سمير حماد
هل استطاع الحراك السياسي في المنطقة , أن يغيّر الحالة الثقافية ، ويحوّل التعامل معها من نظام الحظيرة القائم على التدجين , إلى أفق مفتوح يواجه الفساد , والتكفير, والفكر المتزمّت الذي بات يهدد الهوية الوطنية والعربية وحرية التعبير والتفكير ؟
التغيير الثقافي لا تصنعه السلطة , وربما تعرقله , بل القوى المعارضة للفساد …القوى العلمانية الديموقراطية المؤمنة بحق الاختلاف واحترام الآخر , وبالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير ..
ما نخشاه ان يبقى العمل الثقافي مراوحا في مكانه , أو يتراجع , أو يستمر في التطبيل والتزمير وسياسة الاحتفالات والمهرجانات الدعائية الفارغة …..لا فائدة ترجى من اي عمل ثقافي دون الغاء الرقابة والتوجيه الأمني …. , إذا أردنا لهذا الفعل ان يكون مثمراً …….
الدولة ترعى الثقافة ولا تنتجها …ولا يجوز أن تكون وصيّة عليها …..وعلى منتجيها , فهم أدرى بشعابها …..نحن بحاجة الى ثورة ثقافية تسودها مفاهيم العقلانية والعلمانية …والاستنارة والعدل …والروح الانسانية …..ثورة تعلي من قيم الحق والخير والجمال ………
إن صناعة الثقافة مهمة , في غاية الأهمية , لإعادة الروح الوطنية التي تمزّقت , وقتلها امراء الحرب من جهة ….. وأصحاب المصالح الشخصية من المثقفين , الذين يدورون في حلقة ذكر …في فلك , السلطة أوأضدادها ….وخضعوا للافكار التكفيرية والشمولية …….مما جعل الصدأ والعفن يمزق ثوب الثقافة وعفّتها ….
إن بلدنا الغالي سوريا , سائر إلى التغيير مهما عانينا من الأرق والنزيف و القلق .
وإن ما يجري هو انتقال إلى الأمام حتماً , وسيقودنا إلى بناء مستقبل نطمح إليه وننتظره…… إن ما يجري , هو عملية قيصرية , يقود نجاحها إلى الديموقراطية الحقّة …. سيؤدي نجاحها إلى سلامة الأم سوريا , والجنين أيضاً , أعني , الديموقراطية .
والأيام القادمة ستثبت هذا بالتأكيد…
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)