آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الخطر القادم بالتقسيم غير الجغرافي..!

الخطر القادم بالتقسيم غير الجغرافي..!

 

 

انس جوده

 

 

مايجري الترتيب له ليس بسيطاً أبداً بل إنه يعادل على الأقل ماجرى لحظة انهيار الدولة التركية في بداية القرن الماضي واقتسام تركتها بين الدول.

الاقتسام والتفتيت السوري القادم ليس جغرافيا، وليس هناك خوف من حالة تقسيم قانوني فهذا قد يكون أهون الشرور، التقسيم القادم قائم على فكرة أساسية هي الفصل الجذري بين المكونات الدينية السورية وخلق حالة من العداء والحقد المستدام بينها بطريقة لاينفع معها أي حل سياسي أو مسار دستوري على الأقل في المدى المتوسط المنظور .

 

مكمن الخطورة هو اختطاف الطائفة الأكبر من قبل ايديولوجيا منغلقة رافضة للآخر تعيش حالة من المظلومية الزائفة والثأرية القاتلة خالقة بذاك حالة عداء وحقد بين من خطفتهم وبين الآخرين لتعزل بذلك حالة مجتمعية كاملة عن دورها التاريخيّ فبدلاً من أن تكون عمود البيت والحالة الحاضنة للتنوع السوري تتحول لتصبح عدو الجميع .

 

المساهم الأكبر في هذا الاختطاف هم المغترون والواهمون والمطبلون لما يرونها ” اجراءات عادية” وأموراً يمكن أخذها بحسن نية، وهم غير واعين أو متجاهلين لنتائج مايتم العمل عليه اليوم على المدى الطويل.

 

لم يعد يهم الحديث عن السلطة وأدائها بالمعنى السياسي فالمصيدة التي وضعت نفسها فيها بيدها وعن سابق التصميم والتصور قد استحكمت عليها ونوافذ خروجها من المأزق أصبحت في حكم المنتهية، المهم اليوم النظر إلى تبعات الخراب ومحاولة معالجته منذ الآن فهذه البلاد لاتقوم إلا بالمصالحة والمصارحة العميقة الواعية فقط، وعلينا منذ اليوم العمل على ذلك وبداية الأمر تكون بالرفض والتبرؤ من أي عمل أو توجّه أو تفكير يقوم على إقصاء الآخر ونبذه وممارسة العنف عليه، وهنا لايكفي الصمت والسكوت بل يجب التصريح خصوصاً ممن تختطفهم السلطة وتختطف تمثيلهم فالسلطات تأتي وتذهب والناس تبقى مع بعضها ومصالحها المشتركة الطويلة المدى أولى بالاعتبار، فتخيل أنك تنظر في عين جارك وصديقك وزميلك وقل له إني بريء مما يجري وأرفض أن اعتبر جزءاً من حالة مخطوفة يتم الحديث باسمها .

 

سوريا لك السلام

(موقع أخبار سوريا الوطن١-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من سيدهش العالم؟!

    علي عبود     راهن كثير من المحللين والمنظّرين العرب على تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراحه (الحل العقاري) لقطاع غزة، والذي ...