آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » الدكتور الجيولوجي سعيد ابراهيم لرئيس تحرير “سيرياهوم نيوز “: أثناء البحث عن المفقود قيس في مغارة الدلبة أحسست أنني شخص غير مرغوب فيه ولا قيمة لعلمه ..وهذه مقترحاتي للاستفادة من درس المأساة

الدكتور الجيولوجي سعيد ابراهيم لرئيس تحرير “سيرياهوم نيوز “: أثناء البحث عن المفقود قيس في مغارة الدلبة أحسست أنني شخص غير مرغوب فيه ولا قيمة لعلمه ..وهذه مقترحاتي للاستفادة من درس المأساة

 

لقاء:هيثم يحيى محمد

بادر الدكتور الجيولوجي سعيد ابراهيم وشارك في عمليات البحث عن الشاب المرحوم قيس الزرزور في مغارة الدلبة واضعاً علمه في مجال الجيولوجيا ودراساته الميدانية عن المغاور تحت تصرّف الجهات المعنية.. وقد التقيته ظهر اول امس الثلاثاء وحاورته بما جرى في المغارة وتقييمه للعمل الذي حصل فيها بحثاً عن المفقود واسباب التأخير في ايجاده ونقاط الضعف والقوة التي ظهرت وكيفية الاستفادة من الدرس المأساة ..وفيما يلي نص الحوار:

*حبذا لو نعرف القرّاء على الدكتور سعيد ابراهيم باختصار ؟**الدكتور سعيد إبراهيم، من سكان فتاح نصار منطقة صافيتا اختصاص جيولوجيااستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة طرطوس أقوم بتعقب ودراسة المغاور في محافظة طرطوس منذ حوالي 10 سنوات
*كيف ومتى توجهت الى المغارة للبحث فيها عن قيس الزرزور ؟
**سمعت بحادثة اختفاء المرحوم قيس داخل المغارة مساء يوم الاثنين 26 شباط الماضي، وأن الدفاع المدني يقوم بالتفتيش عنه داخل المغارة، وتابعت الاخبار وباستمرار عملية التفتيش خلال يوم الثلاثاء، كنت أعتقد أن الشاب نتيجة الوحل في المغارة قد انزلق وسقط وكسرت رجله وينتظر في الداخل من ينقذه وهذا أمر بسيط.
مساء يوم الثلاثاء وعندما تأخرت عملية العثور، ثم تم الاعلان عن انتهاء عملية البحث دون نتيجة قررت التدخل، ولكن لم يكن لدي الوسيلة للذهاب إلى الدريكيش من طرطوس حيث أقيم (لا يوجد بنزين في السيارة)، وأصبح المساء، ولا أحد ينتظرني ولم يستدعيني أحد.
صباح يوم الأربعاء ذهبت لموقع المغارة على الدراجة النارية، ولم يكن عناصر الدفاع المدني موجودين، وعند باب المغارة علمت أن ثلاثة متطوعين موجودين في الداخل
*حدثنا عما فعلته في المغارة منذ وصولك اليها وحتى العثور على قيس؟ولماذا منعوك من الدخول في احدى المرات الى المغارة ومن منعك؟
**دخلت المغارة التي فوجئت ببنيتها الداخلية الضيقة، ووصلت لعمق حوالي 100 متر، كان في الداخل موزع للممرات بعدة اتجاهات ولما دخلت في أحدها أصبت بنقص أكسجة وضيق تنفس وتسرع قلب، فقررت العودة بسرعة قبل أن يغمى عليّ، ونتيجة الهلع دخلت في النفق الخطأ الذي اعتقدت أنه مخرج، وتهت داخل المغارة وأوجدت فتحة الخروج التي كانت في الأسفل ومن الصعب العثور عليها.
تابع المتطوعون التفتيش ولكن دون جدوى، وانتهى التفتيش دون نتيجة، طبعا لم أحاول الدخول مرة ثانية حتى لاتتكررالحالة معي، ولعدم وجود جرة أوكسجين متوفرة في المكان، ولولا هذه الحالة التي أصابتني أنا واثق لم أخرج من المغارة دون العثور عليه.
عدت إلى المنزل وأنا أفكر وأحلل الوضع في المغارة، وليل الخميس تذكرت شيئاً مهماً (ماذا لو أن قيس تاه في المغارة ودخل النفق الخطأ كما فعلت أنا وخاصة أنه تحرك على ضوء القداحة). هنا قررت التحرك من جديد. كما تذكرت شيئاً مهماً (أين المعلومات عن المغارة من السكان المحليين، لا بد أن أحدهم دخل المغارة ويعرف تفاصيلها).
ذهبت يوم الجمعة (على الدراجة النارية) لنبع الدلبة وتواصلت مع أحد الشبان الذين أعرفهم من قرية البريخية المجاورة، والذي جلب المعلومات من شاب آخر من قرية البريخية يعمل حاليا في لبنان.
كانت المعلومات تشير إلى وجود امتداد هائل للمغارة تحت الأرض يصل إلى حوالي كيلومتر ونصف، وأشار مصدر المعلومات الى أن المغارة تنتهي بنهر جوفي عميق تحت الأرض. كما أشار إلى المدخل الذي تهت به أنه بداية السرداب الطويل تحت الأرض، والذي هو نفق مخادع يبدو مغلقا في نهايته، في حين في الواقع هو ممتد تحت الأرض لمسافة كبيرة وهو النفق الذي تاه فيه المرحوم قيس ودخل به.
قررت متابعة استكشاف المغارة، ولكن كانت التعليمات للجهات الأمنية من قبل الدفاع المدني بمنع دخول المغارة. واستمر ذلك يوم السبت فعدت إلى طرطوس لأنني أحسست أنني شخص مستبعد وغير مرغوب فيه ولا رأي له ولا قيمة لعلمه.
أرسلت رسالة إلى صفحة رادار بمنة على الخاص أشرت خلالها إلى الاستنتاجات التي وصلت اليها عن احتمال ضياع قيس داخل المغارة، واتصلت مع أحد المتطوعين واسمه (حبيب)، الذي قام بنشرها بتاريخ 3/ 3/ 2024
ونتيجة هذا المنشور ومنشورات اخرى على صفحات موثوقة ووسائل الاعلام وتحت الضغط الشعبي الذي أعقب النشر، قررت السلطات التحرك وعاد الدفاع المدني مع المتطوعين المحليين إلى المغارة (دون محاولة استدعائي أو الاتصال معي). وتم العثور على السرداب الذي تم الدخول في داخله لمسافة حوالي 700 متر، ولكن توقف الدخول بسبب عدم وجود مصدر ضوء كافي، ولكن النتيجة كانت وجود آثار أقدام على الوحل في قاع الممر لشخص تحرك في اتجاه واحد مع آثار يدين على الجدران.
في يوم الخميس تم إحضار الكلاب البوليسية التي كان لا داعي لها لأن الأثر والدليل لوجوده في النفق قد تم تأكيده، وكما دل دخولهم على فشلهم في معرفة تفاصيل المغارة الضيقة، وعندما حاولت شرح ذلك لأحد المسؤولين عن الكلاب أجابني بقلة احترام فسكت.
وعندما لم تجد عملية دخول الكلاب، تم استدعاء فريق المتطوعين وزودتهم بمصدر الضوء القوي والاحترافي الموجود لدي، والذي بفضله تم الاستمرار بالدخول لمسافة حوالي كيلومتر واحد. حيث تم العثور على جثة المرحوم هناك، وتم استخراجها وإقفال القضية التي شغلت الرأي العام داخل وخارج سوريا.
*برأيك كشخص خبير ومختص لماذا تأخر العثور على قيس لمدة تسعة ايّام ؟
**تأخر الدفاع المدني في العثور على الشاب قيس لعدة أسباب، ابرزها تعقد بنية المغارة من الناحية الجيولوجية وضيق ممراتها المتشعبة، وعدم وجود التدريب الكافي لدى العناصر والمعرفة بطبيعة المغاور من الداخل، وعدم وجود المعلومات الكافية عن تفرعات المغارة والتي كان يمكن الحصول عليها من السكان المحليين. وعدم محاولة الاستعانة بأحد من الجيولوجيين الذي كان يفترض ان يرشدهم بضرورة الاستعانة بي كخبير في المغاوروأيضا توقيف عمليات البحث مساء يوم الثلاثاء، المفروض كان الاستمرار والمحاولة وعدم اهمال أي ممر مهما كان.
*ماهي نقاط الضعف التي رافقت عملية البحث من قبلك انت وبقية المتطوعين ومن قبل الدفاع المدني برأيك؟
**نقاط الضعف التي رافقت عملية البحث مني ومن المتطوعين هي عدم وجود الأدوات الكافية (فقط اسطوانة اوكسجين يوم الأربعاء عندما أصبت بضيق التنفس كانت كافية لاستمرار عملية البحث)، وأنا كنت عازم على عدم الخروج من المغارة دون العثور عليه، ولكن مشيئة القدر كانت أكبر مني وأصبت بضيق التنفس، أما فريق المتطوعين فكانت لديهم الشجاعة ولكن تنقصهم الخبرة في التحرك داخل المغارة، كما ينقصهم الأدوات والتي هي مصدر ضوء كافي.
*وما نقاط القوة؟
**نقاط القوة التي كنا نتحلى بها المعرفة الجيدة للمغاور من قبلي والخبرة التي لو تمت الاستعانة بها من اليوم الأول لما وصلنا لهذه النتيجة. والشجاعة والاصرار من قبل فريق المتطوعين المحليين والايمان بضرورة حل هذه القضية الانسانية.
*مامقترحاتك لمعالجة نقاط الضعف وللاستفادة من الدرس الذي شهدته مغارة الدلبة وبحيث لاتتكرر المأساة التي حصلت فيها او في مغاور اخرى ؟
**هناك دروس يمكن استنتاجها من خلال هذه المأساة ، وهي ضرورة تدريب عناصر الدفاع المدني على الدخول والانقاذ في المغاور وتثقيفهم بشكل كاف عن هذا العالم السفلي الفريد بطبيعته.
وتجهيزهم بكل الأدوات المناسبة للغطس والتسلق والدخول خلال الممرات المتشعبة بكل الاتجاهات الأفقية والشاقولية داخل الأرض وضرورة الاستفادة من الخبرات المحلية العلمية التي تم الاستخفاف بها وتناولها اعلاميا بشكل مخجل وجارح.
واجراء دراسة لهذه المغاور وتحديد المواقع الخطرة منها واغلاقها بشكل يمنع الخطر الذي تسببه.
*كلمة أخيرة تود قولها ؟
**الرحمة لروح الشاب قيس الذي تكاتفت الأقدار السيئة ضده، الرحمة لشهداء الوطن جميعاً
وأتمنى أن نتعاون جميعا (كل الجهات) لتفادي حدوث مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل.
وشكراً لكم

 

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة إلى انخفاض وأمطار متوقعة فوق عدة مناطق

توالي درجات الحرارة انخفاضها التدريجي لتصبح حول معدلاتها أو أدنى بقليل لمثل هذه الفترة من السنة، نتيجة بقاء البلاد تحت تأثير منخفض جوي يمتد في ...