحكومة .. ماهو مصير هيئة تطوير سهل عكار ..؟!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)