كتب محمد خير الوادي:
قبل اشهر ، اعلنا تعاطفنا مع الباكستان التي كانت ضحية لطموحات عدوانية ، ظهرت لدى قيادة هندية ، اصيبت بالغرور ، وعانت من قصر النظر . واليوم نقول ، ان الباكستان قد اخطأت ،عندما كررت الاسلوب الهندي (الاسرائيلي) في تعاملاتها الخارجية . وللتذكير فقط ، فان هذا الاسلوب -لا سيما الشق الاسرائيلي منه -، القائم على البلطجة والعدوان والتوسع، قد اثار استنكار العالم وادانته . وفي التفصيلات ، فقد اعلنت اسلام اباد قبل يومين ،ان طائراتها الحربية نفذت غارات غير مسبوقة على العاصمة الافغانية ، وضربت اهدافا تابعة “لارهابيين ” نشطوا على الاراضي الباكستانية بدعم من السلطات الافغانية . الرد الافغاني لم يتأخر ، حيث شنت القوات الافغانية امس سلسلة من الهجمات ،على سبع ولايات باكستانية على طول الحدود المشتركة .
لم تكن اسلام اباد بحاجة الى مثل هذه الاساليب لحل مشكلاتها المزمنة مع كابل . فاسلوب القوة والضربات الجوية سيعقد الامور ، ويدخل تلك المنطق في دوامة جديدة من العنف ، وكلا البلدين ليسا بحاجة الى حروب واشتباكات حدودية .
ويبقى الحل الامثل ، هو اللجوء الى الحوار ، وحل المشكلات بالطرق الدبلوماسية ، وليس عبر اساليب خرق السيادة والعدوان . نأمل ان يتمكن البلدان من العودة الى لغة العقل في معالجة الوضع المتوتر على حدودهما ، واستعادة الاستقرار في علاقاتهما . فالحوار والتفاهم يلبي مصالح البلدين ، وينسجم مع العلاقات التاريخية والدينية التي تربط الشعبين المسلمين . والحروب ولغة التهديد، كانت عبر التاريخ ، اسوأ الاساليب لحل المشكلات .
(أخبار سوريا الوطن2-مركز الوادي للدراسات الأسيوية)