ناصر النجار
الكثير من المستجدات الكروية التي تحدث في الفترة الفاصلة بين الذهاب والإياب على صعيد الأندية واستعدادها لمرحلة الإياب باتت أقرب من ذي قبل.
الحديث يتركز في الفترة الحالية عن التعاقدات الجديدة ضمن الميركاتو الشتوي، حيث تم فتح نافذة الانتقالات منتصف الشهر الماضي وتنتهي منتصف شهر شباط الحالي.
والملاحظ أن بعض الفرق بادرت إلى التعاقد مع أكثر من لاعب مثل نادي الساحل الذي بلغت تعاقداته خمسة لاعبين من الحرية والطليعة وحطين والكرامة، وهذا الأمر يعتبر مخالفة لأحد الشروط الموضوعة في بند التعاقدات الشتوية، حيث لا يسمح للنادي بالتعاقد مع أكثر من لاعبين اثنين.
وبناء عليه فإن اتحاد كرة القدم وضع ضوابط عديدة لموضوع التنقلات بين الأندية على صعيد المدربين واللاعبين، فلم يسمح لأي ناد بتبديل أكثر من مدربين اثنين في الموسم الواحد، كذلك لم يسمح بالتعاقد مع أكثر من لاعبين اثنين كما ذكرنا وذلك من أجل ضبط عملية الانتقالات لأسباب كثيرة، ومن الشروط التي وضعها اتحاد كرة القدم تصفية الذمم المالية المترتبة على الأندية تجاه اتحاد كرة القدم والكوادر الإدارية والفنية واللاعبين وأي جهة أخرى، ولن يتم تصديق أي عقد جديد ما لم يبرز النادي براءة ذمة مالية.
هذه الضوابط جعلت الأندية تفكر ملياً بتعاقداتها وكذلك عند فسخ العقود وما يترتب عليه من ذمم مالية، فلم يعد بمقدور النادي فسخ أي عقد دون أن يشمل ذلك تصفية حقوق الطرفين.
وهذا يقودنا إلى فتح ملف اللاعبين المحترفين الأجانب والعرب الذين تعاقدت معهم أنديتنا وبعضهم أثبت عدم جدواه وفعاليته، حتى إن بعضهم لم نعد نراه في المباريات والخشية في الأمر أن تبادر الأندية إلى صرف بعض اللاعبين دون أن تصفي حقوقهم وأن تنال براءة ذمة صحيحة موثقة من اللاعب، حتى لا تتم الشكوى على أنديتنا من هؤلاء إلى الفيفا التي تصدر قرارات ملزمة التطبيق.
والأندية التي تتم الشكوى عليها تتكبد مصاريف المحكمة ومصاريف إضافية هي بغنى عنها، والملاحظ أنه في كل موسم يصل إلى لجنة شؤون اللاعبين عشرات الشكاوى من كوادر الأندية ومن اللاعبين تطالب هذه الشكاوى بحقوق مالية مستوجبة على الأندية، لذلك يريد اتحاد كرة القدم اختصار الطريق وإجبار الأندية للمبادرة إلى تصفية حقوق مدربيها ولاعبيها قبل أن تصل الأمور لمرحلة الشكوى الرسمية.
الطابق الثالث
استكمالاً للموضوع السابق الذي بدأنا فيه بالحديث عن فرق الدوري الكروي الممتاز، والمستوى الذي قدمته، نتابع اليوم من خلال استعراض فرق الطابق الثالث والتي (نظرياً) بعيدة عن المنافسة على اللقب، المركز الرابع يحتله تشرين وله 18 نقطة يليه الطليعة 16 نقطة ثم الجيش والوثبة 15 نقطة والكرامة 14 نقطة وأهلي حلب 13 نقطة وهو في المركز التاسع.
الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن هذه الفرق خيّبت آمال مشجعيها بنتائجها التي كانت بشكل إجمالي غير مقنعة وفي الكثير من المباريات كان الأداء سلبياً ومزعجاً.
ومع أن لكل ناد عذره الذي يبوح به إعلامياً إلا أن البعض بات غير مقتنع بما تقدمه إدارات الأندية من أعذار، وذلك لأن هذه الإدارات سعت إلى رص صفوفها واختيار لاعبيها وكوادر فرقها ضمن فترة معقولة رافقها تحضير جيد قبل انطلاق الموسم الكروي، والبعض أيضاً بات يستغرب ما يُقال عن أزمات مالية تحيق بالأندية، لذلك كان السؤال الواجب طرحه: أين كانت هذه الأزمة حين التعاقد مع اللاعبين؟ وكيف نتحدث عن وضع مالي صعب وأغلب الفرق تعاقدت مع محترفين أجانب سواء بكرة القدم أم بكرة السلة؟ هذا السؤال لا أحد يملك إجابة شفافة عليه!
البحارة مصاعب ومتاعب
يعتبر الموسم الحالي للبحارة امتداداً للموسم الماضي لجهة المتاعب والمصاعب التي تجتاح النادي وأكثرها مالية وقد أسفرت عن اضطراب إداري وتغيير في الإدارات، وعدم الاستقرار هذا ولّد الكثير من السلبيات على الفريق الكروي أداء ونتيجة.
ومع كل هذا لم يخرج الفريق عن مواقع الأربعة الكبار محافظاً على وجوده القوي في الدوري وقد صان هيبته وشخصيته، لكن مع الإشارة إلى أن الفريق ابتعد عن المنافسة عن اللقب هذا الموسم كما الموسم الماضي بعد أن كان نجم الدوري الكروي لثلاثة مواسم متتالية.
حسب الظروف ومنطق كرة القدم فقد حقق تشرين في مرحلة الذهاب نتائج منطقية ومعقولة، والفريق قابل للتطور والتقدم والامتداد في مرحلة الإياب إن عالج الثغرات والعقبات التي واجهته في الذهاب.
مع فرق المقدمة حقق نتائج جيدة من خلال تعادله مع الفتوة المتصدر 2/2 وفوزه على حطين الثالث 2/1 وخسارته أمام جبلة صفر/1.
تعرض الفريق لخسارتين أيضاً كانت مع فريقي حمص الوثبة صفر/2 والكرامة صفر/1 وربما كان الفريق بوضع غير صحي وخصوصاً الخسارة أمام الوثبة في حساب التعادل، فقد تعادل الفريق مع الجيش بهدف لمثله ومع الوحدة بلا أهداف، وانتصاراته تحققت على الطليعة 1/صفر والحرية 2/1 وأهلي حلب 2/صفر والساحل 3/1.
مبارياته في الإياب متوازنة، وسيلعب على أرضه مع الجيش والوثبة وجبلة وحطين والوحدة والكرامة.
وسيلعب خارج أرضه مع الطليعة والحرية والفتوة وأهلي حلب والساحل.
على صعيد المباريات الاستعدادية لعب مع شبابه وفاز 2/1 وسجل هدفيه محمد حمدكو وهو جديد الفريق المنتقل إليه من نادي الطليعة.
كما فاز على جاره التضامن بأربعة أهداف نظيفة سجلها محمد حمدكو هدفين وياسر كردغلي هدفين، وتأهل إلى دور الـ16 من مسابقة كأس الجمهورية بعد تجاوزه فريق النيرب يوم الأربعاء الماضي.
أكثر ما يؤرق الفريق تعدد الإصابات التي طالت أهم لاعبيه وفي مقدمتهم محمد كامل كواية ومحمد أسعد، ويأمل أنصار الفريق أن يدخل تشرين مرحلة الإياب بصفوف كاملة وجاهزية تامة.
بسمة أمل
احتل إعصار العاصي المركز الخامس على سلم الدوري مؤكداً مقولة (لكل مجتهد نصيب) فالفريق تجاوز كل المطبات التي اعترضته وسخر إمكانياته المحدودة لتحقيق عمل إيجابي جيد أسفر عن نتائج أكثر من جيدة وخصوصاً وسط الدوري رغم البداية السلبية للفريق، ومع كل تفوق واجتهاد إلا أن الختام لم يكن مسكاً فتعرض لخسارتين واحدة قاسية والثانية انضباطية.
واعتمد الفريق في تشكيلة مبارياته على أبناء النادي مع إضافات من بعض اللاعبين الذين وقعوا على كشوفه من أندية عديدة، لكن البعض إما لم ينسجم مع الفريق وإما إنه وجد فرصة أخرى، فغادر الفريق حتى الآن محمد حمدكو إلى تشرين وعلي سليمان إلى الساحل وهناك لاعبون آخرون على بوابة الانتظار.
على الصعيد الفني تعرض الفريق إلى انقلابات متعددة، فالبداية كانت مع فراس قاشوش الذي جهز الفريق للدوري لكنه استقال فجأة لخلاف مع الإدارة كما قيل وقتها، فتعاقدت إدارة النادي مع المدرب علي بركات مطلع الدوري ثم استقال بعد انقضاء مرحلتين ليعود فراس قاشوش مجدداً لقيادة الفريق بدءاً من الأسبوع الثالث من الذهاب وحتى تاريخه.
بداية الفريق كانت سلبية بتعادله مع الوثبة بلا أهداف وخسارتيه أمام تشرين وجبلة بهدف نظيف.
وبدأ الفريق إقلاعه بالفوز على الحرية بهدف وعلى الوحدة بهدفين نظيفين ثم فاز على الكرامة بهدف وحقق مفاجأة بفوزه على حطين باللاذقية 2/1 وختام انتصاراته بالفوز على الساحل بهدف وحيد.
خسارتان ثقيلتان تعرض لهما الفريق لم تكونا بالحسبان، أولاهما مع الفتوة متصدر الدوري، وثانيتها مع أهلي حلب بأربعة أهداف نظيفة وكانت أسوأ مباراة يقدمها الفريق هذا الموسم.
لكن المباراة الأخيرة مع الجيش رسمت الكثير من إشارات الاستفهام عندما تعطلت في بداية الشوط الثاني، فأنهاها الحكم نظراً لإصابة الحكم المساعد بحجر قادم من الجمهور عند خروجه من الملعب نهاية الشوط الأول، فكانت الخسارة الانضباطية بثلاثة أهداف لصفر قانوناً، مع العلم أن نتيجة المباراة كانت تشير حين توقفها إلى تقدم الجيش بهدف وحيد من ركلة جزاء سجلها محمد الواكد، وهذه الخسارة هي الوحيدة التي تعرض لها الفريق على أرضه.
مع الإشارة إلى أن الفريق تعرض في مرحلة الذهاب إلى العديد من العقوبات الانضباطية والغرامات المالية التي تسبب بها بعض الجمهور من خلال شتم الحكام أو رمي ارض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة.
في مرحلة الإياب سيلعب الفريق خارج أرضه مع الوثبة والوحدة والكرامة والساحل والجيش، وسيستقبل على أرضه فرق تشرين وجبلة والحرية والفتوة وحطين وأهلي حلب.
في مسابقة الكأس تأهل إلى دور الـ16 بفوزه على مورك 3/1.
الزعيم في إجازة
أنصار فريق الجيش زعيم الكرة السورية ما زالوا يتساءلون عن أسباب تراجع فريقهم إلى خلف الكواليس في مواسم ضبابية، الفريق هذا الموسم كان امتداداً للموسم السابق من جهة الأداء والمستوى والنتائج، بل إن بعض المراقبين يعتقدون أن مستوى الأداء هذا الموسم كان أقل من غيره من المواسم، وتبقى الأسباب نفسية أو متعلقة بموضوع الانسجام والتناغم بين أفراد الفريق.
الجيش احتل المركز السادس في منتصف القائمة بنصف النقاط المفترضة وهي حصيلة ضعيفة لا تليق باسم الزعيم وتاريخه وإنجازاته.
حقق الفوز في أربع مناسبات على الحرية 3/صفر وعلى جبلة والساحل 2/1 وعلى الطليعة 3/صفر قانوناً وتعادل ثلاث مرات مع تشرين والوحدة والكرامة بنتيجة واحدة 1/1، وخسر أربع مباريات أمام الوثبة صفر/2 وحطين والفتوة صفر/1 وأهلي حلب 1/2.
في الإياب سيلعب خارج أرضه مع تشرين والوثبة والحرية وجبلة وسيلعب على أرضه مع الوحدة وحطين والكرامة وأهلي حلب والفتوة والساحل والطليعة، وكما نلاحظ أن وفرة المباريات على أرضه من الممكن أن تعطيه الدعم والحافز ليحقق أفضل ما حققه في الذهاب وليرتقي على سلم التريتب وصولاً إلى مركز يليق به.
في مبارياته الاستعدادية خسر أمام الفتوة 1/4، وفي الكأس تأهل إلى دور الـ16 بعد فوزه على النضال 6/1 وقد سجل أهدافه محمد الواكد (هاتريك) وأسامة أومري ومحمد نور خميس وحميد ميدو، بينما سجل هدفه الوحيد على الفتوة باسل مصطفى.
سيرياهوم نيوز1-الوطن