الخجل خصلة محبوبة في حياتنا، إذا ما كانت متوازنة، لكنه قد يتحول إلى اضطراب مرضي إذا ما زاد على حده، ليقود الفرد إلى الوحدة والعزلة والقلق والتوتر وعدم القدرة على مواجهة الآخرين أو التواصل معهم.
يعرف «الخجل الاجتماعي» بأنه حالة يعانيها الأفراد عندما يشعرون بالخجل والتوتر في المواقف الاجتماعية. وفي كثير من الأحيان يعاني الأشخاص المصابون بالخجل الاجتماعي من صعوبة التواصل مع الآخرين، ويشعرون بالقلق والتوتر حتى في المواقف البسيطة، ويعد الخجل الاجتماعي حالة شائعة بين الناس، ويمكن أن يتسبب بالعديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، وتعد الأسباب الرئيسية للخجل الاجتماعي هي: الوراثة والتربية والتجارب السلبية في الماضي، وقد يعاني الأشخاص – الذين يعانون من الخجل الاجتماعي – من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، ويمكن أن يؤثر ذلك في حياتهم الاجتماعية والعملية.
ويعد اضطراب الخجل الاجتماعي مرضاً نفسياً، ويمكن أن يتسبب بتدمير حياة الشخص المصاب به، إذ إن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يشعرون بالتوتر والخوف الشديد عندما يتعاملون مع الناس، ويتجنبون التفاعل الاجتماعي، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى العزلة الاجتماعية والاكتئاب والقلق الشديد.
وفي السياق أعلن علماء النفس في جامعة نيوساوث ويلز، أن الخجل المرضي يؤثّر سلباً في الكثير من مجالات حياة الإنسان، وقد يشير إلى اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي).
وتشير الأبحاث إلى أنه وفقاً لعالمي النفس السريري كايلا ستيل وجيل نيوبي من الجامعة، يميل الشخص الخجول والقلق اجتماعياً إلى تجنب المواقف العصيبة، ويحاول إرضاء الآخرين لتخفيف القلق، كما يحاول “إبعاد نفسه” عقليّاً عن التورط بشكل مباشر في شيء ما.
إضافة إلى ذلك، يميل الشخص إلى إظهار أعراض جسدية مماثلة للتوتر وتشمل هذه الأعراض التعرق، احمرار الوجه، الارتعاش، تسارع ضربات القلب وعملية التنفس.
ووفقاً لعلماء النفس يتميز اضطراب القلق الاجتماعي بالقلق المستمر بشأن التفاعلات الاجتماعية المحتملة، ويستمر أكثر من ستة أشهر، ويؤثر سلباً في كل مجالات حياة الشخص.
أما الشخص الخجول فلا يصاب دائماً بهذا الاضطراب، وغالباً لا يمنعه الخجل من أن يعيش حياة طبيعية وأن يكون في حالة استرخاء بجانب أقربائه المحيطين به أو في العمل. في حين قد يثير أي تفاعل اجتماعي خوف الشخص الذي يعاني من القلق الاجتماعي.
وعادة، تكون حياة الإنسان الخجول اجتماعاً صعبة ومرهقة عليه وعلى المحيطين به، حيث يضع نفسه دائماً في دائرة الخوف والقلق، لكونه يخشى من الدخول في نقاشات، ويمتنع عن الوجود في تجمعات، ويتحفظ على عرض أفكاره وآرائه أمام الآخرين، وبسبب بقاء الإنسان الذي يعاني من الخجل الاجتماعي في منطقة الراحة الخاصة به قد يفوت على نفسه العديد من التجارب الاجتماعية المُشوقة والمُمتعة، فكيف عليه أن يكسر خجله، ويكوّن صداقات جديدة، وحياة اجتماعية مثمرة.
إضافة إلى اضطراب الخجل الاجتماعي، هناك أيضاً اضطراب القلق الاجتماعي، الذي يمكن أن يؤثر في حياة الشخص بشكل كبير، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يشعرون بالتوتر الشديد والخوف الشديد عند التعامل مع الناس، ويخشون من الحديث في الأماكن العامة والتعرض للانتقادات.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين