السفير د. عبدالله الأشعل
نتائج حملة القدس هة التى سمحت لنا بالبحث عن إستنقاذ فلسطين من صراعات المنطقة. رغم أن القضية هى سبب من أن الصراع الحالة الراهنة فى فلسطين لن تؤدى إلى حل تهامى فاليهود زرعوا فيها واقتسموا الأرض مع سكانها وكان عدد اليهود عام 1947 يوم صدر قرار التقسيم أقل من 3% من عدد السكان ومع ذلك أعطاهم القرار 45.5% من الأرض وهم يضمرون الاستيلاء على كل الأرض. وبعد يأس الفلسطينيين من سلام عادل فى فلسطين وبعد حملة سيف القدس وتعمد إسرايل إبادة الفلسطينيين طالب الفلسطينيون جميعا مع المقاومة بكل فلسطين خاصة بعد أن التأمت الأقاليم الفلسطينيين وكل العرق الفلسطينى وأسقط رهانات إسرايل على تفنيهم سكانيا واجتماعيا.
وبعد حملة إبادة غزو، تحاول واشنطن المحبة لإسرايل أن تؤمن الأوضاع لتمكين إسرايل من استئناف الإبادة والعبث بالقدس والأقصى.
ومادامت هبة الشعب الفلسطينى خالصة للأقصى وهو ما استدعى تضامن معسكر المقاومة، فقد حذر السيد حسن نصر الله بأن إصرار إسرائيل ضد القدس والأقصى ستؤدى إلى حرب إقليمية واسعة ولكن واشنطن وإسرائيل ماضيتان فى غيهما وعزل المقاومة ولم تدركان أن الشعب كله أصبح مقاوما. وقد وضعت المقاومة الفلسطينية شروطا لهدنة طويلة نسبيا لكن إسرايل والمقاومة تؤكدان أن كل ذلك مقدمة لموقعة فاصلة تزول فيها إسرائيل من المنطقة طوال سبيعين عاما.
وهدف هذه المقالة تقديم اقتراح عملى لابد من الاستفتاء عليه بين الفلسطينيين ويمكن أن يقدم فى مؤتمر دولى حتى يكون العالم مدركا لأبعاد ومخاطر الجمود والصراع، وخاصة وأن القضية صارت مركزا للتفاعلات الأقليمية وغابة الصراع الإقليمى. فقد كا العرب كلهم مع فلسطين وحقوقها القانونية حتى نجحت إسرائيل وواشنطن فى هزيمة الجيوش العربية واستخدام وسائل تقويض العالم العربى وخاصة الدكتاتورية العربية ثم مضت واشنطن فى حماية تمدد المشروع الصهيونى حتى صفقة القرن ةالقفز على كل القرارات والوثائق وأولها قرار التقسيم، وأن استناد إسرائيل إلى إفساد الحكام وقهر ثورات الشعوب والمضى قوما فى إبادة الفلسطينيين دون اكتراث للوسط العربى والإسلامى، ولكن فخرج القضية من التداخلات الخطيرة بين بعض الدول العربى وإيران، كان هذا الاقتراح ويقضى بالعودة إلى قرار التقسيم عام 1947 وضرورة موافقة الشعب الفلسطينى عليه أو إعادة تقسيم فلسطين مناصفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويكون لكل دولة جزء من القدس إسرايل غرب القدس، والدولة الفلسطينية شرق القدس بما فيها القصى، واشتراط مواقعه الفلسطينيين ثم إعلان إسرائيل والدولة الفلسطينية محايدتين حيادا دائما وتقديم الضمانات اللازمة لكى تعمل إسرائيل داخل حدودها ونعفى المنطقة من شرورها، فتزدهر الدولة الفلسطينية دون حاجة إلى المقاومة أو التضامن العربى أو حتى توفر صور الثقة بين إسرايل والدولة الفلسطينية ويترك لمطلق رغبتهما التعاون معا أو الاستقلال. ومادامت فلسطين آمنه من كيد إسرائيل فيكون لها جيش محدود، لكن تنتهى المقاومة الفلسطينية وينحل معسكر المقاومةوتدبر إيران وسوريا علاقاتهما مع إسرائيل، ويكون التضامن العربى فى ازدهار المنطقة ورفقتها، وتزول الحساسية تجاه إسرائيل.
هذا هو اقتراحى للحل فى فلسطين وهو وسط بين تمسك إسرايل بكل فلسطين ورفع شعارات فارغة المضمون والتدليس على الجميع، ولتكن علاقة إسرايل بالغرب وبواشنطن خالية من المدعم العسكرى وإعانتها على العدوان على الدولة الفلسطينية.
هذا الاقتراح ينهى المشروع الصهيونى ويؤدى إلى تطبيع العلاقات بين دول المنطقة وبين شعوب المنطقة واليهود. ولايقدح الاقتراح فى أن الأقصى يقع فى اراضى فلسطين ولكنه يهم كل المسلمين والمسحيين تماما كمكة والمدينة والأراضى السعودية.
بهذا الاقتراح تخرج القضية من غابة التداخل الصراعى بين القوى الإقليمية ويترك إسرايل لتتفرغ لإستخدام تطورها التكنولوجى فى ازدهارها، أما تجارتها فتنافس التجارة العربية على أساس سليم فى المنطقة. وطبيعى أن يكون هذا الاقتراح محاطا بعدد من الصعاب والتحديات أهمها إصرار إسرايل على مشروعها الصهيونى وطابع التآمر لديها تحت ستار التحالفات.
أهمية الاقتراح:
أولا: للعرب :
يعفى العرب من أعباء الصراع الطويل دون جدوى مع إسرائيل واتهام الحكام العرببالتخلى عن واجبهم القومى. وبالنسبة لمصر، يحافظ على الأرض القومى المصرى من فلسطين لأن الاقتراح يعطى الفلسطينيين حقوقهم فى أرضهم ولا حاجة للمقاومة التى تخرج الموقف المصرى بين العروبة والتزاماتها الأرضية والقومية وإسرائيل. ثم ان الاقتراح يقطع الصلة بين إسرايل وواشنطن، ويكشف زيف المشروع الصهيونى وإسرايل بأنها تريد أن تعيش فى أمان حتى تستغل عبقريتها ولاحاجة للمنطقة بكل ما تزعم إسرائيل انها جاءت لتحقيقه. من مزايا الاقتراح أنه يفصم العلاقة العضوية بين العرب وإسرايل باعتبارها ظليلا له بعد انسحابه من المنطقة.
ومن مزايا تفرغ الجامعة العربية لازدهار العلاقة العربية، ويكف الدول التى تطمع مع إسرائيل طمعا فى حماية قوتها، ولا تكون هناك حساسية الاعتراف العربى الشامل بإسرائيل كدولة محايدة.
ثانياً: لإسرائيل:
الاقتراح إسرائيل بأن يعطيها فرصة اخرى للبقاء فى حدود الوضع الجديد، لأن البديل هو أن بحر أطماع إسرائيل إلى حرب إقليمية لها طابع دينى حول القدس بالاضافة إلى التداعياتالعالمية لهذا الصراع.
وقد أدركت إسرائيل أن لقوتها حدودا وأنها لا يمكن أن قلقهم فلسطين وتهيمن على المنطقة وتقيم نظاما ينهى الأمة العربية والإسلامية. فالاقتراح يضع إسرائيل بين خيارين أحلاهما مر: إما البقاء وإما احتمال الفناء عن طريق نروح اليهود من الجحيم، فقد أظهرت أحداث سيف القدس أن المشروع الصهيونى كان وهما ورط السذج والمنطقة فيه.
ثالثاً: فلسطين
لانهاية للصراع حول فلسطين، فقد تمسكت إسرايل بمشروع تفريغ فلسطين من سكانها، وإزاء حياد الوسط العربى فى هذا المشروع، فإن الفلسطينيين بحاجة إلى حماية وتأمينهم فى أراضيهم، خاصة وأن موازيه القوة جعلت فلسطين بين المطرقة والندان ومزقت الدول العربية بعد أن كانت سببا فى تجمعهم.
رابعا: إيران:
تستفيد من المشروع أنها كانت السبب فى هذه التفاعلات وسوف تتفرغ للصراع مع واشنطن على موقفها فى المنطقة وعلى مصير النظام الإسلامى فيها دون صراعات إقليمية تستنزف إيران.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم