آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » الدوري الإيطالي «مكانك راوح»: إثارة مفقودة وجاذبية منتهية

الدوري الإيطالي «مكانك راوح»: إثارة مفقودة وجاذبية منتهية

شربل كريّم

 

بعكس الدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الإسباني، عاد الدوري الإيطالي لكرة القدم من دون ضجيج كبير، تماماً كما هو الحال طوال الصيف، حيث لم يسرق أيّ من الأندية الإيطالية العناوين في سوق الانتقالات، ما يعكس تدهوراً مستمراً لسمعة الـ«سيري أ» الذي كان في يومٍ من الأيام قبلة الاهتمام ومركزاً للنجوم الكبار

 

موسمٌ جديد انطلق والدوري الإيطالي لا يزال في المكان نفسه الذي تحدّث عنه رئيس ميلان باولو سكاروني عندما قال: «الـ«سيري أ» الخاص بنا هو أشبه بالـ «سيري ب» عندما نقارنه بالبطولات الكبرى الأخرى. دوري مملّ وأقل إثارة، ومنتج يصعب بيعه…».كلامٌ قليل صدر عن سكاروني واختصر الكثير في ما خصّ الصورة العامة لبطولة كانت تُسمى يوماً ما «جنة كرة القدم»، لكنها أصبحت مجرد دوري خالٍ من كل المقوّمات التي يمكن أن تجذب النجوم والجمهور والمتابعين عبر شاشات التلفزة.

الواقع أن الدوري الإيطالي عانى من مشاكل كثيرة موسماً بعد آخر، فتراجع تباعاً في الأعوام الـ 20 الأخيرة بعدما كان في صدارة البطولات الخمس الكبرى أو أقلّه منافساً أساسياً للدوري الإنكليزي الممتاز الذي يُعتبر النموذج المثالي للبطولات الوطنية حول العالم.

 

المال المفقود

ومما لا شك فيه أن افتقاد الأندية إلى عنصر المال حرمها من جذب أكبر الأسماء إليها كما كان الحال عليه في الماضي البعيد، إذ أن اللاعبين الأفضل في العالم يذهبون حالياً إلى إسبانيا أو إنكلترا التي حقّقت أنديتها نجاحات أكبر أوروبياً، ما غذّى خزائنها بمبالغ ضخمة مكّنتها من هيكلة نفسها بالشكل الذي أبقاها على مستوى عالٍ.

وطبعاً تمّ ضخ الأموال من مصادر مختلفة في خزائن هذه الأندية، ومنها الجانب الجماهيري الذي عرف ارتفاعاً مطّرداً في ما خصّ الحضور وأيضاً المبيعات المرتبطة بكل شيء يدور في فلك الأندية.

في المقابل، عانى الدوري الإيطالي بسبب تراجع أنديته خلال فترةٍ مضت على المستوى الأوروبي، فتراجعت خطوات هذه الأخيرة كثيراً في سوق العرض والطلب الخاص بالانتقالات، ما خفّف من بريق البطولة وقلّل من حجم جاذبيتها، فأصبحت القيمة السنوية لحقوق النقل التلفزيوني مثلاً أقل بعشر مرات من قيمة حقوق الدوري الإنكليزي!

هذا، وقد ارتفعت الأصوات مراتٍ عدة من قبل أصحاب الدراسات الخاصة بالسوق التي تبيّن لها أن معدل أعمار الحضور في الدوري الإيطالي كبير جداً، فالمباريات لا تجذب العنصر الشاب بقدر ما يحصل في ألمانيا وإنكلترا المتفوّقتين على الجميع في موسم 2023-2024 لناحية الإقبال على الملاعب.

لكن لا بدّ من التوقف هنا عند الملاعب نفسها التي تُعتبر غالبيتها قديمة، ففي وقتٍ ذهبت فيه الدول الأوروبية الكبرى إلى العمل على إنشاء مرافق جديدة تحوّلت إلى مراكز سياحية حتى بالنسبة إلى محبي كرة القدم حول العالم، يمكن استثناء يوفنتوس في إيطاليا بعدما أصبح نادي «السيدة العجوز» يعتمد على ملعبٍ جديد وعصري، بينما تخبّطت ميلانو في مسألة إنشاء ملعبٍ يحتضن القطبين ميلان وإنتر وسط تعقيدات بيروقراطية عرقلت مشاريع كروية كثيرة في مدينةٍ تتنفّس كرة القدم.

بالفعل من روما إلى نابولي ومروراً بالداخل الإيطالي، تبدو الملاعب الإيطالية إما قديمة أو صغيرة، ومنها ما بدا أكثر من نصفه فارغاً في الكثير من مباريات الموسم الماضي، وهي مسألة تختصر مدى التراجع الذي أصاب الدوري الإيطالي.

 

لا انتقالات كبيرة

كما تعكس سوق الانتقالات حقيقة الواقع المأساوي لبلاد «الكالتشو»، إذ إن الصفقة الأهم هذا الصيف مثلاً كانت انتقال الإسباني الفارو موراتا من أتلتيكو مدريد إلى ميلان.

صحيح أن هذا اللاعب حمل شارة قيادة منتخب إسبانيا الفائز بكأس أوروبا 2024، لكنه دخل في مرحلة خريف العمر الكروي (31 عاماً). أضف أنه سبق أن عاش فترتين مع يوفنتوس ولم يترك أثراً كبيراً للقول بأنه أحد الأساطير الهجومية التي مرّت على الكرة الإيطالية.

هو يسير على خطى الكثيرين ممن وجدوا ملاذاً في الدوري الإيطالي بعدما لفظتهم أندية إنكلترا أو إسبانيا، أمثال الفرنسي أوليفييه جيرو أو التشيلياني أليكسيس سانشيز. كما أن هناك لاعبين باتوا يجدون في الـ«سيري أ» مكاناً لإعادة إطلاق مسيرتهم عند فشلهم في محطاتٍ أوروبية أخرى، وذلك بعدما كانت بطولة إيطاليا الأصعب بوجود أبرز الهدّافين وأكبر المبدعين وأقوى وأقسى المدافعين.

ما يحتاج إليه الدوري الإيطالي اليوم هو نهضة عامة تبدأ من الشعب والدولة وتمرّ بالمولجين بخطط التطوير في البلاد عامةً، وتصل إلى الاتحاد المحلي ورابطة الدوري، وطبعاً الأندية التي بدت في فترةٍ من الفترات كأنها يائسة ومستسلمة لما يدور حولها في أوروبا التي تسير بعض بلدانها المتقدّمة كروياً بسرعةٍ أكبر، وربما صورة المنتخب الإيطالي في كأس أوروبا الأخيرة تختصر كل الحكاية.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

البرازيل تسقط على أرضها في فخ التعادل أمام أوروجواي

تعادل منتخب البرازيل أمام أوروجواي بهدف لمثله في المباراة التي جمعتهما فجر اليوم الأربعاء (ت.ج) على ملعب (أرينا فونتي نوفا) في سلفادور بولاية باهيا البرازيلية، ...