| ناصر النجار
كشفت مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز الأوضاع الداخلية لبعض الفرق والحالة التي ستكون عليها في هذا الموسم.
وربما سجلنا ملاحظة أولية تصنف الفرق ضمن خانات متعددة، خانة المنافسين وخانة المطاردين وخانة الثابتين وخانة المهددين.
خانة المنافسين يتزعمها بطل الدوري فريق الفتوة، والحقيقة أن هذا الفريق يملك شخصية البطل بما يضم من لاعبين متميزين هم زهرة لاعبي الدوري الكروي، لكنه ما زال يعاني سوء الإدارة، فالإدارة في أي ناد تحتاج إلى خبرة القيادة وهذا ما تفتقده إدارة نادي الفتوة التي جلّ أعضائها من خارج المنظومة الرياضية وربما شعرت أن المال هو الأصل والأساس في كرة القدم، الفتوة يحتاج إلى الضبط والانضباط أكثر حتى لا يُسرق منه الدوري بغمضة عين.
حتى الآن فإن ما قدمه حطين من ثبات في الأداء ونتائج جيدة يضعه على قمة المنافسين على اللقب، وهو الفريق الأخطر على الفتوة، ورغم أن المباراة التي جمعتهما كانت للفتوة كنتيجة إلا أن حطين كان متميزاً في أدائه وقارع البطل على أرضه ولو أُوتي قليلاً من الحظ لما خسر المباراة، الفارق بين الفريقين هو التوفيق والحظ، وبعدها يأتي النفس الطويل الذي هو مقياس لمن يستمر في المنافسة حتى النهاية، قد تكون مشكلة حطين الوحيدة في عملية استثمار الفرص المتاحة فما زالت اللمسة الأخيرة غائبة عن الفريق ولو تمكن المخلوف حل هذه المشكلة فإن حطين لن يوقفه أحد.
الظروف ساعدت جبلة ليكون ثالث الدوري بعد هذه الأسابيع، فنوعية المباريات كانت سبباً وخصوصاً أن فوزيه تحققا على فريقين من خارج الأضواء وربما كانا من ضمن زمرة المهددين، إضافة إلى أنه لعب ثلاث مباريات على أرضه، ولن نخوض في مسائل أخرى، فتواضع التحكيم أمر يخص الحكام وإن كان الفريق استفاد من ذلك في مباراتين على الأقل.
المباريات القادمة لجبلة ستكون أصعب مما مضى وعليه أن يثبت أنه من طينة كبار هذا الموسم.
الوثبة على نسق واحد مع جبلة بالنقاط، دخل الدوري بالتدرج من الأسهل إلى الأصعب، المباراتان السهلتان تعادل بهما والأصعب فاز بهما، وهذا يؤكد أن الفريق يملك ثقافة الفوز ولديه تصميم وعزيمة على فعل شيء إيجابي رغم أنه لا يملك من اللاعبين ما تملكه الفرق التي آلمها بالفوز عليها.
لذلك يمكننا القول إن نتائج الوثبة أفضل من جبلة، لكن لقاءهما القادم في حمص سيضع النقاط على الحروف في هذه المسألة.
أزمات وأسرار
فريقان يعانيان أزمات داخلية فالنتائج باحت بالأسرار ومواقع التواصل الاجتماعي دلّت على أشياء مخفية، وعلى ما يبدو أن أزمات تشرين تبدو مالية أكثر من أي شيء آخر وأن المال الذي يصل النادي لا يكفي، وهناك أمور أخرى ندع الحديث عنها لوقتها.
أما في الجيش فالمشاكل كثيرة وعميقة ولا ندري إلى أين ستصل الأمور بالفريق، الإجراء الأول كان بتغيير مدير الفريق ولا ندري إن كان هناك إجراء جديد بعد الخسارة مع حطين، لكن بالمختصر المفيد فريق الجيش يعاني وهناك أمور ليست مخفية على أحد ولابد من تحرك جدي، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه في مباراة أخرى سيضع الفريق خارج قائمة كبار الدوري.
الوافدان الجديدان على ما يبدو أنهما لم ينسجما مع الدوري الكروي الممتاز وعودتهما إلى ما كانا عليه مسألة تحتاج إلى وقت إن بقي الوضع على حاله.
الساحل فرح بنقاطه الأربع، وعندما واجه الأقوياء انكشف المستور، حتى إن أبناء الساحل من أهل الكرة المخضرمين قالوا: حذرنا سابقاً!
وها هو اليوم يتبين صحة كلام هؤلاء، فالأمور التي تجري في نادي الساحل تدل على أن إدارة النادي غير مؤهلة لقيادة فريق بالدرجة الممتازة، وأول الخراب استقالة المدرب عساف خليفة، والسؤال: أليس عساف من استقدم اللاعبين ووافق على العقود وحضّر الفريق ثم يغادره ببرودة أعصاب ويترك الجمل بما حمل؟
وضع الفريق ليس جيداً وهو ينذر بالأسوأ وربما احتاج إلى مبضع جراح، أما الحرية فقد يبدو الحال مماثلاً، ورغم أن إدارة النادي عينت مدرباً مصرياً وتعاقدت مع ثلاثة محترفين وهم مع المدرب من مجهولي الهوية إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه من دون أي تغيير، وفريق الحرية هو الفريق الوحيد الذي خسر كل مبارياته حتى مع أضعف الفرق ولم يسجل في أربع مباريات إلا هدفاً واحداً، وهذه الأرقام تدل على أن الفريق سيعاني الكثير من الأزمات هذا الموسم، فإما أن يسلم الراية مبكراً وإما يجد الحل سريعاً، وعلى النقيض نجد أن شباب النادي يتصدرون دوي الشباب وهذا يؤكد أن النادي مملوء بالمواهب والخامات الواعدة، وهنا لابد أن نهمس بأذن إدارة النادي لتنظر إلى تجربة جارها أهلي حلب فربما الاعتماد على المواهب الشابة أفضل من لاعبين أكل عليهم الدهر وشرب.
من جهة أخرى يؤكد هذا الوضع الخاص بفريقي الساحل والحرية أن دوري الدرجة الأولى بشكله الحالي لا يمكن أن يؤهل فريقاً ليثبت وجوده في الدوري الممتاز، وعليه فإن كل الفرق التي ستصعد لاحقاً من الدرجة الأولى ستواجه مثلما يواجهه اليوم فريقا الساحل والحرية ومثل الذي واجهته سابقاً فرق عفرين والجزيرة والمجد وحرجلة وغيرها.
حسب الإمكانيات فإن الطليعة على مفترق طرق، فإما ينجو من مجمل الأزمات التي يعانيها أو إنه يرضخ لها، حتى الآن أمور الفريق تحت السيطرة، والمباريات القوية ستكشف الفريق في قادم المباريات.
أهلي حلب قادم فانتظروه، أما الوحدة والكرامة فهما فريقان جميلان يلعبان كرة قدم بشكل جيد، لاشك أن هناك بعض النواقص، وهما بحاجة إلى بعض التوفيق والحظ.
الفريقان بدأا الدوري مع الكبار، فلعب الكرامة مع الفتوة وجبلة وحطين، والوحدة بدأ مع حطين ثم الجيش فأهلي حلب، وأمامهما متسع من الوقت ليقدما الأفضل وليحققا ما يريدانه.
مباراة الأسبوع
مباراة الفتوة مع أهلي حلب المبكرة التي جرت الخميس كان فيها كل شيء في عالم كرة القدم، فيها الموجب والسالب، فيها جمال كرة القدم وفيها أبشع ما في كرة القدم.
على مستوى الدوري وما فيه من مباريات فإن هذه المباراة كانت قمة فيها الأداء الجيد الرجولي وفيها اللياقة العالية وفيها الحظ، الحظ مال إلى جانب الفتوة ففاز، والتوفيق لم يحالف أهلي حلب فخسر.
ففي الشوط الأول لو لم تتدخل العارضة ومنعت كرة قوية من جملة كروية جميلة لسجل الأهلي، ولكان التعادل أعدل في هذه المباراة التي ظُلم فيها أهلي حلب أو لنقل ظلم نفسه!
الأهلي طالب بركلتي جزاء، واحدة على الأقل لم تكن صحيحة، والتحكيم لم يشعرك أنه مع هذا الفريق ضد ذاك، بالأصل المباراة سهلة لكن اللاعبين جعلوها صعبة وأجبروا الحكم لرفع بطاقاته بوجه اللاعبين والجمهور أيضاً.
المباراة بشكل عام متكافئة، وشاهدنا الحماس الذي لعب به أهلي حلب الذي سيطر على وسط الملعب أغلب مجريات اللقاء وشكل خطورة واضحة على دفاع مستضيفه.
ولم تكن الرهبة موجودة في مواجهة فريق بطل ومتخم بالنجوم، لكن ما عابه الاستعجال في الشوط الأول، بينما في الشوط الثاني اعتمد على الكرات الطويلة فوقع كثيراً في مصيدة التسلل، الأهلي لم يسجل للمباراة الثانية على التوالي، ولديه أكثر من لاعب قادر على التسجيل، لكن على ما يبدو فإن الفريق الذي يتطور مباراة بعد أخرى ما زال يحتاج إلى الكثير من الخبرة.
هذه هي المباراة الأولى التي يلعبها الفريق عملياً خارج أرضه، والمباراة مع الحرية وإن كانت على الورق للحرية إلا أنها في حلب، لذلك نقول نال أهلي حلب خمس نقاط من أصل تسع على أرضه والمباراة التي لعبها خارج أرضه أعلنت عن خسارته الأولى هذا الموسم.
الفتوة كان الأوزن على أرض الملعب وتفوق بفارق الخبرة، لكنه اصطدم بفريق شاب طموح وعنيد، ولولا الهفوة الدفاعية لم يكن بإمكان الفتوة التسجيل رغم تعدد الفرص الخطرة.
الملاحظات على فريق الفتوة كثيرة منها أن التبديلات التي يجريها المدرب تشعرك أنها مفروضة على الفريق، فهناك لاعبون يجب أن يشاركوا في كل المباريات بغض النظر عن حاجة الفريق إليهم أو ضرورة وجودهم في المباراة، ونحن لا نود هنا البوح بكل الأسرار!
ما زالت الحالة الهجومية بالفريق ضعيفة ولا تتناسب مع حجم المهاجمين الخطرين وهذا الأمر يدفعنا لرفع أكثر من إشارة استفهام؟
وعلينا أن نلاحظ أن الفريق في المباريات القوية مع الكرامة وحطين وأهلي حلب لم يسجل أكثر من هدف في المباراة الواحدة، فضلاً عن أن الفرق الأخرى اشتكت من القرار التحكيمي.
ومن المعيب بفريق الفتوة أن يسجل هدفاً ثم ينام عليه كما حدث بلقاءي حطين وأهلي حلب، فأكثر لاعبوه من السقوط على الأرض لقتل الوقت والمباراة، وتعرض الفريق لضغط الفريق المنافس، ثم يخرج الفريق فرحاً لأنه نجا من التعادل والخسارة، والمفترض أن يكون مالكاً للمباراة والطرف الأفضل فيها.
من الناحية الانضباطية الفريقان كانا متحمسين لإثارة الشغب، وكان الاعتراض حاضراً في الملعب على أكثر الصافرات، ما حدا بالجمهور من الفريقين إلى تبادل الشتائم وإلى شتم الحكام ورمي أرض الملعب بما وقع في أيديهم من أشياء، وزاد طين المباراة بلة الحمراء التي تعرض لها عدي جفال وما كنا نتوقع أن تصدر منه ألفاظ لم تعتد عليها من لاعب مثله تفوق على أرض الملعب فناً وأخلاقاً!
وهذا كله سيدفع ثمنه الناديان من عقوبات ساهم بها أولاً من هم على أرض الملعب، ولأن الدوري ما زال في البدايات فلابد من ضبط النفس حتى لا يفلت زمام الدوري، وهذه مهمة إدارات الأندية لتعمل على ضبط كوادرها ولاعبيها.
سيرياهوم نيوز1-الوطن