| ناصر النجار
تميز الدوري الكروي للموسم 2022-2023 بأحداث مهمة بعضها كان خارجاً عن الإرادة، وبعضها الآخر كان لسوء البرمجة والتخطيط، وما زالت المشكلة التي تعترض نقاء الموسم الكروي الروزنامة الموضوعة التي اعتراها الكثير من التعديل والتغيير وفي ذلك أسباب تتعلق بتحضير المنتخبين الأولمبي والأول أو أسباب خارجة عن الإرادة.
وحاول اتحاد كرة القدم في موسمه الأول تقديم موسم جيد، لكن سارت الرياح عكس ما تشتهي سفن الاتحاد.
وما زالت العلاقة بين النشاط الداخلي والخارجي غير متناغمة ولا تعرف الانسجام وصحيح أن المواعيد الخارجية (أيام الفيفا) باتت معروفة ويمكن تسطير الروزنامة الداخلية وفقها إلا أن منتخباتنا في تحضيرها تحتاج وقتاً أطول، فكرتنا تختلف عن بقية الدول التي يكون لاعبوها جاهزين ولا يحتاجون إلا بضعة أيام قبل أي مباراة لخوضها.
كرتنا على صعيد المنتخبات ما زالت قيد تجربة اللاعبين والمدربين وكلنا ما زال يتذكر فكرة بناء منتخب من اللاعبين المحليين وكم استغرق من وقت وكلّف جهداً ومالاً، وفي النهاية فشلت التجربة.
وقد يكون لها بعض الفوائد من خلال اختبار إمكانيات لاعبينا المحليين، والفكرة يمكن تنفيذها بطريقة مغايرة حال توافرت الشروط والإمكانيات، لكن نجد الأولوية اليوم للمنتخب الثاني وهو المنتخب الأولمبي المفترض أن يكون رديفاً حقيقياً للمنتخب الأول، على كل حال موضوع المنتخبات الوطنية موضوع شائك ولا يمكن قطف ثماره إلا بعد سنوات من العمل والجد والجهد.
الجزئية هذه ساهمت بتعثر الروزنامة وخصوصاً في مرحلة الذهاب.
وأول عثرة كانت بوفاة رئيس نادي تشرين طارق زيني وقد تم تأجيل الدوري أسبوعاً كاملاً ليبدأ فعلياً في 9/9/2022 ثم توقف في 21/10/2022 عند الأسبوع السادس واستكملت المباريات بدءاً من 6/1 حتى 3/2، حيث كانت نهاية الذهاب وكان من المفترض استئناف الإياب بشكل مباشر، لكن الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في 6/2 ساهم بتوقف النشاط الرياضي وتم بعدها استئناف الدوري في 2/4/2023 لينتهي بشكل رسمي في 31/5 بمباراة الجيش مع الوثبة.
تداعيات الزلزال أثرت جماهيرياً على الدوري فتقرر إقامة مرحلة الإياب بلا جمهور والتنفيذ كان متفاوتاً من ملعب لآخر ومن مباراة إلى أخرى، وتسرب الجماهير إلى الملاعب كان محدوداً ولم يبلغ في حده الأعلى أكثر من ألف أو ألفي شخص، وساهم هذا القرار بخسارة الأندية لريع المباريات والدعم الجماهيري الذي له دور إيجابي في المباريات، بالمقابل اتحاد كرة القدم تكفّل بأجور المباريات كلها، كما سامح الأندية بما عليها من أموال وديون لمصلحة اتحاد كرة القدم ومنها الغرامات المفروضة عليها من قبل لجنة الانضباط والأخلاق والبالغة 65 مليون ليرة سورية.
شطب الجزيرة
في فترة استعداد الفرق للدوري كانت أخبار فريق الجزيرة غائبة، وسبق لإدارة نادي الجزيرة أن وضعت شروطاً على المكتب التنفيذي واتحاد كرة القدم ليشارك في الدوري، من هذه الشروط أن يلعب على أرضه وأن يتكفل المكتب التنفيذي واتحاد كرة القدم بمصاريف الفريق وتم وضع مبلغ معين طالب به نادي الجزيرة قبل مشاركته بالدوري، وبدأ الدوري وتخلف نادي الجزيرة عن اللقاء الأول وكان مع الوحدة فأصدرت لجنة الانضباط قرارها رقم 8 بخسارة الفريق أمام الوحدة صفر/3 واستبعاد الفريق من الدوري وهبوطه إلى الدرجة الأولى وحجب إيرادات المشاركة بالدوري.
بعد أخذ ورد وتدخل هنا وهناك استأنف نادي الجزيرة القرار ووعد المكتب التنفيذي بدفع نفقات الفريق في التنقل والإقامة والإطعام ولعب الفريق سبع مباريات خسرها أمام الجيش والطليعة والوثبة صفر/1 وأمام جبلة وحطين صفر/2 وأمام المجد والفتوة 1/2، لكنه عاود الانسحاب مرة أخرى أمام أهلي حلب دون مبرر، فكان قرار لجنة الانضباط رقم 28 الذي يشبه القرار السابق، فشطبت نتائج الفريق وهبط إلى الدرجة الأولى، واستكمل الدوري بأحد عشر فريقاً.
حساسية زائدة
المباريات التي بلغت فيها الحساسية درجة غير مقبولة كانت قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة، وأولاها مباراة الوحدة مع أهلي حلب التي انتهت إلى فوز أهلي حلب 2/1 في الأسبوع الثالث من الذهاب، المشكلة بدأت بتسجيل كامل كواية هدفاً اعتبر غير إخلاقي بسبب توقف لاعبي الوحدة لإصابة زميله، فقام حارس مرمى الوحدة وعدد من اللاعبين بالاعتداء على الكواية وحصل هرج ومرج أسفر عن العقوبات التالية: توقيف أنس بلحوس أربع مباريات مع غرامة 150 ألف ليرة وتوقيف خالد إبراهيم ست مباريات مع غرامة 300 ألف وغرامة النادي بمليون ونصف المليون ليرة سورية لا غير بسبب شتم الحكام، وعوقب نادي أهلي حلب بغرامة مليون لاستخدام الألعاب النارية وتوقيف اللاعب محمد كامل كواية أربع مباريات للبصق غير المباشر على دكة بدلاء نادي الوحدة.
المباراة الثانية كانت مباراة الوثبة مع تشرين التي انتهت إلى التعادل 1/1 في الأسبوع السابع من الذهاب، وحدث فيها شغب وشطط واعتراض غير مبرر على الحكام وانتهت بمجمل قرارات من لجنة الانضباط والأخلاق حملت الرقم 27 وهي على الشكل التالي: غرامة مليون ونصف المليون لشتم الجمهور المنافس وغرامة ثلاثة ملايين ليرة سورية لإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة ما أدى إلى إصابة الحكم، مع إقامة المباراة التالية بلا جمهور، غرامة مليون ونصف المليون للاعتداء على الحكم من قبل الجمهور بعد نهاية المباراة، وإيقاف إبراهيم العبد الله ومحمد كرومة والمصور حسان الحمصي لمحاولة الاعتداء على الحكم وشتمه.
المباراة الثالثة مباراة الكرامة مع جبلة وحدث فيها أغرب حادثة في عالم كرة القدم وضعت الجميع في موقف محرج عندما رفض لاعبو الكرامة تنفيذ ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم محمد قرام لجبلة على الكرامة في الدقيقة 94 وحدث هرج ومرج وتناول الجمهور أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة ما أدى إلى إصابة الحكم المساعد الثاني فأوقف الحكم المباراة.
وجاء قرار لجنة الانضباط والأخلاق الذي حمل الرقم 10 على الشكل التالي: خسارة الكرامة للمباراة أمام جبلة صفر/3 (ضمن الأسبوع العاشر من الذهاب) غرامة ثلاثة ملايين ليرة سورية لإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على أرض الملعب وإصابة الحكم وإقامة المباراة التالية لجبلة بلا جمهور، تغريم نادي الكرامة بثلاثة ملايين ليرة سورية بسبب شتم الحكم وجاءت الغرامة المالية مضاعفة لأنها مكررة وسبق أن حدثت بلقاء الوثبة الذي سبق المباراة، تغريم نادي الكرامة بقيمة المحفظة المسروقة من الحكم الخاصة بالسماعات، إيقاف اللاعبين مصعب بلحوس وعبد الملك عنيزان وتامر حج محمد وهمام أبو سمرا ثلاث مباريات لمحاولة الاعتداء على الحكم وشتمه، غرامة خمسمئة ألف ليرة سورية على اللاعب عبد الملك عنيزان لتلقيه البطاقة الحمراء، توقيف الإداري إياد مندو لمباراة واحدة.
المباراة الرابعة في ختام مرحلة الذهاب بين الوثبة والجيش وانتهت بفوز الوثبة بهدف وحيد وشهدت المباراة في نهايتها الاعتداء الصارخ من لاعب الجيش أحمد الصالح على الحكم فراس الطويل وجاءت قرارات لجنة الانضباط والأخلاق في جلستها رقم 33 على الشكل التالي: توقيف اللاعب أحمد الصالح مدى الحياة مع اقتراح الفصل من منظمة الاتحاد الرياضي العام ثم جاء قرار الاستئناف بالتوقيف لمدة عام مع اقتراح الفصل من منظمة الاتحاد الرياضي العام، وحتى الآن لم يصدر أي قرار من الاتحاد الرياضي العام بفصل أي من الكوادر أو اللاعبين من المنظمة الأم.
وفي القرار أيضاً تم تغريم اللاعب أحمد الصالح مبلغ مليون ونصف المليون ليرة سورية، وإيقاف اللاعب مازن العيس ثلاث مباريات، وتغريم نادي الجيش بثلاثة ملايين ليرة سورية للشتم، والشتم هذا مكرر، وسبق لجمهور الجيش أن شتم الحكام والفريق المنافس في لقاء تشرين في ثالث الدوري.
العفو العام
أصدر اتحاد كرة القدم عفواً عاماً عن العقوبات قبل انطلاق الدوري الكروي الممتاز وكانت أندية تشرين والوحدة والوثبة وأهلي حلب تعرضت للعقوبات في تتمة مسابقات كأس الجمهورية التي جرت قبل انطلاق الدوري وقيل إن هذا العفو كان تكريماً للراحل طارق زيني.
وأصدر اتحاد كرة القدم عفواً آخر عن البطاقات الملونة وعقوبات الجمهور قبل انطلاق مرحلة الإياب، كما أصدر عفواً عن الغرامات المالية قبل استئناف الدوري بعد الزلزال.
مدربون ولاعبون
من الأحداث المهمة التي شهدها الدوري الكروي الممتاز هذا الموسم السماح بانتقال اللاعبين من ناد إلى آخر في الميركاتو الشتوي بغض النظر عن مشاركته أو عدمها، وحدثت التنقلات بشكل موسع بين الأندية كلها، كما تمت الموافقة لمن يرغب من الأندية بالتعاقد مع مدربين ولاعبين عرب وأجانب، وشهد الدوري في هذا الموسم أكبر عدد من الاستقالات بين المدربين ولم ينج ناد واحد من هذا الداء، وكل هذه المواضيع سنتناولها بالتفصيل في الأعداد القادمة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن