بمناسبة الذكرى الــ 50 لصدور العدد الأول من جريدة “السفير” اللبنانية، إستضافت الأخيرة فعالية تحية لمؤسسها طلال سلمان.. ماذا جاء فيها؟
ميشلين مبارك
قبل 50 عاماً، وتحديداً في 26 آذار/مارس سنة 1974، صدر العدد الأول من جريدة “السفير” في العاصمة اللبنانية. بيروت التي احتضنت صحيفة رفعت شعار “صوت الذين لا صوت لهم”، تشتاق اليوم إلى حبرها، بعدما توقفت عن الصدور في العام 2016، وغيّب الموت ناشرها طلال سلمان العام الماضي.
ولأن تاريخ 26 آذار 1974 كان ذكرى عزيزة على قلب مؤسس “السفير”، جاءت التحية إلى طلال سلمان من خلال فعالية أقيمت أمس الثلاثاء في مبنى الجريدة في منطقة الحمرا.
واكبت “الميادين الثقافية” برنامج الفعالية التي حملت عنوان “الحلم على حافة المستحيل”. والبداية كانت مع فلسطين، وما كتبه سلمان عنها، ومنها ما سمعناه بصوته قائلاً إن: “الحلم أقوى من الهزيمة. قد يسقط صاحبه دونه، لكنّ الحلم يلتحف النجمة ويتدثر بالشّمس ويظل حافزاً من أجل النهوض. لا يكتمل الإنسان إلا بأحلامه، والعيش خارج الحلم اندثار في الصقيع. والحلم يتجاوز الجيل إلى مَن بعده وينتصب أمامه راية. وللحلم هويّة مضيئة: هي فلسطين… إنّ فلسطين اليوم هي آخر ثورات الإنسان، والهزيمة فيها كونية والنصر كوني. والهارب من فلسطين، اليوم، يخرج من التاريخ. ليس لنا غير دمنا لنكتب أسماءنا على أرضنا وفي تاريخنا. وأول أسمائنا وآخرها: فلسطين”.
بعدها، كانت كلمة باسم “السفير” ألقتها ربيعة طلال سلمان، أعلنت فيها عن إعادة نشر المجموعة الكاملة لكتب طلال سلمان بصيغة رقمية، بالشراكة مع دار “نيل وفرات”. كما أعربت عن فتح المجال لكلّ المواهب الكتابية أو الفنيّة لإرسال مقالاتها وأبحاثها ليتم نشر أفضلها على الموقع الالكتروني الخاص بسلمان.
كما كشفت ابنة الراحل عن العمل على إصدار كتاب “كتابة على جدار الصحافة” بصيغة صوتية، على أن يتضمن بعض ذكريات مؤسس “السفير” خلال نشأته ودخوله إلى عالم الصحافة حتى إصدار الجريدة اللبنانية العريقة.
ثم كان العرض الأول لفيلم “على الطريق” لمحمود حجيج، الذي صوّره مع طلال سلمان وعنه في العام 2009. لكن لم يتسنّ لسلمان سوى مشاهدة 6 دقائق منه.
وتضمن الفيلم 7 محطات من حياة سلمان، بدءاً من تحدره من بيئة عائلية متواضعة لم تسمح لوالده (الدركي) سوى باعطائه 40 ليرة لبنانية للذهاب من شمسطار (بعلبك) إلى بيروت، والبدء في العمل الصحافي متسلحاً بحبه وإجادته للغة العربية، ثم تنقلّه في العمل الصحفي وقصة لقائه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتأثره به.
ولعلّ أبرز المحطات التي يتوقف عندها حجيج حكاية طلال سلمان مع “السفير”، كيف نشأت واشترى امتيازها واختار شعارها مع مجموعة من الأصدقاء والصحفيين، وعلاقة “السفير” بناجي العلي، وكذلك محاولة اغتياله وصولاً إلى الحياة العائلية، وخاصة الحبّ المحاط به من خلال أحفاده.
عن هذا الحبّ، كانت الدموع تترقرق في عيني هنادي، ابنة طلال سلمان، التي قالت في حديث مع “الميادين الثقافية” إن طلال سلمان “غاب جسدياً لكن حضوره الطاغي وروحه الجميلة حاضرة معنا في كل حين”.
أمّا ربيعة فتقول إنّ: “كل طابق من “السفير” يهمس بذكريات والدي وحضوره. أفكاره موجودة في القلوب والعقول”.
وأشارت إلى أنه تم أرشفة أعداد “السفير” وكتابات سلمان الكترونياً خلال حياته، مضيفة أنه “هو الذي قرر أن تكون مقالاته متاحة للجميع مجاناً. لذلك فإن مقالات مؤسس “السفير” ستكون متاحة للقراء سواء على الموقع الالكتروني للجريدة أو على الموقع الإلكتروني الخاص بطلال سلمان، فضلاً عن نشاطات أخرى على المواقع الالكترونية سيُعلن عنها تباعاً”.
خلال الفعالية، كان المصور الصحافي عباس سلمان حاضراً. وسلمان رافق ناشر “السفير” منذ صدور عددها الأول، وشارك صاحبها في معظم رحلاته وصولاً إلى لحظاته الأخيرة.
عن سرّ هذا التعلق بالجريدة ومؤسسها يجيبنا سلمان: “تعلمت كلّ شيء مهنياً واجتماعياً وسياسياً على يدّ الأستاذ طلال، قضيتُ عمري مرافقاً له في كلّ الظروف…إلى الآن أدخل أحياناً إلى مكتبه في الجريدة لأتفقد ظلّه، لدي ذكريات في كلّ ما يحيط به، وأنا إلى اليوم ما زلتُ أمارس حياتي المهنية في وهج “السفير””.
سيرياهوم نيوز1-الميادين