مع بدء ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية والتي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ما تسمى انتخابات البلدية في محافظة دير الزور، عبر مجالسها المحلية وبين الموظفين والعاملين لديها، من دون إعلان رسمي، أكد رئيس مركز المصالحة الروسية ومنسق العشائر في دير الزور عبد الله شلاش أن هناك رفضاً وعدم قبول شعبي لتلك الانتخابات، مشيراً إلى أن إجراء الانتخابات بشكل سري هو نتيجة الخوف من خروج التظاهرات الشعبية ضدها، لذلك فإن «قسد» ستحاول من خلال أجندة فيما بينهم لتثبيت هذه الانتخابات.
شلاش قال في تصريح خاص لـ«الوطن»: «في كل مرة تفشل انتخاباتهم عندما تكون بشكل علني، لذلك عملوا هذه المرة على أن تكون بشكل سري وغير معلن، والمواطنون رافضون لتلك الانتخابات وغير متقبلين لها».
وشدد على أن ميليشيات «قسد» تفقد اليوم الثقة لدى الناس، وبشكل أكبر من أي يوم مضى، موضحاً أنها تحاول إجراء الانتخابات بشكل سري، أو غير معلن بشكل رسمي من أجل تجنب قيام التظاهرات ضدها، وألا يكون هناك أي عوائق من قبل الشعب غير المتقبل لوجودهم في المنطقة.
وتابع شلاش: «قسد من خلال هذه الانتخابات تحاول إثبات وجودها أو إثبات شخصيتها وهي تستعجل الأمر لكسب الوقت قبل استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه، وخاصة أن قسد تعتبر الرئيس الحالي جو بايدن الأب الروحي لها».
وأكد أنه لا يوجد أي قبول شعبي لتلك الانتخابات، وقال: «نحن ومنذ اللحظة الأولى لعلمنا أنه ستكون هناك انتخابات بشكل سري قمنا بالتواصل مع الناس، ولا يوجد أي شخص راضٍ بإجراء الانتخابات بشكل نهائي».
وتابع: «هم سوف يحاولون من خلال أجندة فيما بينهم تثبيت هذه الانتخابات، لكن في الحقيقة لا يوجد أي انتخابات ولن يكون هناك أي إقبال، وهناك رفض كامل لسيطرة «قسد» أو الإدارة الذاتية الكردية على أراضي الدولة السورية».
وتوقع شلاش أن تجري تلك الانتخابات بشكل جزئي لأشخاص معينين فيما بينهم، مستبعداً أن تكون بشكل علني، وأن يتجه الناس إلى صناديق الانتخابات، لأن الدعم الشعبي لهم ضعيف جداً.
مواقع إلكترونية معارضة أفادت بأن «الذاتية» بدأت إجراء انتخابات غير معلنة للبلديات في محافظة دير الزور، بعد تعليق استمر لعدة أشهر، وذلك عقب إطلاق ما تسمى المجالس المحلية (المخاتير) اجتماعات مع الأهالي لإقناعهم بانتخاب مرشحين مما يسمى «حزب سورية المستقبل» الذي دخل الانتخابات مع أحزاب أخرى تحت اسم «تحالف الشعوب»، ويضم أحزاب «الاتحاد الديمقراطي- PYD» و«حداثة» و«تجمع نساء زنوبيا».
المواقع نقلت عن مصدر مسؤول في «حزب سورية المستقبل» بدير الزور، أن الانتخابات تجري على مرحلتين الأولى (أمس) سيشارك فيها «العسكريون»، والثانية (اليوم الثلاثاء) للمدنيين.
وسبق أن أُجِّلت «انتخابات البلديات» لثلاث مرات، الأولى في نهاية أيار، والثانية في حزيران، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عقب الإعلان في المرة الأولى أن الظروف غير مواتية لإجراء انتخابات شمال شرقي سورية في الوقت الراهن.
مواقع تواصل اجتماعي محلية ذكرت أن «الذاتية» تستخدم وسائل ضغط، مثل التهديد بقطع المساعدات الإنسانية أو فصل الموظفين، لإجبار السكان على التصويت.
وأكدت دمشق في أوقات سابقة أن المشروع الانفصالي القائم حالياً مرفوض، ولا سلطة شرعية لما يسمى الإدارة الذاتية للقيام بانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها والانتخابات الوحيدة الشرعية المعترف بها هي انتخابات الإدارة المحلية التي جرت تحت سلطة الدولة السورية.
سيرياهوم نيوز 2_الوطن