آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الخير في داخلنا ..كيف نطلقه؟

الخير في داخلنا ..كيف نطلقه؟

 غصون سليمان :
بناء الذات ينطلق من داخل كل انسان ويبدأ من فحص ذاته وبحثه ومعرفتها بكل التفاصيل، وهذه المفردات جميعها تشكل حجر الأساس للاثر العميق والايجابي حين اكتشاف المرء لنفسه بالشكل الصحيح .
حين قال أعظم الفلاسفة “اعرف ذاتك”فهو لم يخطىء فالله عز وجل حين خلق الانسان خلقه عظيما ووضع فيه القدرات الهائلة التي نختصرها ونقول الإنسان في صورة الله.
هذا ما أشار اليه المطران افرام معلولي
الوكيل البطريركي ببطركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس في لقاء للثورة معه،حول دور الإنسان والشباب والمجتمع في البناء والنهوض..قبل ان ينصب صاحب السيادة افرام معلولي متروبوليت أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذوكس ،في العاشر من الشهر الحالي خلفا للمطران المخطوف بولص يازجي.
وأضاف قداسته أنٌ أهم مايميز هذه الصورة الإلهية في الإنسان هي الإرادة الحرة ،ناهيك عن الفكر والعقل والقدرات الجسدية التي وضعها فيه، وكل مايحوي الانسان . حيث الإرادة الحرة تصنع العجائب خيرا وشرا .لذلك من المهم ان يكتشف الانسان حاله، ماهدفه في الحياة ،وكيف يعمل على انجاز طموحه.
وتابع حديثه بالقول :فإذا كان اليوم اهتمامنا بأن نخبر هذا الانسان وهذا النشء كم هو عظيم وكم هو قادر على ان يقوم بأعمال وأشياء كبيرة وقيمة فلا شك أننا نكسب المستقبل.
وسرد صاحب السيادة المتروبوليت أفرام معلولي قصة جميلة فحواها أن صقرا بنى عشا على شجرة عالية جدا وحين “فقست البيوض” سقطت إحداها على الأرض بين “دجاجة وصيصانها”وتعود هذا الصغير ان يحفر الأرض ليبحث عن طعامه من جوف التربة ،هذا الفرخ الصغير هو صقر ،لكن لم يصدف احدا أخبره بأنه صقرا، ولو علم بأصله لطار وبحث عن الطعام الذي تأكله الصقور .
وإذا ما أسقطنا القصة على الواقع والعبرة من ذلك، هو اننا بشكل عام لانكتشف انفسنا بالطريقة المثلى ،فدائما يلزمنا المحفز الخارجي ،وبالتالي فإن شبابنا وابناءنا يحتاجون إلى هذا المحفز والدعم المطلوب ،بحيث نثني على قدراتهم ومحبتهم فهم عمود المجتمع وسواعده القوية ..علينا ان نظهر إيجابياتهم فمن خلال عقولهم وابداعهم ومحبتهم نشيد ونبني ونعمر .
وحول جملة الصعوبات التي يواجهها المجتمع السوري لأسباب باتت معروفة خلفتها تداعيات حرب عدوانية كارثية دفعت الكثيرين للهجرة والاغتراب .
و أكدٌ صاحب السيادة بأن سورية ورغم كل ماحلٌ بها من اوجاع وآلام نتيجة الإرهاب ،وواجهته بإيمان وقوة فإن الطاقة الايجابية لدى شعبها وشبابها حصنها إلى حد كبير من ويلات لاتحمد عقباها ..وقال في هذا السياق: صحيح ان هناك أشخاصا واناسا سافروا وهاجروا ،وهناك أشخاص ديدنهم التشاؤم والعبثية والانفعال ،إلاٌ أن البلد لايقوم على هؤلاء الاشخاص ،لطالما الشعب السوري بقي متشبثا ومستمرا في ارضه، لم ينكر واقعه الصعب بل عمل ويعمل على تجاوزه بالإرادة والعمل.. موضحا أن الناس لاينقصها إلاٌ المحفز ،وحتى يصل المرء لما يريد فلا شك انه يحتاج الدعم المعنوي بالدرجة الأولى ومن ثم ألوانه الأخرى، وان كان لايوجد شيء سهل بالتأكيد ،فمن يطلب العلا يحتاج الجهد والتعب والكفاح والقرار بأن يكون دائما في المقدمة إذا اراد لنفسه النجاح والتفوق.
كما بين أن الإنسان حين يتحمل فهو يتحمل المصاعب وغيرها كرمى الهدف الذي وضعه نصب عينيه،ونحن كسوريين وأبناء هذا المجتمع نعرف إمكانياتنا جيدا وعلينا توظيفها بما يناسب طموحنا ويعزز صمود بلدنا ،ولو عمل كل شخص بهذا المبدأ لتم تذليل العديد من الصعوبات،مشيرا هنا إلى حجم الضغوطات الخارجية ،وحجم الضخ المضلل والسلبي عبر النت ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي على المجتمع السوري، وهي حرب معاكسة لتدمير الإنسان بأساليب مختلفة.كأن يقولون على سبيل المثال لا الحصر فيما يتعلق بالعلم أنٌ العلم في الغرب لامثيل له وغيرها من المغريات ،صحيح يوجد العلم ،لكن لايوجد الإنسان ،الإنسان بحد ذاته مغيب عندهم ،لأنه محدود ،ومستغل بالطرق السياسية والأساليب الرأسمالية. يوجد العمل بالتأكيد ولكن لسد الضرائب ومستحقات الديون .
ونوه صاحب السيادة افرام معلولي إلى ان الغرب يوفر كل شيء ليسحب من الناس والأشخاص قيمة الإنسانية ليسهل استخدامه وعيشه لوحده . وماسلوك الحضارة الغربية إلا في هذا الاتجاه المادي، على عكس حضارة الشرق التي تعتمد الروحانية في حياة الأسرة والعائلة التي نؤكد عليها دائما لتخلق وتعزز مقومات هذا المجتمع، تقوي مختلف شرائحه ،فالإنسان يحتاج إلى سند لطالما هو كائن اجتماعي لايستطيع العيش لوحده ،وفي العالم الافتراضي خلق النت فضاء حياة للأشخاص حسب هواياتهم كلعبة كرة القدم على سبيل المثال.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

النساء العنيـدات ..نساء فاشلات في الزواج والعلاقات 

      النساء العنيدات هُـنّ النساء الفاشـلات في الزواج وفي علاقتهن حتى مع الأقارب ٠. بل حتى فى علاقتهن مع أولادهن . المرأة التي ...