تحقيق بشرى حاج معلا:
الأدوية كغيرها من باقي السلع الضرورية التي يحتاجها المواطنون هي أيضاً تتأثر بتقلبات الأسعار وموجات الغلاء التي تشهدها الأسواق المحلية مؤخراً، الأمر الذي يدفع بمزيد من التساؤلات حول التلاعب بهذه الحاجة للمواطنين التي يجب النظر إليها من الجانب الإنساني أكثر من كونها سلعة تجارية تدخل في ملاعب الاحتكار ورفع الأسعار..
وفي محافظة طرطوس يبدو المشهد مشابهاً لما يحدث في باقي المحافظات حيث تتغير تسعيرة الدواء من وقت لآخر، وتغيب بعض الأصناف ويجد المريض صعوبة في تأمين الدواء أحياناً، إلى جانب عدم التزام بعض الصيادلة بمواعيد المناوبات الليلية هذا إن وجد المواطن نشرة يستدل بها عن عنوان الصيدلية المناوبة في الحالات الطارئة..
شكاوى ولكن
إحدى السيدات اللواتي التقيناها قالت إنها اضطرت للبحث عن دواء إسعافي لابنتها ليلاً ولكنها لم تجد نشرة المناوبات رغم بحثها في اللوحات المكسورة وغير المضاءة، ودعت إلى ضرورة أن تلحظ نقابة الصيادلة هذا الأمر وتأخذ بعين الاهتمام مراعاة للحالات الطارئة والإسعافية والمستعجلة وإصلاح اللوحات وإضاءاتها ووضع نشرة المناوبة بشكل واضح ومناسب.
المدرس أمجد يوسف أشار إلى غياب الكثير من الأدوية في الصيدليات وفي المستوصفات مما يسبب معاناة حقيقية أثناء البحث عن الأدوية المزمنة لمرضى القلب والسكري ..
كما أشار العديد من المواطنين الذين التقيناهم إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية بهذا الشكل الجنوني أبعدهم عن الالتزام بصحتهم بعد أن اضطروا إلى تناسي شراء الدواء لعدم قدرتهم على تحمل أسعاره المرتفعة…!!
وتحدث البعض عن تواجد أشخاص ليسوا بصيادلة ويعملون في صيدليات وهذا الأمر قد يعرض المواطن للخطر من خلال قيام مثل هؤلاء ببيعه دواء غير ما هو موصوف له من قبل الطبيب..
صيدليات مغلقة أو تمتنع عن تقديم الدواء
رئيس فرع نقابة الصيادلة في طرطوس الدكتور حسام أحمد أكد لـ”الثورة” بأن الصيدلي عندما يعتذر عن المناوبة الليلية لأي ظرف صحي طارئ، فيتم وضع بديل عنه مباشرة، وأشار إلى تواجد “خفارة ليلية” تسهر حتى الصباح وتتابع جميع الصيدليات المناوبة حتى أن الصيادلة كلهم رحبوا بالفكرة ولم يعترضوا حيث تبقى الصيدليات المناوبة حتى الساعة /12/ صباحاً.
أما الصيدلية المركزية فتعمل على مدار الـ 24 ساعة، وهناك المناوبة الليلية تكون في الشتاء من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الواحدة ظهراً أما المركزية فتبدأ المناوبة من الساعة الثانية عشر حتى الثامنة صباحاً.
وفي حال مخالفة الصيدلية وعدم الالتزام بالمناوبة فإنها تغرم بمبلغ 20 ألف ليرة وتحرم من المناوبة لمدة عامين.
وأضاف رئيس فرع نقابة الصيادلة إن العمل جار على متابعة واقع عمل الزملاء الصيادلة يومياً، من أجل تلافي أي مشكلة ليلية والنشرات متواجدة ولكنها تتعرض أحياناً للكسر، ولكن نعمل بأقصى جهودنا ونراقب كل العقبات وفي النهاية جميع الصيادلة لهم مصلحة في الاستفادة من فترة المناوبة لتحسين العائد المادي للصيدلية، وهناك بعض الضبوط لمخالفات لكنها بحالات نادرة نتيجة المتابعة اليومية.
السعر يرتفع مرتين في الشهر الواحد
أما بالنسبة لارتفاع أسعار الأدوية فقد لفت الدكتور أحمد إلى أن هناك متممات غذائية واكسسوارات لا تخضع أسعارها لرقابة وزارة الصحة وإنما لوزارة الصناعة والتجارة لذلك تبقى أسعارها مرتفعة مقارنة بالأدوية ..
أما الاختلاف بأسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى يكون بسبب تأخر النشرة وبسبب ارتفاع السعر مرتين خلال الشهر، وأحياناً القدرة الشرائية للصيدلاني هي التي تحدد تواجد الدواء المطلوب، كما أن الشركات متعددة وهناك بدائل كثيرة ترهق جميع الصيادلة غير القادرين على استقدام جميع البدائل من الشركات الموصوفة رغم شهادة هيئة المخابر بإعطاء نفس الفعالية.
معاناة الصيدلي من سياسة التحميل
أما بالنسبة لنقص الأدوية فيبين الدكتور أحمد أن هناك نقص بالأدوية بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة، وهذا يسبب انقطاع الدواء، كما يعاني الصيدلي من سياسة التحميل بسبب /تحميل دواء على آخر/ وبالتالي يسبب خسارة للصيدلي نتيجة فرض أعباء مالية نتيجة لذلك.
وبالنسبة لظاهرة /تأجير الصيدليات/ هناك مراقبة دائمة للأشخاص المتواجدين فيها ولدينا جولات مسائية أيضا للمدن والأرياف، طبعاً حالات الخطأ واردة إلا أنها نادرة..
تعددت الأسباب والغلاء واحد
وفي النهاية الكل بات يعلم أن جميع المشاكل تصب في مكان واحد يتحمل اعباؤه المواطن من غلاء ومن غياب أبسط المستلزمات ولا يكون الحل غائباً عن الجهات المعنية متى قررت هي ذلك …!!
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة