سعاد سليمان
بدأ ظهر أمس الأحد الموافق 17 كانون الأول مهرجان الشعر السنوي الذي تقيمه مديرية ثقافة طرطوس , والمركز الثقافي فيها , برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة , وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية , و بحضور الرفيق سمير خضر عضو قيادة فرع الحزب , و مدير ثقافة طرطوس كمال بدران ,ورئيسة المركز الثقافي منى أسعد , والدكتور سلمان ريا , وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي بالمحافظة .
وكانت البداية بافتتاح معرض للخط العربي , وقد تضمنت اللوحات المعروضة مجموعة من الأقوال , والتعابير المجتمعية , وبعضا من أشعار نزار قباني .
و أكد الخطاط , الفنان محمد علي كوسا المشرف على المعرض مشاركته بخمس لوحات شملت خطوطها : الديواني , والكوفي , والنسخ , والرقعة .
وفي كلمة افتتاح المهرجان تحدث الأستاذ كمال بدران مدير ثقافة طرطوس عن الاحتفاء بيوم اللغة العربية , وبالشعر , والشعراء إلى جانب أنواع الفنون الأخرى ’ وعن أهمية اللغة العربية في مساهمتها بالشعر , والفنون الأخرى , وقوتها الراسخة حيث الابداع بآيات جمالية رائعة , وحيث الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية : العربية لغة الشعر , والفنون ..
وقال : كلنا نحمل سيرنا الذاتية إلا الشعراء يحملون سير الأمة , متحدثا عن تألق شعراء طرطوس عبر منبر المركز الثقافي , وفي كل المناسبات , وشاكرا الحضور وكل من ساهم لإنجاح المهرجان .
الدكتور سلمان ريا , وفي محاضرته التي ألقاها تحت عنوان : رحلة الخط العربي , والكتابة .. تحدث عن تاريخ اختراع الكتابة , الخطوة الواسعة التي خطتها البشرية على درب الحياة الطويل , وبداية للتاريخ , فالكتابة ظاهرة انسانية , واختراع تعرض لتعديلات , وتحسينات لا تحصى , مؤكدا مرورها بخمسة أطوار هي : الطور الصوري , والرمزي , والمقطعي , والصوتي , والهجائي .
وقدم شرحا مفصلا عن كل طور مع الأمثلة , حيث الرمز , والحرف , والصورة .
و ذكر أن الكنعانيين هم الذين أخذوا الحرف الأول من كل كلمة كرمز لها , ثم جمعوا الحرف مع حرف آخر لتكوين ثنائية قابلة للتمدد , ومنها الاشتقاق , والمجاز , والترميز , والاختزال , وغيرها .
وقدم الأمثلة , وحالات كتابة الأحرف ,
ووظائفها المتغيرة منذ القديم , وحتى اليوم .
في المحاضرة الغنية تحدث الدكتور المحاضر عن الهنود , والمايا الذين نجحوا في تقييم الأرقام , وعن كتاب السند هند الكبير , ونظام الأرقام , والأعداد الهندية منه , وعن الخوارزمي الذي وضع في عهد المأمون الارقام العربية التي تستخدم في معظم دول العالم بينما بقينا نستخدم الارقام الهندية !!!
عن الخط العربي ..
استعرض المحاضر آراء الباحثين حول الأصل الذي اشتق منه الخط العربي , مؤكدا أن الخط الفارسي نسبة إلى فارس , والديواني إلى دواوين الحكم , والرقعة إلى كتابة الرقاع , وهو أبسط الخطوط تداولا , واستعمالا …
وقال : روي عن ابن عباس ( حبر الأمة ) قوله أن أول من كتب بالعربية هو نبي الله اسماعيل بن ابراهيم الخليل , وقد أنطقه الله بالعربية المبينة وهو ابن أربع وعشرين سنة .
وأن أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي قال : أول من وضع الخط هم بنو المحصن بن جندل بن … وأن أسماؤهم : أبجد , وهوز , وحطي , وكلمن , وسعفص , وقرشت .. ولما وجدوا حروفا ليست في أسمائهم ألحقوا بها , وسموها الروادف وهي : الثاء , الخاء , الذال , الضاد , الظاء , والغين , ومجموعها : ثخذ ضظغ , وبذلك تمت حروف الهجاء .
وأنه , وفي علم الآثار نجد أن حروف الأبجدية نشأت في سورية , وأقدمها الأوغاريتية التي انتقلت إلى الاغريق غربا , ومن الاغريقية ولد الخط اللاتيني , والسلافي , والقوطي , وتفرعت خطوط لغات أوروبا , وفي الشرق تولدت منها الكتابة الآرامية , والسريانية , والحبشية , والعبرانية , والفارسية , والنبطية .
وعن التنقيط في الكتابة العربية تحدث الدكتور المحاضر عن أبي الأسود الدؤلي كاتب الامام علي بن أبي طالب , الذي وضع النقاط التي تدل على الحركات باللون
الأحمر , فالفتحة نقطة فوق الحرف , والضمة أمامه , والكسرة تحته , وبقي كذلك حتى أيام الخليل بن أحمد الفراهيدي , الذي وضع الحركات التي نعرفها اليوم , واستعرض المحاضر التاريخ العربي , وتوجه الخطاطين الدمشقيين إلى بغداد , وتشعب أنواع الخطوط إلى أن وصل عددها أيام هارون الرشيد إلى عشرين خطا , وتحدث عن ابن مقلة الوزير الذي ضبط الخط العربي , ووضع له المقاييس , وذكر أنواع الخطوط : الشامي , القيرواني , الفاطمي , والكوفي الفاطمي ..
وازدهار صناعة الكتب , والتجليد , والتذهيب , والزخرفة ..
وعن اختراع قلم الحبر السائل , والترتيب الأبجدي , وتغييره إلى الترتيب الهجائي في العصر الأموي ..
إضافة إلى الحديث عن وراثة العثمانيين الخط من مدرسة تبريز , وذاكرا أشهر الخطاطين , ومنهم : الحافظ عثمان الملقب جلال الدين الذي كتب خمسة وعشرين مصحفا بيده , وقد طبع مصحفه في سائر بلاد الاسلام , وخاصة في دمشق , وقد اعتمدته مطبعتان : الملاح , والهاشمية .
مؤكدا أن أول كتاب عربي صدر بمبادرة يوسف الشماس في بلاد الشام سنة 1610 م , وأن أول من تمكن من حفر , وصب نسخة عربية في بلاد عربية هو عبد الله زاخر , وكان ذلك في دير شعير بالشام سنة 1731 م .
*هذا ويتابع مهرجان الشعر السنوي فعالياته الغنية وأمسياته بقراءات شعرية لشعراء طرطوس , ومحاضرة عن اللغة العربية مكانتها وأهمية الحفاظ عليها .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)