صُبغت الجلسة الأولى من الحوار العراقي ـــ الأميركي «الاستراتيجي» بضعف الفريق العراقي، وافتقاره إلى الخبرات الدبلوماسية اللازمة، ومكر الفريق الأميركي، بتأكيد جهوزيّته تنفيذ رغبات حكومة مصطفى الكاظمي، محمّلاً إيّاها تبعات ذلك. الكاظمي يسعى إلى زيارة واشنطن قريباً، ليوقّع هناك «اتفاقية» جديدة من شأنها أن ترسم العلاقة الثنائية بين الإدارتين
حذّر الأميركيون الجانب العراقي من تبعات الانسحاب
الجلسة الأولى، ستُستتبع بثانية خلال الساعات القليلة المقبلة. وكان لافتاً فيها «الخلاف» حول تحديد الجهة التي طالبت بالحوار. بغداد أكّدت أن واشنطن طلبت ذلك، أما الأخيرة فردّت أنّها حدّدت الموعد نزولاً عند رغبة عبد المهدي، ورسالته التي بعثها إلى الإدارة الأميركيّة مطلع العام الجاري.
ما رشح أيضاً عن تفاصيل الجلسة، أن الأميركيين أعربوا عن استعدادهم لسحب قواتهم المنتشرة على طول الخارطة العراقيّة، وهذا ما لا تريده حكومة الكاظمي راهناً. لكنّ الأميركيين، في الوقت ذاته، حذّروا الجانب العراقي من تبعات الانسحاب، خاصّة في الشق المتعلّق بالحرب على تنظيم «داعش». كذلك، قدّم الجانب الأميركي مطالعة للواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي العراقي، معرباً عن استعداده تقديم المساعدات اللازمة «لكن بشروط لم يحدّدها»، في وقت اكتفى فيه الجانب العراقي بتدوين الملاحظات، من دون أن يقدّم أي مطالعة مقابلة.
في هذا الإطار، ثمّة من يصف ما جرى أمس بأنه تهيئة للمرحلة الثانية من الحوار، بنقله من مستوى وكيل وزير إلى وزير، على أن يتوّج في المرحلة الثالثة بزيارة الكاظمي للعاصمة الأميركيّة واشنطن، في الخريف المقبل، ليوقّع هناك، مع وفد رفيع المستوى، اتفاقية جديدة ترسم ملامح العلاقة بين الجانبين، مع الأخذ في الاعتبار «رأي المرجعية الدينية العليا (آية الله علي السيستاني) والبرلمان العراقي»، كما قال الكاظمي أمس. كذلك، ثمّة إقرار عراقي بأن جلسة أمس ترجمت المكر الأميركي والضعف العراقي، في ظل دعوات جدّية لتبديل بعض الوجوه وتطعيم الفريق بوجوه لها باعها في التفاوض مع الجانب الأميركي تحديداً. هذا الإقرار يصفه البعض بـ«التيه السياسي» في ظروف معقّدة للغاية قد تنفجر في وجه الحكومة إن أساءت الاستفادة من الفرصة المتاحة، فأي إخفاق، أكان خارجياً أم داخلياً، سيدفع الكاظمي، لا غيره، ثمن ذلك.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)