مجد عبود:
في ظل التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، ومع تشكيل الحكومة الجديدة التي جاءت في ظروف استثنائية وضاغطة، كان لصحيفة الثورة هذا الحوار مع الدكتور محمد حبش، الذي تحدث عن رؤيته للحكومة الجديدة وفرص نجاحها والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى نصائحه حول المسار الذي يجب أن تسلكه في المرحلة القادمة.
– مرحلة استثنائية وخطوة متقدمة:
يرى الدكتور حبش أن الحكومة الحالية جاءت في وقت حساس، ولا يمكن تحميلها مسؤولية تحقيق جميع المطالب، لكنه يعتبر تشكيلها خطوة متقدمة، ويؤكد أن “مشاركة أطياف متنوعة في الحكومة أمر مقبول، لكن كان من الضروري التنسيق مع الشركاء الحقيقيين في الدولة، مثل الإدارة الذاتية شرق الفرات، والحراك الشعبي في السويداء، والائتلاف الوطني، الذي ظل يشكل رمزية لمدة ثلاثة عشر عاماً”، مشيراً إلى أن غياب هؤلاء قد يضعف فرص النجاح.
– بين المحاصصة الطائفية والسياسية:
يشدد الدكتور حبش على أن “المحاصصة الطائفية ليست حلاً، لكن المحاصصة السياسية تضمن مشاركة الفرقاء وتضيف قوتهم إلى قوة الحكومة المركزية”.
ويرى أن “تغييب هذه القوى قد يدفعها مباشرة إلى صفوف المعارضة، وهذا هو شكل العمل السياسي في كل مكان في العالم”.
– التحديات أمام الحكومة:
وعن آماله من الحكومة الجديدة، يوضح الدكتور حبش أن الفريق الحكومي يتمتع بإرادة واضحة وتعاطف شعبي وخبرات متميزة، إلا أن نجاحه يعتمد بشكل كبير على سمعة الدولة في العالم، فهي العامل الأساسي في رفع العقوبات وجذب الاستثمارات.
ويضيف: “سمعة الدولة لا تصنعها الماكينة الإعلامية المحترفة بقدر ما تصنعها الاستجابة المباشرة للتحديات ومطالب الناس، وضمان عدم حدوث أي خرق لحقوق الإنسان”.
– نصيحة للحكومة الجديدة:
يؤكد الدكتور حبش على ضرورة إنهاء حالة الاحتقان الثأري والتركيز على بناء الدولة على قاعدة “عفا الله عما مضى”، محذراً من أن “استمرار المداهمات بحثاً عن مطلوبين سيجعل الناس في حالة خوف دائم، مما قد يوفر فرصة للفلول لاستقطابهم نحو مشاريع انفصالية”.
ويشدد في ختام حديثه على أن “أعظم ما حققته الثورة هو الحرية، ويجب ألا تسمح الدولة الجديدة بأي تراجع في مستوى الحريات، لأن أي قيود ستؤدي إلى هروب الاستثمارات وفشل المشاريع التنموية”.
(اخبار سوريا الوطن ١-الثورة )