آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الحل العقاري..!!

الحل العقاري..!!

 

علي عبود

فجرها الرئيس الأمريكي بوجه الحكومات والسياسيين والمحللين المعنيين المنشغلين بما سيحدث في اليوم التالي بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة: الحل ليس بإدارة ذاتية ولا عودة للسلطة الفلسطينية، فالحل الجذري سيكون بالحل العقاري!
ونستغرب من تفاجأ بهذا (المفاجأة)، فمن طرح في أقل من أسبوع شراء حزيرة غرينلاند وضم كندا وقناة بنما ومصادرة الثروات النادرة في أوكرانيا، لن يقترح حلولا لأزمات العالم سوى أسلوب الصفقات وتحديدا العقارية منها التي تدر مليارات الدولارات لأمريكا!
وبما إن الرئيس ترامب بارع جدا في إبرام الصفقات الرابحة، فهو ماهر جدا في رفع سقف المطالبات كي ينتزع من خلال المفاوضات الحد الأقصى من المرابح!
لاحظوا الضجة التي أعقبت إعلان طرح ترامب لـ (الحل العقاري) في غزة ورفض العالم لتهجير الفلسطينيين وما تخللها من إحتماعات وتصريحات منددة، بل وطرح البعض لحل بديل للحل العقاري..الخ ماذا نستنتج من كل ذلك؟!
لقد نجح ترامب بنقل المشاريع المطروحة حول واقع غزة إلى مستويات غير متوقعة لدفع بحكومات المنطقة إلى طاولة المفاوضات لإبرام صفقة رابحة لأمريكا وإسرائيل سيدفع ثمن تنفيذها العرب والفلسطينيون، وهكذا تراجع ترامب قليلا وكأنّه يقول للمعترضين: أنا لست متمسكا بالحل العقاري في غزة وأنا مستعد للتفاوض حول البدائل!
ولو تابعنا ماحدث خلال أقل من شهر من وصول ترامب إلى البيت الأبيض فإننا سنستنتج بأننا أمام حقبة غير مألوفة من الحكم أطلق عليها المحللون حقبة (الترامبية) ، ومع أن الجميع انشغل بخلفيات فريق ترامب الجديد، فإنهم اكتشفوا لاحقا أنه الآمر الناهي، فلا صقور ولا حمائم، فالكلمة الأخيرة ستكون لترامب!
وليس مصادفة أن يختار ترامب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط منذ تشرين الثاني الماضي قطب العقارات (ستيفن ويتكوف) فهو ينظر إلى المنطقة كوجبة دسمة للصفقات، وغزة واحدة منها بما تحتويه من نفط وغاز ولما تشكله من ممر تجاري ولإقامة قناة بديلة لقناة السويس..الخ.
لقد وصف ترامب مبعوثه للشرق الأوسط بكلمات بالغة الدلالة: ستيف قائد محترم للغاية في مجال الأعمال الخيرية وقد جعل كل مشروع ومجتمع شارك أقوى وأكثر إزدهارا، سيكون ستيف صوتا لايلين من أجل السلام وسيجعلنا جميعا فخورين)
السؤال: هل سيبدأ (ستيف) قريبا بتسويق الحل العقاري لقطاع عزة من خلال جولات سرية بعيدا عن الإعلام؟
المعضلة ليست باعتراض المتضررين من الحل العقاري وتحديدا مصر والأردن ولبنان، بل بمقدرة المتضررين بمقاومة وإحباط مشروع الحل العقاري الذي يترافق مع حل ضم الضفة الغربية لكيان الاحتلال أي تهجير الفلسطينيين إلى الدول المتضررة من (مفاجأة ترامب) مثل المفاجآت التي فجرها حول كندا والدانمارك وكل أوروبا وأوكرانيا والمكسيك وبنما..الخ!
كل المتضررين يعتمدون على مساعدات أمريكا وقروض صندوق النقد الدولي، إي سيكونون في موقف ضعيف جدا أمام ترامب!
قطعا، ترامب لن يخسر شيئا فالصفقات التي طرحها ستخضع للمفاوضات التي يبرع فيها كثيرا، وبالتالي سينتزع من خصومه الحد الأقصى من المرابح مقابل التراجع عن مقترحاته وطروحاته المتطرفة، هذا إن سيتراجع عنها فعلا!
وحتى في الملف الإيراني الشائك فإنه وضع الحكومة الإيرانية امام خيارين: إما التفاوض حول كل شيئ أو سنجيز لـ (إسرائيل) بقصف منشآتكم النووية!
نعم، مثلما أثار ترامب الرعب في أوروبا وكندا وأوكرانيا فإنه بثّ الرعب أيضا في المنطقة العربية، وليس دقيقا القول أن التهديد الأميركي بالاستيلاء على غزة، وطرد سكانها إلى مصر والأردن، موجّهاً إلى الفلسطينيين والأردنيين والمصريين واللبنانيين فقط ، وإنما هو تهديد إلى كل العرب أيضا!
وبما أن ترامب رجل يجيد الإستثمار ويقتنص الفرص السانحة فقد وجد في الوحشية الإسرائيلية والأمريكية التي تفجرت في عهد سلفه بايدن فرصة لطرح الحل العقاري في غزة ولضم الضفة لكيان العدو لإرغام الحكومات العربية على تقديم المزيد من التنازلات لصالح العدو من جهة،ولتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة كحد أدنى من جهة أخرى!
الخلاصة: مثلما شغلتنا الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ سبعينات القرن الماضي بوهم (حل الدولتين) فقد استبدله ترامب بحلين بديلين سيكونان عناونين لكل الإدارات الأمريكية القادمة هما الضم والحل العقاري، ويُخطئ من يظن أن بمقدور الحكومات العربية مقاومة هذين الحلين في الأمد المنظور بعد خضوع المنطقة بكاملها مجددا للهيمنة الأمريكية!
(موقع اخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن تغريدة حافظ بشار الأسد ..!!

    أنس جوده   تغريدة حافظ الصغير ( والتي يبدو أنها حقيقية وفقا لتأكيد احدى الصحفيات ) تؤكد شيئاً واحداً فقط أن السلطة السابقة ...