آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الخوف النفسي 

الخوف النفسي 

 

بقلم: دكتورة روله الصيداوي

 

نتعرض لمواقف متنوعة في الحياة

ونقابل أشخاصاً متنوعة النوايا تجاهنا

أحياناً توقفنا تلك المواقف بسبب شدتها،و بعض المواقف تصيبنا بالذهول أو الألم ،

أحياناً نشعر أننا عاجزين عن الحكم الصحيح

أو التصرف الصحيح

هل نواجه

هل ننسحب

هل علينا الرد

أم أن الصمت أفضل الحلول ..

وإن صمتنا عن إهانة ما كي لا نخسر وظيفة ما،أو علاقة ما ،هل الصمت هنا ذكاء؟

يجب أن نعلم أن الكثير منا يحركهم الخوف

سواء الخوف الناتج عن ضعف نفسي،أو الخوف من الفقد أو الخسارة ،سواء فقد وظيفة،فرصة،علاقة……

النوع الأول ، الخوف الناتج عن الضعف النفسي، يحتاج إلى علاج تربوي ،و تدريب على المواجهة،

يحتاج أن يواجه الإنسان نفسه أولاً ،وأن يخلع نظارة الخداع النفسي التي يرتديها،فهي ما تضخم له الأمور، و تقزم له نفسه و قدراته أمامها ،فيستعظم الأمور البسيطة السهلة التناول،لأنه يشعر بعجز مكتسب و ليس عجزاً حقيقياً،

و إن استطاع مواجهة مخاوفه سيتداوى من الخوف النفسي.

أما الخوف الآخر،الخوف من الخسارة أو فوات الأمر ،فعلاجه يحتاج أن ينظم الإنسان أولوياته الحقيقية،

يدرب نفسه على مهارة الاكتفاء ،أي يكتفي و يرضى بما يصون كرامته و يحفظ ماء وجهه حتى و إن كان بسيطاً،

واقعاً أشعر بالألم عندما أرى شخصاً يتحمل أذى نفسي لعرض من الدنيا، أو لمجرد أن لايخسر صديق أو قريب

واسأل نفسي،ماذا لو وافته المنية الآن ،بعد أن أهدر كرامته ،

هل سينتفع بما دفع ثمنه من كرامته؟

إن النفس مثل العجينة اللينة ،نحن من نشكلها بالتدريب و تعريضها للمواقف المختلفة..

من أجبر نفسه على تحمل الضيم ،و أغراها بالمقابل و جعلها تفرح به،فهو يعودها على المذلة،وستصبح نفسه ذليلة،معتادة على الهوان و الإهانة،وهي مقتنعة أنها على حق طالما أن هناك مقابل

أما من يعودها على الاكتفاء و الاستغناء ،فهو يربيها على التحمل،ولكن ليس تحمل الهوان و الضيم ،بل تحمل تبعات عزة النفس

النفس العزيزة هي رحلة من الإيمان الخالص ،الاستغناء، و الثقة ،

وصاحب النفس العزيزة لا تستطيع المواقف أو الأشخاص هزيمته،و لن يكون في حيرة كبيرة من أمره ، ببساطة لأنه لا يخاف و لا تغريه أوهام الدنيا و لا يراها إلا هشيماً تذروه الرياح و حاجته عند الله تعالى الذي هو على كل شئ قدير .

( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)

أختصاصية علم النفس

أستاذة جامعية

(سيرياهوم نيوز ١-سفير برس)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...