بقلم:مالك صقور
كتب جيرفسون إلى مونرو عام 1816 رسالة عبّر فيها عن الذّل والهوان والاستغلال الذي يتلقاه الاميريكيون من المستعمرين البريطانيين،ومن جملة ما جاء فيها :”بريطانيا هي عدو للجنس البري بأكمله،وليس لأميركا وحدها”.
بعد أسابيع من هذه الرسالة،كتب آدمز يقول:”إنبريطانيا تعلّم أبناءها احتقارنا وإهانتنا والإساءة إلينا.ولن تصبح لنا صديقة حتى نصبح نحن سادتها”.
لذلك،علينا أن ندعو : أجارنا الله من حكم المحكوم،وظلم المظلوم،وهكذا، وصارت اميركا السيد المطلق ليس على أوروبا العجوز،وليس على الإمبراطورية البريطانية التي استعمرت أميركا وتسيدت حتى نالت استقلالها،بل صارت “زعيمة”العالم،و(بلطجي)العصر،لاسيما،بعدانهيارالاتحاد السوفييتي.وقد حاولت، وما زالت تحاول أميركا أن تمسك بخناق الكرة الأرضية. هذا الكوكب الحائر الخائب،صارت الآمر الناهي ، صارت موزعة الشروالرياء والكذب والنفاق والفجور وهي أعتى امبراطورية امبريالية،تسعى ومازالت إلى إهانة الشعوب المستضعفة،والشعوب النامية –وتحاول جر البلدان القوية،كي تصبح تابعة لها،مستخدمة كافة الأساليب في سبيل تحقيق ذلك بما فيها القوة العسكرية،ونهب الثروات،والغزو والاحتلال،ضاربة بعرض الحائط كل مبادئ ويلسون وحقوق الإنسان،والحريات ، والشرعية الدولية،ومبادئ الأمم المتحدة ،وسخرت(مجلس الأمن)لتنفيذ مآربها.
وكما يقول المثل من شبّ على شيء، شاب عليه. وهكذا،أباد الأميركان السكان الأصليين من الهنود الحمر،وأهانت أميركا اللاتينية وأذلّت الزنوج…احتلّت فيتنام وقتلت أكثر من نصف مليون فيتنامي وهدّمت أكثر من مئة ألف بيت فيها .وخرجت منها صاغرة في النهاية. ولكن،كأن شيئاً لم يكن،فعلت أميركا العجائب في القارة السمراء .وأرست دعائم العنصرية،ومارست كل ما مارسته إنكلترا من قباحات في جنوب أفريقيا. ألقت القنبلتين الذريتين لأول مرّة في اليابان على مدينتي هيروشيما وناغازاكي ، وقتلت، وشرّدت الملايين، ومازالت تأثيرات الاشعاعات النووية باقية في هاتين المدينتين،ومضى كل شيء،وكأن شيئاً لم يكن. أبلست النظام العراقي واتهمته بما ليس فيه ، فغزت العراق، واحتلته، ومزقته،ونهبت خيراته،وسرقت نفطه وما زالت ، وقتلت أكثر من مليون طفل عراقي،وهجّرتأكثر من خمسة ملايين عراقي وكأن شيئاً لم يكن .
فإلى متى هذه الغطرسة، وهذه العنجهية،ومنيستطيع أن يوقف هذا الشر بلا حدود، وبلا نهاية؟!
*****
أدركت أساطين الإمبريالية والصهيونية أن جمراً تحت الرماد مازال يتوهج، مادام محور المقاومة لايزال صامداً وجاهزاً لرد العدوان وتحرير الأرض فبدأ السعي المحموم من قبل الإمبريالية والصهيونية لإخماد هذا الجمر ، وتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، ولهذا كان يجب تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير والجديد:
_تدمير العراق وتمزيقه ونهب خيراته .
_تدمير ليبيا واستمرار القتال فيها .
_إضعاف مصر وتجميدها وتحييدها لا بل جرها إلى جانب الكيان.
_تحطيم اليمن نهائياً كي لا ينهض بعدها.
_الاستمرار في نهب ثروات النفط في الجزيرة العربية وإخضاع الخليج للهيمنة الصهيونية.
_تدمير سوريا وتقسيمها .
_القضاء على حزب الله .
_إبعاد إيران وتحييدها ما أمكن عن المنطقة.
لكن الذاكرة البغي تنسى دائماً أن شعباً متجذراً بأرضه مؤمناً بقضيته لا يمكن أن يهزم .
وهكذا، اشتعل الجمر بركاناً وكان طوفان الأقصى الذي لقن العدو درساً هذه المرة لن ينساه.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)