كتب رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
صاحب الدور الواضح -مثل صاحب الحق الساطع -يجب أن يأخذه بعيداً عن استجداء الآخرين وإنتظارهم والتطبيل والتزمير لهم كما يحصل عندنا في الكثير من الحالات ،فالقول المأثور الذي طالما رددناه جميعاً (الحق يؤخذ ولا يعطى)ينطبق أيضاً على الدور الواضح لكل منا في مجال عمله أومهمته في المجتمع والدولة لكن السؤال الذي يفرض نفسه ويردده الكثيرون في بلدنا هو :لماذا لايأخذ الأعضاء الذين وصلوا لمجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية والمكاتب التنفيذية للمنظمات والنقابات والجمعيات دورهم في ضوء ماتنص عليه القوانين النافذة وأنظمتها الداخلية ,وفي ضوء الوعود التي سبق وأطلقوها امام ناخبيهم ..الخ؟ نترك الإجابة برسم هؤلاء ،مع استغرابنا أشد الإستغراب ،مايصدر بين الحين والآخر عن أعضاء في مجلس الشعب وأعضاء في مجالس المحافظات وغيرهم، من شكاوى حول قيام هذه الجهة أو تلك بتهميش دورهم وتغييبهم عن بعض النشاطات والإجتماعات، متناسين أن دورهم يؤخذ ولايعطى من خلال القرارات التي يتخذونها في اجتماعات مجالسهم، واللجان التي يمكن ان يشكلونها بشكل دائم أو مؤقت، ومن خلال تواصلهم مع ناخبيهم وزياراتهم الميدانية ومتابعة قضاياهم بقوة مع الجهات المعنية ,ومن خلال اتخاذهم المواقف اللازمة عبر وسائل الإعلام الوطنية المختلفة..الخ وهنا نقول :صحيح أن نسبة غير قليلة من أعضاء هذه المجالس ينطبق عليه المثل القائل(فاقد الشيئ لايعطيه)، لكن الصحيح أيضاً أنه يجب ألا يخاف أحد من أخذ دوره أبداً ،بغض النظر عن المنغصات والتداعيات الشخصية التي قد يتعرض لها من الفاسدين والمفسدين الذين لايريدون لمجالسنا ومؤسساتنا وكوادرنا أن تأخذ دورها ..فمن يأخذ دوره الحقيقي وفق ماتنص عليه القوانين يفرض وجوده ويكبر معنوياً بنظر الأخرين، ويتحول من موقع المستجدي لإعطائه الدور إلى موقع المستجدى للتخفيف من هذا الدور. ونقول في الختام: لو أن مجالسنا المنتخبة تأخذ دورها الحقيقي، لنجحت في ردم الفجوة الكبيرة بينها وبين الناس، ولساهمت في معالجة وحل الكثير من المشكلات والقضايا وفي مكافحة الفساد ,ومن ثم في تحسين الواقع القائم نحو الأفضل وبما ينعكس خيراً على الوطن والمواطنين ..أما استمراها بعدم أخذ هذا الدور كما يجب فسوف يبقيها بنظر الكثير من المواطنين مجالس و(مؤسسات واجهية)لاتغني ولا تسمن من جوع!
(سيرياهوم نيوز٣١-١-٢٠٢٢)