سليمان خليل
لفتني تصريح الدكتور عامر مارديني رئيس الاتحاد السوري لمنتجي الأدوية متحدثاً عن صناعة الأدوية في سوريا ” كثاني أقوى صناعة فيها ” وهو تصريح مهم يعيد للأذهان ولفاتحي نوافذ الاقتصاد وسياسات الاستثمار والتنمية ، ضرورة اتخاذ خطوات عملية وجادة نحو دعم هذه الصناعة ، وتقديم كل التسهيلات اللازمة لتطويرها وتعزيز مكانتها المحلية والعالمية .
خاصةً إذا ما تابعنا ما أضافه د. مارديني : “دواؤنا معروف عالمياً، لكننا بحاجة إلى مواكبة المتطلبات الدولية والانفتاح على العالم لتحقيق التطور ، فالصناعة الدوائية تُعد ثاني أقوى صناعة في سوريا، ولها قدرة كبيرة على دعم الاقتصاد الوطني من خلال جلب القطع الأجنبي وتوسيع الأعمال، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر والاستفادة من الخبرات السورية المهاجرة”.
قبل أيام استضافت دمشق حدثاً هاماً . وهو إطلاق الاتحاد السوري لمنتجي الأدوية، وهذا الاتحاد سيعمل كـمكتب إقليمي للاتحاد العربي لمنتجي الأدوية والمستلزمات الطبية ، وخلال هذا الحدث أكد الدكتور عبد الناصر سيجري رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي : “نحن كاتحاد عربي، هدفنا هو الوصول إلى تكامل دوائي شامل. نعمل على التنسيق بين الهيئات الصحية العربية والمصانع الدوائية للوصول إلى ملف تسجيل دوائي عربي موحد، ونحرص على بناء جسور من التعاون بين الشركات الدوائية العربية.”
بلدنا ولادّة بالعمل والاكتشاف وتطوير القدرات .. وصناعة الأدوية واحدة من الصناعات الحيوية التي وصلت إلى أصقاع العالم فكان الدواء السوري معروفاً بجودته العالية وفعاليته وموثوقيته وضمانته الصحية والطبية وكنا نتباهى في سفرنا ولقاءاتنا الخارجية بحديث الآخرين والضيوف عن المنتجات الدوائية السورية فهي قد وصلت سابقًا إلى أكثر من 70 سوقاً عالمية .
نعم تعرضت الصناعة الدوائية السورية لأضرار بالغة جداً أصابت هذا الجسم وأنهكته ، وكم تألمنا لدمار معامل أدوية بأسماء وماركات سورية كبيرة خرجت عن الخدمة في دمشق وحلب وحمص وغيرها .. وخرج معها كوادر بشرية وطنية نادرة بخبراتها العلمية والعملية العميقة التي أثبتت قدرتها في هذا القطاع الحيوي ، وكم نحن اليوم أحوج لإعادة لم شمل هذه الخبرات النوعية المميزة وإعادة الألق للصناعة الدوائية والمنتج الدوائي السوري العريق في تاريخ وماضٍ يمتد إلى عشرينيات القرن الماضي”،
هي دعوة لجعل هذا الملف واحد من الملفات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية الأساسية على طاولة العمل الحكومي والمجتمعي، ودعمه بكل الوسائل والسبل لعودة قريبة تتبوأ من خلاله بلدنا مكانة صناعة وانتاج وتصدير العلاج والاستشفاء ، ووجهة لتصدير الخير والنقاء والصحة والعافية الى كل دول العالم.
(أخبار سوريا الوطن-1)