· بلادنا مليئة بالخبرات البحرية لكنها تغرّد عند الاخرين!
· مرافئنا تتفنن في عملية ترتيب الاضرار والاعطال على السفن التي تأتي اليها بدل ترغيبها!
· المسؤولون عن قطاع النقل البحري في غفوة أكبر من غفوة هذا القطاع!
· أجري اللقاء: هيثم يحيى محمد
يحتل السيد حسين الجندي المركز الاول على مستوى قطاع النقل البحري السوري ،من حيث الخبرة التي تجاوزت النصف قرن ،والأرشفة التي نظمها وتضم كافة القرارات والمحاضر والنشاطات والقوانين المتعلقة بهذا القطاع ،والمتابعة التي لم يترك من خلالها اي موضوع او قضية بحرية دون اهتمام بالغ ،وايضاً من حيث الحرص على تطوير واقع هذا القطاع من كافة الجوانب ومن ثم زيادة مساهمته في توفير فرص العمل وفِي زيادة معدلات النمو
هذه المكانة جعلتنا في (سيرياهوم نيوز) نقرر اجراء هذا اللقاء الموسّع معه حول مسيرته المميزة في قطاع النقل البحري
وحول واقع هذا القطاع ومتطلبات إعادة الألق إليه ليساهم في إعادة إعمار بلدنا ..وهذا نص اللقاء:
· نصف قرن
· *استاذ حسين نريد في البداية نبذة عنك لنعرف القرّاء على تاريخك في مجال العمل البحري على مدى نصف قرن تقريبا؟
· *الأخ هيثم أولاً شكرا لكم على اهتمامكم بهذا القطاع الحيوي الهام الذي يعتبر حاليا من اهم القطاعات كون تقدم الدول وحضارتها تقاس حاليا بمدى تقدمها في مجالات النقل البحري, حيث نتمنى لبلدنا سوريا ان تتبوأ مركزا مرموقا على سلم تموضعها الحضاري في هذا المجال ،وثانياً أقول في اطار الإجابة على سؤالك:مارست العمل البحري منذ نعومة اظافري وتحديداً منذ نحو اكثر من 50 عاما متنقلا بين مكوناته المختلفة .
مارست السفر البحري على ظهر السفن الشراعية الخشبية ،ثم انتقلت بعد ذلك للعمل في مجال الوكالات البحرية بداية سبعينيات القرن الماضي حيث اسست اول شركة تتعاطى اعمال الوكالات البحرية عام 1975 واستمر العمل بها لنهاية عام 1980 تاريخ حصر التوكيل الملاحي البحري بشركة التوكيلات الملاحية حيث انتقلت الى العمل بمجال النقل البحري فامتلكنا مع بعض الشركاء باخرتين ترفعان العلم السوري وملكيتهما باسم شركة عبر المتوسط للملاحة وليست بملكية شخصية, استمر هذا الوضع لبداية عام 2004 حيث رخّصت وكالة بحرية باسم شركة عبر المتوسط للملاحة ايضا مستمرة بعملها لغاية تاريخه وهي تعتبر من الشركات النوعية تنظيميا وعمليا.
استلمت ايضا مكتب في غرفة تجارة طرطوس يقوم بملاحقة الاعمال البحرية لغرفة التجارة الى ان تم تاسيس غرفة الملاحة البحرية عام 2006 ،حيث كنت في مجلس ادارتها رئيسا لشعبة الوكالات فيها وممثلا لها في شركة مرفأ طرطوس في المنفذ الحدودي لمدة تزيد عن ثلاثة عشرة عاما , استمريت في مجلس ادارة الغرفة لمدة اربع دورات متتالية وتركت مجلس ادارتها لاسباب صحية وخاصة سيتم ايضاحها لاحقا , ثم اسست مع بعض الاصحاب مركزاً للتحكيم البحري حيث تم الترخيص له حاليا وهو المركز الوحيد على الصعيد السوري والثاني على الصعيد العربي بعد مركز دبي وهذا غيض من فيض.
*200 سفينة سورية
· كم برأيك عدد السفن التي تعود لملاك سوريين في الوقت الحالي وتحت أي أعلام مسجلة؟
· *تقريبا يوجد اكثر من مئتي سفينة بواصفات نوعية وحمولات كبيرة ومتنوعة وهي ترفع اعلام عدة : مالطي , بنمي , قبرصي ……. الخ.
· لماذا لا تسجل هذه السفن تحت العلم السوري وما هي مقترحاتك من أجل تشجيع أصحابها لتسجيلها تحت العلم السوري؟
· * لقد مرّ هذا الموضوع باشكالات كبيرة نتيجة وجود مجموعة من العوامل تعيق رفع العلم السوري ساقوم باعداد تقرير خاص مطول بها, وانا على يقين بان ملاك هذه السفن السوريين على استعداد لرفع العلم السوري عندما تكون شروط رفع العلم السوري مناسبة وتحدث قوانين رفع العلم ويشجع اصحاب السفن على ذلك.. لا ان تعتبر السفينة سلعة يقوم صاحبها باجراء جمركتها واستيرادها، وتقدّم التسهيلات المناسبة لتشجيع الملّاك على رفع علم الوطن اسوة بما تقدمه الدول الاخرى لاساطيلها التجارية, علماً أن المؤثر الحالي المهم والكبير هو العقوبات التي يتعرض لها قطرنا السوري التي نأمل ان تزول ويرفرف العلم السوري على شريحة كبيرة من سفن السوريين.
اذكر في هذا المجال انه لما بلغ عدد السفن الرافعة للعلم السوري اكثر من مائتي سفينة بعد ان قدم سيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد تسهيلات لرفع العلم السوري كتبت في حينها:
رسمك ياحافظ منصان صورة بقلب البحرية
لف وطاف بالبلدان بمراكبنا السورية
زار الهند وبر الصين ولف البلاد العربية
وعرج ع بلاد اللاتين وع اوروبا الغربية
الاسطول السوري المتين من القائد احلى هدية
· متطلبات التطوير
· * واقع النقل البحري السوري غير جيد حاليا لماذا برأيك ؟ وما هي متطلبات تطوير هذا الواقع إلى الأفضل؟
· *تطوير هذا القطاع الى الافضل يكون باصدار القوانين والمراسم المنظمة لهذا القطاع حيث مضى على قوانينه عشرات السنين وكما هو معروف قطاع النقل البحري متغير كما ونوعا , واصدار قوانين وتشريعات بحرية تحاكي الواقع ضروري جدا ومنها قانون جمركي حديث وقانون استثمار مرافئ منافس لمرافئ دول الجوار يستقطب مزيداً من السفن ويرغّب السفن بالقدوم اللى مرافئنا.
· المواطن يدفع الثمن
· العمل عبر مرفأي طرطوس واللاذقية تراجع كثيراً .. برأيك ماهي الأسباب و ماذا تقترح في هذا المجال؟
· *التراجع نتيجة التعاطي الخاطئ مع السفن وعدم ترغيبها في القدوم الى مرافئنا بل على العكس من ذلك فان مرافئنا تتفنن في عملية ترتيب الاضرار والاعطال على السفن وكما هو معلوم فان اصحاب السفن لا يخسرون فعندما تتعرض سفنهم لاضرار تقوم بزيادة اجور النقل البحري من والى مرافئنا , واصحاب البضائع لا يعنيهم ذلك ايضا انما يقومون باضافة هذه الزيادة الى كلفة البضاعة واضافة ارباحهم والذي يدفع الثمن هو المواطن في هذا البلد ،لذلك يجب تغيير هذه العقلية في التعاطي مع السفن وتحديث القوانين وتجديد وتحديث الاليات والروافع المرفئية .
· غفوة طالت
· هل ترى أن الحكومة السورية تقوم بواجبها كما هو مطلوب من خلال وزارة النقل لصالح قطاع النقل البحري؟
· *لقد سبق وارسلت الى وزارة النقل عن طريق غرفة الملاحة البحرية السورية مقالا بعنوان : حان لقطاع النقل البحري ان يصحو من غفوة طالت.. اقترحت فيه ان تشكّل لجنة عالية المستوى من الوزارة والمديرية العامة للموانئ وباقي مكونات النقل البحري لدراسة هذا الموضوع والعمل على ايجاد الحلول التي تساعد على صحوة هذا القطاع من غفوته ولغاية الان بالإنتظار . فالمسؤولون عن هذا القطاع في غفوة اكبر من غفوة هذا القطاع.
· نستطيع النجاح
· برأيك هل يمكن أن تنجح صناعة السفن في سورية في ضوء الواقع الحالي و ماذا تقترح لنجاحها ؟
· *سوريا تملك من الامكانات الشخصية التي تساعد على نجاح هذا الموضوع وخير دليل على ذلك بناء سفينة سورية منذ اكثر من 25 عاما من قبل سوري يسكن في لبنان هو السيد محمد يحيي وكانت هذه السفينة مستوفيه لجميع الشروط البحرية،وأيضاً بناء سفينة فينيقية على احدث طراز من قبل سوري كُرّم دوليا خير دليل على الإمكانات التي نملكها , ونستغرب إجراء دراسات وافية باشراف جامعة تشرين من خلال ارسال وفد من اساتذة الجامعة الى تركيا للاطلاع على موضوع الاحواض العائمة والجافة لاصلاح وبناء السفن ولغاية الان دخل هذا الموضوع دهاليز النسيان ولم نسمع عنه شيئا لتاريخه.
· بلادنا مليئة بالخبرات
· كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا اللقاء؟
· * اتمنى ان اكون قد اعطيت صورة واضحة لتساؤلاتك اخ هيثم وأعد المسؤولين عن هذا القطاع واصحابه ان اتابع مسيرتي للاضاءة عليه و اؤكد ان جعبتي مليئة بالافكار التي تساعد على النهوض بهذا القطاع و اؤكد بانني ساقوم بدراسة وافية لكل مكون من مكونات النقل البحري على حدى وما يحتاجه من تطور وتنظيم.. بلادنا مليئة بالخبرات البحرية ولكنها تغرّد عند الاخرين فيجب ايجاد السبل لاعادتها الى بلادها لتغرّد فيه وتساعد في بنائه وازدهاره.