وسام كنعان
الدوحة | رفعنا الصوت وتمنّيناه أن يصل إلى مدرّب سوريا هكتور كوبر، معتقدين أنه من الواجب تطبيق قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات». فمهما كان الرجل مؤمناً بالمنطق الدفاعي وسياسة الـ«Ugly Football» أو كرة القدم القبيحة التي تعتمد على إقفال المناطق الدفاعية بإحكام، دون التفكير في البناء والهجوم وتسجيل الأهداف، إلا أنه في مثل هذه الأماكن، لا بد من «المقامرة» بالأوراق الهجومية مهما كانت النتائج. وهذا تحديداً ما فعله كوبر بالأمس، خاصة في الشوط الثاني، فسيطر المنتخب على مباراته مع الهند، لكن ظلّ الهدّاف واللاعب المختص بالإنهاء غائباً، إذ أجبرت إصابة عمر خريبين على إراحته في الشوط الأوّل… هو شوط لم يفلح فيه السوريون في التسجيل، رغم اللعب بسياسة الضغط العالي المتواصل على مرمى الهند.
(أ ف ب )
ومع تألق واضح لـ«نسور قاسيون» وسيطرتهم شبه الكاملة على اللقاء، جاء الفرج في ربع الساعة الأخير (الدقيقة 76) على قدم خريبين نفسه، الذي دخل بديلاً في الشوط الثاني، فسجّل هدفاً جميلاً بعد لعبة سورية منظّمة، ومن بعده كادت أن تصل أصوات المشجعين من الشام على الدوحة، ليست فقط لأنه انتصار مهم وتأهل تاريخي، بل لأنه يشبه القصاص من كلّ سنوات القهر التي مرّت…
تأهّل تاريخي للمنتخب السوري جاء بهدف عمر خريبين في مرمى الهند
وفي تصريح خاص لـ«الأخبار» قال المدير الفني للمنتخب السوري، المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر: «مثل هذه المباريات تكون محفوفة بالمخاطر ومحاطة بالمصاعب. صراحة حقّقنا تأهلاً تاريخياً وذلك نتيجة منطقية لمجهود اللاعبين الخارق، وعرقهم المتواصل طيلة فترة المباراة، دون توقّف لدرجة التضحية بكل شيء ودون تفكير إلا بالمنطق الإيجابي، لكننا أضعنا الكثير من الفرص وكان يفترض أن نسجّل هدفين وثلاثة». وأضاف كوبر: «الفارق يُصنع في لحظة معينة ونحن نعوّل بشكل أو بآخر على أن يصوغ لنا هذا الفارق لاعباً بحجم عمر خريبين، لكنّ إصابته حالت دون وجوده كامل الوقت، لذا تعامل الكادر الطبي مع الإصابة بطريقة تمكّننا من زجّه في اللعب كورقة رابحة في الوقت المتاح لنا وفق النظرة الطبية وهذا ما فعلناه ونجحنا فيه».
Ad
Unmute
آلات اللحام في عام 2024 قد تكون أرخص مما تعتقد!
آلة لحام
(أ ف ب )
من جانبه وفي حديثه مع «الأخبار» قال رجل المباراة وصاحب هدفها الوحيد، ونجم قارة آسيا عمر خريبين: «لا يسعني سوى التوجه بالشكر إلى الله أولاً على التوفيق، وإليكم كإعلام يواكبنا لحظة بلحظة ويتعقّب كل خطوة ننجزها بشغف وأمنيات كبيرة، إلى جانب صوت الجمهور الآسر الذي كان له ثقل نوعي جعلنا نثبت وننتصر». ويضيف محبوب الجماهير: «إنه فوز مهم، نتمنى أن يأخذنا إلى مكان بعيد في البطولة ونأمل أن تظل الأصوات الصادحة من حناجر السوريين رفيقة دربنا، ودعواتهم شريكة يومياتنا القادمة عسانا أن نصنع المزيد من البهجة والفرح».
هو انتصار تاريخي لسوريا، وبالتالي فإنها ستكمل المشوار الآسيوي بآمال وأحلام كبيرة. وفي الدور الثاني ستلعب سوريا ضد إيران في 31 الشهر الجاري.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية