آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » الحوار الداخلي يبعث الأمل باتجاه الأفضل و”الخوار” يؤسس للفشل باتجاه الأسوأ ..فلا تتأخروا بالحوار أكثر من ذلك

الحوار الداخلي يبعث الأمل باتجاه الأفضل و”الخوار” يؤسس للفشل باتجاه الأسوأ ..فلا تتأخروا بالحوار أكثر من ذلك

عبد اللطيف شعبان

جهود حثيثة بذلتها الحكومة السورية في صلاتها الدبلوماسية مع العالم الخارجي – إقليميا وعربيا وعالميا – خلال الأشهر المنصرمة، ما كان من حضور لها في الخارج أو من حضور الخارج عندها، لتوضيح المزيد من اللبس الذي يراود ذلك الخارج عن حيثيات الوضع الجديد في سورية، وخاصة الجولات المكوكية الفاعلة للسيد وزير الخارجية، ما كان قد ظهر ثمره أو مازالت براعم بعضه في طور النمو المتلكئ بسبب حدوث بعض المنغصات بين مكان وزمان، كل ذلك إيمانا بمبدأ أهمية الحوار مع الخارج، انطلاقا من قناعة مؤكدة بلزوميته والأمل بتحقق فاعليته، ولكن لا حكمة صائبة في أن ترى الحكومة أن المزيد من جهودها في الحوار الخارجي لاكتساب ودْ الجوار والأصدقاء وتخفيف حدة الأعداءـ يجيز لها الإمهال – لدرجة تقارب الإهمال – في الجهود المطلوبة منها للحوار الداخلي الأهم والواجب التنفيذ، لترسيخ ودْ الأهل والأقرباء وتعزيز ما كان ويجب أن يتنامى من الإخاء الوطني البناء.
والسؤال الملح على لسان الكثيرين أين الحكومة من حضورها الحواري المطلوب في الداخل، للنقاش الموسع والمتتابع مع أكثر من شريحة من المواطنين، للإجابة على الكثير من الأسئلة والاستفسارات المتراكمة على لسان الجم الغفير منهم، رغم الكثير من التطرق لهذا الحوار والوعود به في أكثر من مناسبة، إذ تمت الإشارة النظرية إلى وجوب تحققه على لسان السيد الرئيس الشرع وعلى لسان السيد وزير الخارجية، وقد أقر مؤتمر الحوار الوطني وجوب تتابع هذا الحوار، فاللقاءات الحوارية – التي تكاد أن تكون يتيمة – التي جرت في بعض المحافظات، لم تثمر بالوعود المأمولة لكثير من الطلبات المعقولة والتساؤلات التي تخللتها، كما أن مئات الطروحات والشكاوى والامتعاضات والتمنيات المتكررة التي يتوالى ظهورها على صفحات التواصل الاجتماعي، بكثير من الجرأة والمصداقية والموضوعية والتي يغلب على كثير منها المشروعية، لم تعيرها الحكومة الاهتمام المطلوب بالسوية المتوخاة، وكأن الحكومة الحالية تعيش حالة استمرار سياسة الطغمة الفاسدة البائدة التي كان شعارها أنتم قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء، والمؤسف أن البعض يجبُن أن يقول كلمة حق خشية من العواقب، ومحتجا بأن من تذوق سخونة الحليب لا يلام إن تريث في تذوق اللبن.
أيتها الحكومة العتيدة إذا كان السيد وزير الخارجية قد حقق المزيد من النجاحات السياسة في العلاقة مع العديد من البلدان الخارجية وساعده في ذلك مهارته وتمكنه من الحديث بأكثر من لغة أجنبية – كما يقال عنه – فالحاجة ماسة أكثر لتفعيل الحوار الداخلي المناطقي بحضور أمثاله، المستوجب أن يكونوا من أولئك الحكماء المحنّكين الذين يتقنون اللهجات المحلية لأبناء المناطق ويلمّون بالعديد من أعرافها المعهودة، لتنشيط الحوار في العديد من المحافظات السورية بهدف تحقيق المزيد من النجاحات في السياسة الداخلية، بما يوازي أو يفوق ما تحقق من نجاح في السياسة الخارجية، ، فتفعيل الحوار بين الحكومة والمواطنين بل وبين المواطنين أنفسهم مطلب عام، والحكومة هي المعني المباشر في التأسيس لتحقيق هذا الحوار، وهي المستفيد الأول من نجاحه، ومن المفترض ألا يغيب عن بالها أن ضعف فاعلية الحوار أيام الطغمة البائدة كان من أحد أسباب سقوطها، فطالما لا حوار بنَّاء فإن الخِوار الهدَّام يفرض نفسه، فالحوار يبعث الأمل باتجاه الأفضل،،،، والخوار يؤسس للفشل باتجاه الأسوأ، ما يستوجب أن يكون الحوار شعار ومنطلق الجميع، حكومة ومواطنين في جميع المحافظات تنظيرا وتدبيرا، بدءا من كل قرية وحي وعلى مستوى جميع الإدارات بدءا من كل بلدية، وبمزيد من التروي والصبر، وليكن شعار الجميع نعم نعم للحوار ولا وألف لا للخوار، فتجزئة سورية – لا سمح الله – نقمة النقم، وبوحدة سورية تتحقق نعمة النعم .” إن هذا لهو الفوز العظيم ولمثل هذا فليعمل العاملون ” ( سورة الصافات / الآيتين 60 – 61 )
فيا أيتها الحكومة ويا أيها المواطنون ” أطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ” ( سورة الأنفال / الآية 46 ) و ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ( سورة الرعد / الآية 11 ). ولا يخفى على ذي بصيرة أن النص القرآني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
*الكاتب:عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية – عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس هيئة الطيران المدني يبحث مع عدد من المنظمات الإنسانية دعم عودة اللاجئين السوريين

بحث رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري السيد أشهد الصليبي مع عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية الدولية المعنية بقضايا اللاجئين، تعزيز سبل التعاون والتنسيق بين الأطراف ...