سلمان عيسى
من اغرب التصريحات التي سمعتها على الاقل في زمن هذه الحكومة ما قاله رئيس اتحاد غرف الزراعة عن ان سبب ارتفاع سعر الثوم هو بسبب زيادة الطلب على المادة، وينفي ان يكون قرار السماح بتصدير ٥ آلاف طناً وراء ارتفاع الاسعار، وانه بعد ازمة البصل في العام الماضي لجأ الناس الى شراء كميات كبيرة منه و تخزينها للمونة وكأن هذا السبب وراء زيادة الطلب .. ؟ هكذا تحدث وكأن عادة المونة دخيلة على السوريين .. الغريب في هذا التصريح انه صدر عن رئيس اتحاد غرف الزراعة الذي يفترض به ان يقارع اصحاب القرار لانصاف الفلاح اولا والمستهلك ثانيا .. هو واتحاد الفلاحين الذي يغط في ثبات طويل، وكأن كل مشاكل الفلاحين لا تعنيه ..
السوريون هم اول من لجأ الى تخزين المواد الغذائية منذ الحضارات الاولى .. لذلك وجدنا البرغل والبقوليات واللحوم بانواعها مثل اللحوم المقددة .. تخزين الزيتون والبصل والاجبان .. المخللات هي احد طرائق التخزين .. والشنكليش ايضا..
من المؤكد ان رئيس اتحاد غرف الزراعة يعلم كل ذلك، ولأنه سوري فهو يمارس ذلك مثل اي عائلة سورية، لكن ماالذي دفعه لقول هذا التصريح لا نعلم – ماهي الدوافع ايضا لا نعلم، الذي نعلمه ان اهلنا في الكسوة مثلا يقومون بنصب الخيم على الطرقات القريبة لبيع الثوم فيها، مثلما يفعل اهل الساحل مثلا في مواسم الفريز والحمضيات ..
ببساطة كان بإمكانه القول ونحن معه طبعا – اذا كان هذا الارتفاع في اسعار الثوم يعود للفلاح .. الف صحة وعافية لقلوب المنتجين، على الاقل فإن حلقة واحدة من حلقتين تكون مستفيدة، اما ان يعود هذا الارتفاع لجيوب التجار والسماسرة فيجب على حماية المستهلك التدخل فورا، لأن الحلقتين – المنتج والمستهلك تظلمان ويدفعان الثمن .. اما ان تكون المونة هي السبب، فهذا ليس تخمينا، بل انه مقصود لحرف النظر عن السبب الحقيقي ..
رئيس اتحاد غرف الزراعة تحدث بلسان الحكومة او احد اعضائها .. في الوقت الذي يجب ان يكون فيه اقرب الى المنتج والمستهلك .. فالحكومة لها تبريراتها واساليبها في الدفاع عن تقصيرها تجاه المنتجين والمستهلكين .. هي تحمّل المنتج مسؤولية زيادة الانتاج رغم تقصيرها في دعمه .. تصف المواطن ( تبع ١٠٠ اخضر ) على انه مضارب .. هي ( تجاقر ) الجميع بأنها تعمل لصالح المواطن في الوقت الذي ثبت فيه انها تميل عاطفيا الى التجار، لذلك نرى كيف ان كل قرارتها تصب في مصلحة هذه الشريحة التي تأكل كالمنشار (عالطالعة والنازلة) .. رغم ميله للحكومة يؤكد رئيس اتحاد غرف الزراعة انه لن يتم تصدير كيلو غرام واحد من الثوم .. والحقيقة ان هذه النبوءة تؤكد ان المونة ليست السبب في رفع السعر .. وعندما يبدأ شحن الثوم من المستودعات الى الدول المجاورة عملا بقرار رئيس الحكومة .. يجب ان نسأله من اين اتتك هذه القناعة ..!؟
نتيجة ما تقدم لا يجوز للاتحادات والنقابات .. ان تضع لسان الحكومة في فمها و ( تضخ ) تبريراتها في آذان المنتجين والمستهلكين، وتلبس هي ثوب البراءة .. على مبدأ ( من لديه عشي لا يزفر يديه ) .. !؟
(سيرياهوم نيوز1-خاص)